من يوميات الحرب
14 يناير 2010
رابط مختصر:
في مساء يوم الأربعاء الموافق 14 كانون الثاني (يناير) 2009 قتل عز الدين موسى، البالغ من العمر (52 عاماً) وزوجته سميرة، البالغة من العمر (53 عاماً) وابنتهم نور، البالغة من العمر (16 عاماً) و أبنائهم الثلاثة وحيد، البالغ من العمر (29 عاماً)، وأحمد، البالغ من العمر (28 عاماً) ومحمد، البالغ من العمر (25 عاماً) وذلك عندما أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخاً على منزلهم.
قتل الأب وزوجته و أبنائهم وهم يجلسون في صالة المنزل الكائن في حي الصبرة المكتظ بالسكان في مدينة غزة.
أما ابنهم الرابع محمود، البالغ من العمر الآن (25 عاماً) فقد أصيب بجروح بينما كان يجلس في الصالة مع أسرته.
أما بقية أفراد الأسرة، الذين نجوا من ذلك الاعتداء فهم ثلاث بنات حنين وفتحية وصابرين وزوجة أخيهم هبة وأبناء أخيهم حيث كانوا يجلسون في غرفة مجاورة.
أجرى مركز الميزان لحقوق الإنسان مقابلة مع حنين، البالغة من العمر الآن (18 عاماً).
ودار اللقاء حول كيفية تأقلم حنين مع خسارة والديها وإخوانها.
أجريت المقابلة بعد مرور حوالي عام على ذلك الاعتداء.
كنت سعيدة ولا أتحمل مسؤولية أحد 'كنت سعيدة ولا أتحمل مسؤولية أي شيء' تقول حنين، التي كانت في السابعة عشر من عمرها، عندما قتل صاروخ إسرائيلي والديها وثلاثة من إخوتها وأخت أخرى.
'كنت أفكر فقط في دراستي.
لقد تغير كل شي بعد مقتل والديَّ.
كنا نجلس في تلك الليلة في الصالون ونستمع إلى أخبار الاعتداءات الإسرائيلية عبر المذياع.
بدأ ابن أخي بالبكاء فذهبت أنا وأخواتي فتحية وصابرين و زوجة أخي هبة لنطمئن عليه.
وبينما كنت في طريقي للذهاب إلى الصالون لكي أسأل أمي عن شيء ما سمعت صوت تحطم الزجاج.
ثم سمعت صوت انفجار.
فتحت باب الغرفة ولكني لم أرَ شيئا سوى ألسنه اللهب والنيران فأغلقت الباب بقوة.
اعتقدت أن أهلي قد هربوا وتركونا في النيران بدأنا نصرخ ونطلب المساعدة ولكن أحداً لم يأت.
لذلك فتحت باب الغرفة مرة أخرى لنحاول الهرب.
ولكني في هذه المرة تمكنت من الرؤية.
رأيت جثة أبي وأمي وأخوتي وليد وأحمد ومحمد وكذلك جثة أختي نور.
لا أستطيع أن أصف لكم كيف كان شعوري وأنا أري جثة أمي ممزقة إلى قطع وجثة أختي تحترق.
كان أخي محمود الشخص الوحيد الذي بقي على قيد الحياة.
كان مغطى بغبار أبيض وقد أصيب إصابة بالغة.
كان يصرخ 'ساعدوني ساعدوني! لا أشعر بأقدامي'.
وبالرغم من أن محمود أصيب بجراح خطيرة بفعل الشظايا إلا أنه تمكن وبقية الناجين الآخرين من الهروب من المنزل.
لا يزال محمود يخضع للعلاج بسبب إصابته في ذلك الحادث توضح حنين' هو في مصر الآن يخضع لعلاج طبي.
لقد دخل المستشفى وخرج ثم دخل ثم دخل وخرج وهكذا طوال الوقت.
يقول الأطباء بأنه يوجد رقائق صغيرة جدا في جسمه مستقرة في مناطق مختلفة في جسده ولا يستطيعون إخراجها.
لا يزال يشعر بألم شديد وهو يمشي الآن على عكازين.
'.
بعد الاعتداء انتقلت حنين وأخواتها للعيش في بيت جدهم.
' كنت لا أكاد أتكلم في الشهر الأول.
جاء بعض الأطباء النفسيين لزيارتنا ولكني لم أتحدث معهم ولم يعودوا مرة أخرى.
ثم ركزت كل اهتمامي في دراستي.
كنت في الصف الثاني ثانوي وحصلت على معدل 86%.
ولكني قررت بعد ذلك الزواج.
اعتقد أنني أردت أن أهرب من حياتي ومن الصعوبات التي كنت أواجهها.
حتى زواجي لم يسعدني.
عندما ذهبت إلى المحكمة في نوفمبر من أجل كتب الكتب كنت أبكي كثيراً حتى أن القاضي اعتقد أن أهلي أجبروني على الزواج وطلب أن يتحدث معي على انفراد وسألني إذا كان أهلي أجبروني على الزواج ولكني أخبرته بأنني أبكي لأنه ليس لدي عائلة الآن وأني فقدت أسرتي.
كانت حفلة الزفاف صعبة علي.
كان الناس طوال الحفلة يطلبون مني أن أرقص مع زوجي وأن أبتسم.
ولكني شعرت بأني مخنوقة وبأني وحيدة.
كنت أبتسم من أجل الصور فقط.
خسارة التعليم ومنذ زواجها لا تستطيع حنان أن تكمل تعليمها.
'زوجي لا يريدني أن أذهب إلى المدرسة.
'توضح حنين' يعتقد بأنني لن أكون زوجة مناسبة.
الكل يقول أنها خسارة لأن علاماتي كانت عالية.
لو أن والديّ لم يقتلا لما كنت قد تزوجت.
كنت سأكمل تعليمي وأكمل التوجيهي والتحق بالجامعة.
'.
وحيث أن حنين لا تزال تكافح مع خسارتها لأحبائها فأقاربها يشجعونها دائما على أن تعيش وأن تتأقلم مع الحياة.
'يقولون لي نحن نقدر مدى حزنك ومعاناتك التي تشعرين بها ولكن الحياة تستمر عليكي أن تعيشي حياتك.
حتى الآن أنا أحاول أن أتجنب الحديث مع الناس وأذهب إلى غرفتي وأغلق الباب على نفسي.
أضع بعض صور عائلتي على تسريحتي وأنظر إليهم طوال الوقت و أبكي.
تريد والدة زوجي أن أرفع تلك الصور لأني أبكي كثيراً عندما أنظر إليهم.
أعرف أن عمري كان (17 عاماً) عندما قتلت أمي ولكني أشعر بأنني لازلت طفلة.
أشتاق إلى أمي كثيراً.
أريد أن أسألها عن أشياء كثيرة خاصة الآن وأنا متزوجة.
لا يوجد لدي أحد لأطلب نصيحته.
كانت حياتي جميلة قبل أن يقتلوا عائلتي.
'.