من يوميات الحرب

اليوم الحادي عشر: استهداف طفل في مخيم الشاطئ للاجئين

    شارك :

6 يناير 2010

  خرج عبد الجليل حسن عبد الجليل الهليس، البالغ من العمر (8 سنوات) وأخيه أحمد، البالغ من العمر (14 عاماً) للعب الكرة بجوار مدرسة الأونروا القريبة من البيت وذلك عند حوالي الساعة 11 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 6 كانون الثاني يناير 2009.
خرج الأخوان للعب في الفترة التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي التهدئة لأغراض إنسانية.
لم يكن هناك إطلاق نار في تلك المنطقة التي تبعد كثيرا عن الحدود.
وبينما الأخوين في طريق عودتهما إلى المنزل تم استهدافهم بشكل مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية.
قتل عبد الجيل على الفور بينما أصيب أحمد إصابات بالغة.
ومنذ ذلك الاعتداء تعاني سامية والدة الطفلين من تدهور شديد في وضعها الصحي.
أما حسن والد الطفلين، البالغ من العمر (45 عاماً)، فهو لا يزال يحاول أن يفهم لماذا قتل ابنه ذي الثماني سنوات.
أجرى مركز الميزان لحقوق الإنسان مقابلة مع حسن بعد مرور عام تقريبا على ذلك الاعتداء وسأله حول كيفية تأقلم الأسرة وتغلبها على الوضع الجديد.
  لماذا ؟ 'كان هناك سيارة شرطة فارغة تقف في الشارع لمدة ستة أيام.
لا أعلم لماذا قصفت تلك السيارة بينما كان أبنائي يقطعون الشارع .
' يقول حسن بصوت مرتعش.
'أرادوا فقط أن يلعبوا الكرة وكان ذلك في وقت الهدنة'.
كان حسن يجهز نفسه للصلاة في المسجد عندما سمع الانفجار.
'شعرت بأن شيئاً ما قد حدث.
أخذت اجري في الشارع.
رأيت أطفالاً في الشارع يقفون هناك وعلمت منهم أن طفلا قد قتل.
'.
عندما وصل حسن إلى مكان الاعتداء لم يرى شيئا وذلك لكثرة الدخان والغبار.
' 'كنت لا أعرف إذا كان أحدا من أبنائي قد قتل'.
ثم جاء صاحب محل في ذلك الشارع وعرض أمامي صندل مغطى بالدماء.
كان ذلك صندل ابني عبد الجليل فقد اشتريته له قبل أسبوعين من ذلك الاعتداء.
وبعد أن انقشع الغبار رأيت ابني يرقد على الأرض.
وكان هناك جرح كبير في عنقه وقطعت أربعة أصابع من يده وكان هناك شظية دخلت من جبهته وخرجت من رأسه من الخلف'.
'لن أنسى ذلك المشهد أبداً'.
  العناية بأحمد نقل عبد الكريم إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء بينما ذهب حسن ليبحث عن ابنه أحمد.
وبالرغم من إصابته الشديدة تمكن أحمد من الوصول إلى منزل جدته القريب، التي أخذته إلى مستشفى السويدي (مركز صحي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين).
'أصيب بعدة شظايا في مناطق مختلفة من ساقيه.
' يوضح حسن.
كان علينا أن نأخذه إلى المستشفى كل يوم وبقينا على ذلك الحال لمدة (14) يوماً.
كان يجب أن ينام في المستشفى ولكن لم تكن هناك غرفاً كافية مع وجود الآلاف من الإصابات.
بعد ذلك الهجوم كان أحمد يستيقظ من نومه كل ليلة ويتوسل إلى أن أحضر أخيه عبد الجليل من المقبرة.
زوجتي مريضة جدا ولا تستطيع أن تعتني به.
فكان على جدته أن تشرح له ما حدث، كانت تقول له ' لا تقلق لا تقلق ستراه في الجنة مرة أخرى'.
أعتقد أنه أفضل مما كان عليه في السابق ولكنه لن ينسى ما حدث له وكذلك نحن لن ننسى ما حدث فدماء عبد الجليل مازالت هناك على الأرض بجوار المدرسة نراها كل يوم.
'.
لا يعتقد حسن بأن زوجته سامية ستتعافى من الصدمة.
' تصيبها حالة من الهستيريا فتبكي وتصرخ لعدة أيام كلما تذكرت أن عبد الجليل قتل.
فهي تعاني من ضيق في التنفس (أزمة) وتستخدم ثلاثة أنواع من المنشاق (البخاخات).
حتى أن البخاخات لا تؤدي الغرض بالصورة الكافية فيضطر الأطباء لإعطائها حقن.
تشعر الآن بأنها مخنوقة طول الوقت كان علي أن أجد نقود لكي آخذها إلى مستشفيات خاصة لتكمل علاجها.
حتى أن ماريا، التي تبلغ من العمر (4) سنوات لا تزال تبكي عندما نتحدث عن أخوها عبد الجليل.
أخذتها معي إلى المقبرة لكي تفهم أن أخيها عبد الجليل في الجنة الآن.
كان حسن يتابع تحقيقات الأمم المتحدة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والتي تمت خلال عملية الرصاص المصبوب ولكن لديه آمال قليلة لتحقيق العدالة.
'أعتقد انه سيكون هناك تسويات بناء على نتائج التحقيقات'.
ويضيف' ولكنه من المستحيل تقديم أي جندي إسرائيلي إلى المحاكمة طالما أمريكا تدعم إسرائيل فهي ستجد لها طريقة لوقف تلك الإجراءات'.