من يوميات الحرب
1 يناير 2010
رابط مختصر:
أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صاروخاً عند حوالي الساعة 3:10 عصرا يوم 1 كانون الثاني يناير 2009 على مجموعة من الأشخاص أثناء خروج المصلين من مسجد في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وتسبب هذا الصاروخ في إصابة (15) شخصاً من بينهم (5) أطفال بما فيهم أسامة شبات، البالغ من العمر (9) سنوات.
أما فادي شبات الأخ الأكبر لأسامة والبالغ من العمر (24 عاماً) وقد تخرج حديثاً من الجامعة فقد قتل.
أجرى مركز الميزان لحقوق الإنسان مقابلة مع السيدة أمل والدة أسامة، البالغة من العمر (43 عاماً)، وسمير خال فادي، البالغ من العمر (21 عاماً)، وقد أجريت المقابلة تقريباً بعد عام على الهجوم.
أيام رأس السنة 2008 لا يزال أسامة والبالغ من العمر 9 سنوات يتذكر التفاصيل ' كنت في طريقي إلى المنزل عائدا من بيت خالي.
رأيت طائرة إسرائيلية في السماء ثم رأيت صاروخاً يخرج من تلك الطائرة.
كان الصاروخ أحمر وأسود اللون.
عندما عدت إلى المنزل كان ظهري يؤلمني.
لم اشعر بشي حتى وصلت المنزل.
'.
اتبعت أمل قائلة :' كان يصرخ ويبكي عندما وصل إلى المنزل.
لم يكن يعرف أي مكان يؤلمه.
في البداية كان يقول ظهري يؤلمني 'ظهري ظهري' ثم احذ يقول 'رجلي' تفحصت جسده فوجدت شظايا في مختلف أنحاء جسمه.
فحمله والده ناصر وذهب إلى الشارع ليجد سيارة إسعاف.
لكنه سمع الناس يقولون 'فادي مات، فادي استشهد'.
لم أفهم بالضبط ما حدث كنت لا أزال تحت تأثير صدمتي بأسامة.
عندما لاحظ ناصر أن إصابة فادي خطيرة ترك أسامة على الأرض.
وذهب ليحضر سيارة وأخذ فادي إلى مستشفى بيت حانون.
وتم تحويل فادي إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وخضع للمعالجة لمدة ست أو سبع ساعات متواصلة.
كنا نتمنى أن يعيش ولكنه توفي في اليوم التالي.
عندما ارتطم الصاروخ بالأرض كان فادي قريباً جداً وطار في الهواء ومن ثم ارتطم بالأرض.
كان من الصعب تصور انه سيعيش.
خرج أسامة من المستشفى بعد ساعتين بالرغم من أن إصابته كانت خطيرة ولكن لعدم توفر مكان في المستشفى بسبب كثرة عدد الجرحى تم إخراجه.
وخلال فترة الحرب وبالرغم من الخطورة الشديدة كنا نأخذ أسامة إلى المستشفى كل يوم لتغيير الضمادات.
لقد كان الوضع صعباً وخطيراً.
تضيف أمال بأن فادي كان يأمل بأن يدرّس الدين في المدرسة.
' لقد نحرج قبل شهرين من الحادث.
لقد استلفنا نقود لكي يكمل تعليمه في الجامعة.
كان ذو شخصية هادئة ولكن مرح.
كان يحب أن يضحكنا.
كان أسامة وفادي قريبين من بعضهم البعض بالرغم من اختلاف أعمارهم.
كان فادي يساعد أسامة ويذاكر له دروسه.
عندما علم أسامة بمقتل أخيه فادي قال مباشرة 'من سيذاكر لي دروسي الآن؟' كان سمير(خال فادي) أخر شخص تكلم مع فادي قبل مقتله.
'كنت معه ولكني تركت موقع الحادث دقائق قليلة قبل وقوع الهجوم.
ثم سمعت الصاروخ وصوت الزجاج المتحطم.
رأيت دخاناً كثيفاً في المكان.
انأ مسعف أولي ومتطوع تحركت مسرعاً باتجاه المنطقة المستهدفة.
رأيت جسد لشاب ذو بنية جسدية جيدة ملقى على الأرض وكان ينزف.
فضغطت مكان النزيف ولكني شعرت بشي معدني فخفت أن أقوم بإيذائه عندما اضغط عليه.
نظرت إلى وجه ذلك الشاب وعرفته .
.
إنه فادي.
'.
كجزء من عمله المجتمعي تلقى سمير العديد من الدورات التدريبية في القانون الدولي.
ويأمل أن يتحقق العدل يوماً.
' أنه من الجيد أن تكون هناك تحقيقات وتوثيق لما حدث في غزة.
لكن لا يوجد معني للقانون الدولي بدون تطبيق.
أنا أعرف أن القانون ينص على أنك إذا قتلت يجب أن تعاقب.
في هذه المرة قام الإسرائيليون باجتياح وقتل العديد من المدنيين والأطفال.
ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ هم فقط أطفال.
'.
لقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1400 شخص خلال عملية الرصاص المصبوب ومن بينهم 355 طفلا.
ووفقا لتقرير جولدستون ولجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة فان العديد من الهجمات تشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وبعضها ربما يعادل جرائم حرب.
وبعد اثني عشر شهرا لم تفلح إسرائيل في توجيه تهمة جريمة حرب لأي شخص.