مركز الميزان يعبر عن قلقه العميق لتصاعد مظاهر الفلتان الأمني وغياب سيادة القانون، التي عادت لتأخذ نسقاً تصاعدياً، يشير إلى مدى انتشار الظاهرة وتجاوزها للأشكال المعتادة حيث بدا استهداف المؤسسات يأخذ شكلاً منظماً كان آخره استهداف مقر جمعية الكتاب المقدس، فيما تواصلت حالات قتل النساء على خلفية الشرف أو في ظروف غامضة، وأعمال القتل على خلفية الثأر.
كما أن استمرار الغموض الذي يلف مصير مراسل (BBC) المختطف، بالرغم من مرور (34) يوماً على اختطافه، يشير إلى عجز السلطة عن القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام وحماية أرواح المواطنين والمقيمين على أراضيها وممتلكاتهم.
وحسب مصادر البحث الميداني فقد قتل (12) شخصاً خلال الأسبوع المنصرم من بينهم فتاة في التاسعة عشر من عمرها، وأصيب (20) شخصاً بجراح، واختطف (6) أشخاص، وتم الاعتداء على (8) مؤسسات ومحلات تجارية، وتضررت (3) منازل سكنية.
والمركز يشعر ببالغ القلق لاستمرار استهداف المؤسسات والجمعيات الأهلية، الذي كان آخره استهداف مقر جمعية أصحاب الكتاب المقدس مقابل مستشفى الأهلي بميدان فلسطين بغزة ، فجر أمس الأحد الموافق 15/4/2007، ما ألحق أضراراً في المبنى دون أن يسفر عن وقوع إصابات.
كما تواصل استهداف محلات ومقاهي الإنترنت والتي كان آخرها تفجير عبوة ناسفة، عند حوالي الساعة الواحدة من فجر يوم الاثنين الموافق 16/4/2007، عند مدخل مقهى انترنت يملكه المواطن كمال محمد علي بلاطة، الكائن في بلوك (2) من مخيم جباليا.
وجرى تفجير عبوة ناسفة، عند حوالي الساعة 1:10 من فجر اليوم الاثنين الموافق 16/4/2007، عند مدخل محل لبيع الأجهزة الكهرومنزلية، يملكه مازن المدهون.
ويقع في الشارع الأول من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
وألحق الانفجار أضراراً جزئية في المبنى ومحتوياته، دون أن يسفر عن إصابات.
كما يستنكر استمرار أعمال القتل، التي كان آخرها مقتل عصام ديب الاسكافي، البالغ من العمر (30) عاماً، والذي عثر على جثته مساء الأحد الموافق 15/4/2007 ملقاة بالقرب من مواصي خانيونس، ولم تعرف خلفية الحادث أو الجناة.
كما قتل هشام فرج كوارع، بعد إصابته بعيار ناري في رأسه مساء الأحد نفسه، بينما كان بالقرب من منزله في منطقة جورة اللوت في مدينة خانيونس، حيث أعلن عن وفاته بعد وقت قصير من وصوله المشفى.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار وتصاعد سقوط الضحايا المدنيين، خاصة من بين النساء، والأضرار التي تلحق في الممتلكات الخاصة، والجرائم المنظمة التي تستهدف المؤسسات الثقافية ومقاهي الانترنت، فإنه يستهجن استمرار عجز السلطة عن القيام بواجبها، وملاحقة من يشتبه بتورطهم في هذه الجرائم وتديمهم للعدالة، الأمر الذي شجع، ولم يزل، على استمرار وتصاعد ظاهرة الفلتان الأمني وعمق من حالة غياب سيادة القانون.
عليه فإن المركز يطالب السلطة الوطنية بالخروج عن حالة الصمت والعجز، واتخاذ خطوات عملية وفاعلة على الأرض، تبدأ بتحرير جونستون، وتمر عبر توفير الحماية والأمن للمواطنين وممتلكاتهم والمؤسسات، وتنتهي بإحالة كل من يثبت تورطهم بجرائم وتعديات على القانون إلى القضاء.
انتهى