بيانات صحفية

في اليوم العالمي لحرية الصحافة مركز الميزان يشدد على أهمية دور الصحافة في تعزيز حقوق الإنسان ويطالب بحماية حرية العمل الصحفي

    Share :

3 مايو 2007 |Reference 41/2007

يصادف اليوم الخميس الموافق للثالث من مايو/ أيار اليوم العالمي لحرية الصحافة، وتأتي هذه المناسبة وقد مضى ثلاث وخمسون يوماً على اختطاف الصحفي آلان جونستون مراسل (BBC) في غزة.
فيما شهدت السنوات المنصرمة اعتداءات منظمة بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، والمزيد من القيود على حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطيني، سواء جراء الممارسات والإجراءات الإسرائيلية المنظمة بحقهم، أو استمرار حالة الفلتان الأمني.
كما شهد العام المنصرم تصاعد وتيرة الاعتداء على الصحفيين من قبل مجموعات مسلحة وعائلات، من خلال عمليات الاختطاف والاحتجاز التي تعرض لها الصحفيون الأجانب، والاعتداءات التي طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية فلسطينية.
بحيث شهدت الأراضي الفلسطيني منذ الثالث من أيار 2006 وحتى صدور هذا البيان، مقتل صحفي وإصابة (50) آخرين، وتعرض (18) صحفياً للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال، فيما جرى خطف واحتجاز (7) صحفيين، وجرى الاعتداء بالضرب والإهانة على (11) صحفياً، وكانت (12) مؤسسة إعلامية عرضة للاعتداء، بالإضافة إلى استهداف وتدمير ممتلكات الصحفيين، وإعاقة حرية حركتهم وتنقلهم، وهذه الاعتداءات لم تقتصر على الاحتلال الإسرائيلي، وشارك فيها مسلحون فلسطينيون.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يهنئ الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في يومهم فإنه يشدد على أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة والصحفيين في خدمة قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية ومحاربة الفساد وتعزيز الحكم الصالح من خلال: ترتبط حرية العمل الصحفي ارتباطاً وثيقاً بمبادئ حقوق الإنسان الأساسية، كالحق في حرية الرأي والتعبير، والحق في الوصول إلى المعلومات وتداولها وإشاعتها، وهذه حقوق لا يمكن ضمان احترامها دون حماية حرية العمل الصحفي.
إثارة القضايا المتعلقة بالوضع الإنساني، لاسيما في مناطق النزاع والصراعات المسلحة، التي يقع المدنيون ضحايا لها، وتوثر على شكل حياتهم ومستواه، وربما كانت الأراضي الفلسطينية واحدة من الشواهد على الدور البارز لوسائل الإعلام في إظهار حجم المعاناة التي تلحق بالمدنيين جراء الحصار والإغلاق.
كشف النقاب عن الممارسات التي تمثل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، سواء ما تعلق منها بالانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، كجرائم القتل العمد وخارج نطاق القضاء، والاعتقال التعسفي وممارسة التعذيب وهدم وتجريف الأراضي الزراعية واستهداف الممتلكات الخاصة والمنشآت المدنية.
وقد لعب الإعلام دوراً في إظهار حقيقة سلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل لعب دوراً في الضغط على قوات الاحتلال لممارسة تحقيقات – وإن كانت شكلية – مع جنودها وضباطها حول مخالفات جسيمة ارتكبت في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين.
متابعة سلوك الحكومات والسلطات والكشف عن قضايا تنطوي على فساد، من قبيل استغلال النفوذ، والإثراء غير المشروع، وتبديد ثروات الدول، وهي واحدة من أهم معوقات التنمية في العالم الثالث، الأمر الذي يلقي بظلال سلبية على حالة حقوق الإنسان، خاصة مستوى إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لفت أنظار صانعي القرار إلى ممارسات تتجاوز القانون، أو تنطوي على تمييز بين المواطنين، أو استشراء الفساد في مؤسسة ما، الأمر الذي يشكل مقدمة للمحاسبة والتقويم إذا كانت هذه الأفعال فردية، أو على الأقل لا تمثل سياسة رسمية.
تلعب وسائل الإعلام إلى تعميم المعرفة، وفضح الانتهاكات فيما لو أتيحت لها حرية نشر الصورة على نطاق واسع، الأمر الذي يسهم في خلق حالة من التضامن الدولي مع الضحايا، وربما كان ما يجري في فلسطين والعراق وغيرها من الدول، مؤشراً واضحاً على الدور المهم والبناء الذي لعبته وسائل الإعلام في فضح جرائم كانت تجري على قدم وساق بحق معتقلين أو أقليات.
تلعب الصحافة الحرة دوراً خلاقاً في نشر قيم التسامح والتعدد والحق في الاختلاف، بل وتتيح المجال إلى نبذ العنف والاحتكام إلى الحوار كوسيلة لحل الخلافات أياً كانت.
والمركز يؤكد أن الصحافة الحرة والموضوعية، من شأنها أن تلعب دوراً تغييراً نحو الديمقراطية ومحاربة الفساد، فيما الصحافة المقيدة والمسلوبة الحرية تلعب دوراً مغايراً، حيث تتحول إلى منابر لتأجيج الصراعات أياً كان طابعها، وفي الوقت نفسه تصبح عرضة للاستهداف.
ويشدد مركز الميزان على أهمية حماية حرية العمل الصحفي في الأراضي الفلسطينية، بما يخدم قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الصالح، وفي هذا السياق يشعر المركز بالأسف الشديد في أن تمر هذه المناسبة، فيما آلان جنستون لم يزل مسلوب الحرية ويحتجز في مكان ما، دون أن ترقى جهود السلطة الوطنية إلى مستوى تأمين الإفراج عنه.
كما يعتقد المركز أن استمرار عمليات خطف الصحفيين والاعتداء على المؤسسات الإعلامية، من شأنه أن يدفع الصحفيين الأجانب والوكالات الصحفية إلى مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة والإحجام عن القدوم إليها.
وهو أمر سيجعل المدنيون عرضة للانتهاكات الإسرائيلية ولكن دون أن يطلع العالم على حقيقة ما يجري، ما من شأنه أن يطلق يد الاحتلال.
انتهى