بيانات صحفية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة في حي الشجاعية، عشرات الشهداء من المدنيين والأطفال<br>مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك ويدعو إلى أوسع حراك شعبي حول العالم لوقف العدوان

    Share :

20 يوليو 2014 |Reference 60/2014

الساعة: 13:00 بالتوقيت المحلي ارتكبت قوات الاحتلال مجازر حقيقية في قطاع غزة، في كل التجمعات السكنية القريبة من الحدود وكانت الجرائم الأشد قسوة تلك التي ارتكبت في حي الشجاعية ومنطقة الشعف شرقي حي التفاح في مدينة غزة.
هذا ومنذ ساعات ليل أمس كثفت المدفعية الإسرائيلية من قصفها العنيف للمنازل السكنية، في كافة المناطق وبشكل أشد عنفاً في حي الشجاعية، فأحرقت ودمرت العشرات من المنازل على رؤوس ساكنيها.
وسقط عشرات الشهداء من المدنيين أطفال ونساء وشيوخ وهم يحاولون الفرار من منازلهم ومغادرة المنطقة، أو تركوا ينزفون حتى الموت بعد استهدافهم بقذائف المدفعية الاسرائيلية.
هذا وفشلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الاستجابة لمئات نداءات الاستغاثة التي ترد في كل لحظة من جرحى ينزفون ومن محاصرين بالقصف المدفعي، حيث منعت قوات الاحتلال غوث الضحايا وإخلاءهم من مناطق سكنهم لمضاعفة أعداد الضحايا من المدنيين.
بحيث لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التنسيق إلا في حالات معدودة من بينها حالات تعرضت فيها سيارات الإسعاف للقصف.
وقد تمكنت اللجنة الدولية من الحصول على موافقة قوات الاحتلال على إجلاء الشهداء والجرحى لمدة ساعتين في المنطقة الشرقية لحي الشجاعية.
يذكر أن قوات الاحتلال تواصل تعمد منع سيارات الإسعاف والمسعفين من القيام بواجبهم في إخلاء الجرحى وفقاً لقواعد القانون الدولي حيث قصفت سيارة إسعاف وقتلت أحد أفراد طاقمها الطبي وهو المسعف: فؤاد زهير جابر (35 عاماً).
وبحسب شهادات بعض من تمكنوا من الفرار من منطقة الشجاعية فإن عشرات القتلى لا زالوا تحت أنقاض المنازل وعلى الطرق داخل حي الشجاعية، ولم يسمح طوال فجر اليوم بعمليات إخلاء الجرحى في كافة مناطق قطاع غزة وبشكل رئيسي في حي الشجاعية ومنطقة الشعف من حي التفاح في مدينة غزة.
والمركز يرى أن من واجب اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تمارس ضغطاً حقيقياً على قوات الاحتلال للسماح لها بالقيام بواجبها على الوجه الأكمل بما في ذلك الخروج بتصريح رسمي لوسائل الإعلام حول مهمتها المستحيلة بسبب المماطلة الإسرائيلية في الاستجابة لطلباتها.
وتشير أرقام وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد من استشهدوا وتم اجلاؤهم حتى كتابة هذا البيان من حي الشجاعية وصل إلى 60 شهيدا وما يزيد عن 220 جريحا ما يزيد عن نصفهم من النساء والأطفال ولازل هناك تحت الأنقاض ولم تتمكن الطواقم الطبية من اجلائهم.
هذا وتضاعفت أعداد المهجرين قسرياً لتتجاوز أعداد المهجرين مائتي ألف حيث بلغ عدد من لجئوا لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين حتى ظهر اليوم (62.
000) انسان، بالإضافة إلى عشرات الالاف ممن لجأوا للمدارس الحكومية وعشرات آلاف لجأوا لمنازل أقاربهم، في ظل انقطاع متواصل للكهرباء والمياه عن معظم المناطق في قطاع غزة لحوالي 20 ساعة متواصلة يومياً، الأمر الذي يفاقم من المعاناة الإنسانية.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان إلى ارتفاع أعداد الضحايا ليصبح عدد الشهداء (391) من بينهم (86) طفلاً و(46) سيدة وهذه تقديرات أولية حيث أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة.
وبلغ عدد الشهداء الذين تمكن المركز من التعرف على أسمائهم ممن استشهدوا مساء أمس وفجر اليوم (60) شهيداً حتى الآن على الأقل لأن هناك تقديرات بوجود عشرات الشهداء لم يتم إخلاء جثامينهم بعد، من بينهم (10) أطفال، و(10) سيدات.
كما بلغ عدد الجرحى (2481) جريحاً على الأقل حيث يواجه المركز معوقات في الحصول على قوائم من وصلوا للمستشفيات وفقاً لتقديرات المركز فيما تشير أرقام وزارة الصحة إلى أعداد الجرحى إلى (2650) جريحاً.
مركز الميزان يرى في تكثيف استخدام القذائف المدفعية بشكل عشوائي لقصف المنازل السكنية أو تجمعات سكنية كبرى إنما يؤكد تعمد تلك القوات ايقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى.
هذا وتترافق أعمال القتل والتدمير والتهجير القسري مع استمرار تعمد قوات الاحتلال قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة وتعمد قصف محولاتها الرئيسية في المناطق السكنية حيث وصل عدد ساعات تزويد السكان بالكهرباء إلى ثلاث ساعات فقط في اليوم، وهو ما ينذر بعواقب كارثية في ظل تعطل محطات المياه والصرف الصحي وعدم قدرتها على العمل وهو ما يضاعف من معاناة كافة سكان قطاع غزة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن شجبه واستنكاره الشديدين لاستمرار صمت المجتمع الدولي، الذي يشكل غطاء لقوات الاحتلال ويمنحها مزيدا من الوقت وهو ما يشجعها على مواصلة جرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة.
كما يعبر مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد لتصعيد قوات الاحتلال غير المسبوق لعدوانها، ويؤكد على أن ما تقوم به تلك القوات هي جرائم حرب تستوجب ملاحقة من يقترفها ومن يأمر بارتكابها.
إن مركز الميزان يحذر من ارتكاب قوات الاحتلال المزيد من الجرائم والمجازر في القطاع إذا ما استمر صمت المجتمع الدولي الذي يوفر غطاءً سياسياً للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
ومركز الميزان إذ يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين كجزء أصيل من واجبه القانوني بموجب القانون الدولي، فإنه يجدد دعوته لشعوب العالم والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمحبين للعدالة والسلام بتكثيف حراكهم الشعبي سلمياً للتضامن مع محنة المدنيين في قطاع غزة والضغط على حكوماتهم للتحرك العاجل لوقف العدوان.
انتهى