تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة بحق الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، وتنوعت هذه الانتهاكات بين إطلاق نار وتخريب المعدات واعتقال الصيادين ومطاردتهم، وفي انتهاك جديد على هذا الصعيد لاحقت الزوارق الحربية ثلاثة قوارب صيد وأطلقت النار تجاه الصيادين وأوقعت ثلاثة منهم جرحى قبل أن تعتقلهم وتستولي على قاربهم وتأتي هذه الانتهاكات في سياق الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يحرم الصيادين من بين فئات أخرى من الوصول إلى مصادر رزقهم في ظل تقليص مساحة الصيد المسموحة، حيث تشير حصيلة أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها المركز للانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد الصيادين منذ بداية العام الجاري 2013 وحتى صدور هذا البيان إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت (13) صياداً، وأطلقت النار تجاه قوارب الصيد الفلسطينية (103) مرات أوقعت خلالها (7) جرحى فيما أجبرت الصيادين على مغادرة البحر كما استولت على (5) قوارب صيد، فيما استولت على معدات الصيادين (6) مرات، كما تعمدت تخريب أدوات ومعدات الصيادين في (21) حالة.
وتشير تحقيقات المركز إلى أن زوارق الاحتلال الإسرائيلي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 2:00 من فجر يوم الثلاثاء الموافق 13/8/2013 تجاه مركب صيد يقل ثلاثة صيادين أثناء تواجده في عرض البحر على عمق يقدر بستة أميال بحرية تقريباً غربي منطقة وادي غزة، ثم لاحقتهم إلى مسافة كيلو متر داخل المنطقة المسموح الصيد بها، وعندما اقتربت الزوارق الإسرائيلية من الصيادين وأصبحت على بعد متر واحد منهم فتحت النار نحوهم بشكل مباشر ما أدى إلى إصابة الصيادين الثلاثة وهم: خضر مروان الصعيدي (25 عاماً) بعيارين مطاطيين في ذراعيه، محمد جمال النعمان (27 عاماً) عيارين مطاطيين في الطرف السفلي من البطن والطرف العلوي من الصدر، حسن علي مراد (27 عاماً) عيار مطاطي في الظهر، وجميعهم سكان مخيم الشاطئ غرب غزة، ثم قامت القوة الإسرائيلية بإجبارهم على خلع ملابسهم، حيث جرى اعتقالهم واقتيادهم إلى ميناء اسدود الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، بالإضافة إلى أنها استولت على مركبهم، إلى أن تم الإفراج عنهم عند حوالي الساعة 19:00 من اليوم نفسه ومن خلال معبر بيت حانون 'إيرز' دون الإفراج عن قاربهما، ثم قامت عائلاتهم بنقلهم إلى مستشفى دار الشفاء بغزة حتى يتلقوا العلاج اللازم.
والجدير ذكره أن زوارق الاحتلال كانت اعتقلت الصيادين خضر مروان الصعيدي وحسن على مراد واستولت على مركبهم بتاريخ 6/6/2013 مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد استنكاره الشديد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في المناطق التي تقيد حق الفلسطينيين في الوصول إليها في البر والبحر، فإنه يؤكد على أن حق الصيادين في ممارسة أعمالهم بحرّية في بحر غزة هو حق أصيل من حقوق الإنسان وأن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان باستهدافها المتكرر للصيادين الذين يحرمون من مصادر رزقهم، كما يتعرضون للقتل والإصابة والاعتقال التعسفي على نحو يمس بكرامتهم الإنسانية.
وعليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالتدخل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكب بحقهم.
والمركز يعيد التأكيد على أن قطاع غزة هو جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وأن الاتفاقات الثنائية التي توقع بين قوات الاحتلال وأطراف فلسطينية برعاية إقليمية ودولية بما في ذلك اتفاق أوسلوا نفسه لا يمكن لها أن تغير من هذا الواقع الذي يفرض على قوات الاحتلال احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، الذي يلزمها ليس فقط بالامتناع عن ارتكاب انتهاكات، بل وبضمان احترام حقوق الإنسان وإعمالها بالنسبة للسكان المدنيين في الأراضي المحتلة.
كما يجدد المركز مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها الأخلاقي والقيام بخطوات عملية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يمثل جريمة حرب مستمرة.
انتهى