تتواصل التهديدات الجدية بوقوع كارثة بيئية جديدة، لا تقف آثارها عند حدود القرية البدوية شمال بيت لاهيا، بل تطال محافظة شمال غزة برمتها.
فبعد انهيار السواتر الترابية الغربية الحامية لأحواض الصرف الصحي في القرية البدوية شمال بيت لاهيا، عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 27/3/2007، تدفقت مياه الصرف الصحي فاكتسحت كل ما تواجد في طريقها ودهمت منازل القرية البدوية، ما أسفر عن مقتل خمسةأشخاص وتدمير عشرات المنازل والممتلكات الأخرى.
وفي الإطار نفسه طفحت مياه الصرف الصحي في منطقة (الجورة) الكائنة في حي الصفطاوي جنوب بلدة جباليا، نتيجة توقف المضخة القريبة من المنطقة، الكائنة في حي بئر النعجة، عن العمل، عند حوالي الساعة 22:00 من ليل الجمعة الموافق 30/3/2007.
وتدفقت المياه العادمة من غرف التفتيش (مناهل) الموزعة على خطوط الشبكة، ومن شبكات المنازل تجاه منطقة سكنية تقع على أرض منخفضة تسمى بالجورة، تقطنها قرابة (30) أسرة، حيث دهمت المياه المواطنين داخل منازلهم، قبل أن تتدخل أطقم الدفاع المدني وتخليهم من المكان.
وتفيد التحقيقات الميدانية أن المياه أغرقت حوالي (25) منزلاً سكنياً بشكل جزئي، وقد حالت سرعة تدخل رجال الدفاع المدني دون وقوع كارثة إنسانية كالتي حلّت بسكان القرية البدوية.
هذا ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وقامت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بإيواء الأسر المتضررة، وعددها (20) أسرة، في مركز إيواء أنشأته لهذا الغرض في نادي خدمات جباليا.
أما عن سبب حدوث الفيضان، فتشير المعلومات الميدانية أن المنطقة مقبلة على مزيد الحوادث المشابهة خلال الأيام القادمة إن لم تتحرك الجهات المسئولة وتعالج مشكلة تصريف مياه الصرف الصحي.
وحول أسباب المشكلة الجديدة أفادت تحقيقات المركز الميدانية أن الجهات المعنية أصدرت تعليمات بوقف ضخ مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار من بركة أبو راشد، الواقعة وسط مخيم جباليا إلى الأحواض الشمالية، بعد كارثة قرية أم النصر، خشية فيضان الأحواض الجنوبية للقرية، ولتفادي وقوع كارثة أكبر.
إلا أن هذا الأمر تسبب في مشكلات قد تتطور إلى كوارث، حيث أنه ومع استمرار توقف الضخ من بركة أبو راشد، وزيادة منسوب المياه فيها، وتوقف الضخ من مناطق مختلفة من جباليا تجاه بركة أبو راشد، أصبحت المياه العادمة ترتد إلى المضخات عبر خطوط الشبكة، وتتجه المياه الراجعة إلى المناطق الأكثر انخفاضاً كمنطقة الجورة في الصفطاوي، فتطفح وتدهم المنازل السكنية والممتلكات الأخرى، الأمر الذي يضع السلطات أمام واجب البحث عن حلول عاجلة وسريعة لتفادى هكذا حوادث، على أن تواصل العمل بأسرع ما يمكن لحل مشكلة الأحواض الشمالية بنقلها إلى المنطقة الشرقية المخصصة لذلك.
مركز الميزان إذ يأسف للأضرار التي لحقت بالسكان في منطقة الصفطاوي، فإنه يشدد على أهمية أن تبادر السلطة الوطنية والمجتمع الدولي إلى التعاون لوضع حلول عاجلة ومؤقتة لمنع وقوع المزيد من الكوارث البيئية، والتي تهدد حياة السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تمهيداً لوضع حلول جذرية لمشكلة تصريف المياه العادمة وأحواض تجميعها في شمال غزة.
كما يؤكد المركز على ضرورة وضع الحلول لغيرها من المناطق التي تعاني من مشكلة تصريف المياه العادمة، وما يترتب عليه من تدمير للصحة العامة وللبيئة في قطاع غزة، بل وتهدد مخزون القطاع من المياه الجوفية، الأمر الذي يهدد حق الإنسان في الحياة في قطاع غزة، كما يسهم في انتشار الأمراض والأوبئة فيه.
والمركز إذ يكرر أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء في بيوتهم، والخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بممتلكاتهم فإنه يطالب الحكومة الفلسطينية والمجتمع الدولي بما يلي: 1.
تحمل المسئولية عن الحدث المؤسف، والحوادث الجديدة الناشئة عنه، وتوجيه إعانات إغاثة عاجلة ومساكن مؤقتة بديلة لحين حل المشكلة من جذورها.
2.
الإسراع في إنشاء محطة معالجة المياه العادمة الجديدة شرق جباليا ونقل المياه العادمة إليها درءاً للخطر الكبير الذي يهدد بكارثة بيئية وإنسانية أشد قسوة مما حدث حتى الآن.
3.
التحقيق في الحادث والكشف عن أي تقصير أو إهمال تجاه صيانة الأحواض، ودفع تعويضات للسكان المتضررين كما ينص عليه القانون.
4.
إزالة جميع العقبات، سياسية كانت أم مالية، التي تحول دون نقل الأحواض بشكل نهائي من المكان.
لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الالكتروني للمركز على الروابط التالية: تقرير حول آثار التلوث البيئي على حقوق الإنسان في شمال غزة آثار التلوث البيئي على حقوق الإنسان في شمال غزة البيانات الصحفية: http://www.
mezan.
org/site_ar/press_room/press_detail.
php?id=339 http://www.
mezan.
org/site_ar/press_room/press_detail.
php?id=303 http://www.
mezan.
org/site_ar/press_room/press_detail.
php?id=828 انتهـــى