في تصعيد خطير لمسلسل الفلتان الأمني، اختطف مسلحون، مساء أمس، في مدينة غزة، طاقم صحفي يعمل في محطة فوكس نيوز الأمريكية 'FOX NEWS'، في حادث يعيد إلى الأذهان سلسلة من حوادث الاختطاف، التي طالت صحفيين ومتطوعين ومتضامنين أجانب، ويثير جملة من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول أهدافه والجهات التي تقف خلفه.
  وحسب المعلومات الأولية التي توفرت للمركز، فقد اعترض مسلحون سيارة كان يستقلها مراسل ومصور صحفيان يعملان في محطة 'FOX NEWS' الأمريكية، عند حوالي الساعة 19:45 دقيقة من مساء أمس الاثنين الموافق 14/8/2006، في ميدان غزة الرئيس (الساحة) وسط مدينة غزة.
وفيما بعد تبين أن الصحفيين المختطفين هما المراسل الصحفي ستيف سينتاني والمصور الصحفي النيوزيلندي أولاف ويج.
  مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره وإدانته الشديدتين لحادث الاختطاف، فإنه يؤكد على أن الأضرار الكبيرة التي تلحقها مثل هذه الحوادث بصورة الشعب الفلسطيني، تثير أسئلة جدية حول حقيقة دوافع وأهداف الفاعلين ومن يقف من ورائهم.
إذ أن هذا الحادث يشوه صورة الفلسطينيين، وينسجم في ذلك مع المحاولات المحمومة لقوات الاحتلال التي تحاول أن تبرر احتلالها وجرائمها بمزاعم تشوه نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، والتي أقرتها عشرات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسساتها.
  والمركز يذكِّر بأن (34) أجنبياً، من بين (107) أشخاص تعرضوا للاختطاف والاحتجاز على أيدي مجموعات مسلحة، وكانت أهداف عمليات الاختطاف في معظمها تندرج في سياق ابتزاز السلطة أكثر ما كانت تحمل أي رسالة سياسية أو كونها عملاً جنائياً (السلب أو السرقة).
وقد أكد المركز في كل المرات التي جرت فيها عمليات اختطاف على ضرورة القبض على الفاعلين وتقديمهم إلى المحاكمة، بل وذهب المركز حد تحميل السلطة المسئولية عن تشجيع أعمال الخطف بسبب عدم ملاحقتها للجناة، ورضوخها لابتزازهم.
  كما يشير المركز أن حصيلة عمليات الرصد والتوثيق التي يقوم بها تؤكد تصاعد حالة الفلتان الأمني.
ما أودى بحياة (284) شخصاً، وأوقع (1816) جريحاً منذ مارس 2002، فيما تشير مصادر المركز نفسها إلى مقتل (109) شخصاً من بينهم (14) طفلاً، وإصابة (637) من بينهم (75) طفلاً في حوادث فلتان أمني منذ بدية العام 2006.
  عليه وفي ظل هذه الحصيلة المأساوية، والثمن الكبير الذي يدفعه المجتمع الفلسطيني، ويفضي إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فإن المركز يطالب:   الإفراج الفوري عن الصحفيين وتأمين سلامتهم وملاحقة من قام باختطافهم وفتح تحقيق جاد وتقديم من يثبت تورطهم للعدالة.
التعامل مع كل الحالات التي جرى فيها التعدي على القانون وأخذه باليد، خاصة تلك التي ذهب ضحيتها أبرياء، ودمرت وأحرقت ممتلكات عامة أو خاصة.
إعادة النظر في السياسات الداخلية المطبقة لاسيما الأمنية منها، والعمل على وضع الخطط الكفيلة بإنهاء حالة الفلتان الأمني، وإعادة الاعتبار لسيادة القانون في المجتمع الفلسطيني.
انتهى