شهد مساء أمس الخميس تطوراً غير مسبوقاً لحالة الانفلات الأمني، حيث تعرض موكب مدير عمليات الوكالة في قطاع غزة السيد جون جنغ، لإطلاق نار بينما كان في طريقه من معبر إيرز إلى مقر إقامته في مدينة غزة.
وتفيد المعلومات الميدانية المتوفرة للمركز، أن سيارة من نوع سوبارو بيضاء اللون توقفت أمام الموكب محاولة اعتراض طريقه، وخرج منها مسلحون، وذلك عند تفرع شارع السكة في بلدة بيت حانون من شارع صلاح الدين الرئيس، وعند حوالي الساعة 14:50 من مساء يوم الخميس الموافق 15/03/2007.
وعندما تمكن الموكب من تجاوز السيارة، أخذ المسلحون في إطلاق النار تجاه الموكب ما أدى لإصابة سيارة جنغ بعدد من العيارات النارية، دون أن يصاب السيد جنغ أو أي من مرافقيه.
مركز الميزان يعبر استغرابه لوقوع هذا الحادث للذي استهداف موكباً رسمياً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، خاصة وأن المستهدف شخص كالسيد جنغ، الذي يعمل بجد للارتقاء في عمل وتطوير خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في قطاع غزة، الأمر الذي بدا واضحاً من خلال زياراته شبه اليومية للمدارس وعمله الدءوب لتعزيز الشفافية والنزاهة والإدارة الفعالة والارتقاء بجودة العملية التعليمية، هذا بالإضافة إلى مساندته للاستمرار في مساعدة العائلات الفقيرة والمعوزة.
وتزداد أهمية عمل جنغ بالنظر إلى أن الوكالة تقدم خدماتها لثلثي سكان قطاع غزة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان ينظر بخطورة بالغة لمثل هذا الحادث غير المسبوق، حتى منذ عرف المجتمع الفلسطيني ظاهرة الفلتان الأمني، ويؤكد على أن هذا الاعتداء يعكس مدى تدهور الأمن وعدم احترام القانون واستشراء ظاهرة الفلتان الأمني.
كما يعبر عن المدى الذي وصل إليه ضعف السلطة الوطنية الفلسطينية في أداء واجباتها المتمثلة في حفظ الأمن وترسيخ دعائم سيادة القانون، وإدارة العدل بشكل فاعل يضمن احترام القانون وحقوق الإنسان.
والمركز إذ يتوجه بالتهنئة إلى السيد جنغ وإلى إدارة الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإنه يؤكد على أن تقديم الجناة إلى العدالة، هو أقل واجب تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية.
وهنا يشعر المركز بأهمية التذكير بما ذهب إليه في معظم بياناته الصحفية المتعلقة بأعمال الخطف والاحتجاز، من أن عدم فتح التحقيقات الجدية، وتقديم من يثبت تورطهم في أعمال خارجة عن القانون، خاصة عمليات اختطاف الأجانب، قد يسهم في تكريس الظاهرة وتصاعدها.
انتهى