بيانات صحفية
3 يونيو 2024
Short Link:
3 يونيو/حزيران 2024
وثق مركز الميزان خلال الأسبوع الماضي وفاة طفلين فلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وهما: فايز محمد عطايا البالغ من العمر حوالي 6 أشهر، وعبد القادر فرج السرحي البالغ من العمر 13 عامًا، في 30 مايو/أيار و1 يونيو/حزيران 2024 على التوالي. ويعود سبب وفاة كلاهما، حسب المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى، إلى سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية المناسبة. فايز وعبد القادر هما أول حالتين يتم توثيقهما ذات صلة بالمجاعة في المحافظة الوسطى. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد توفي أكثر من 30 فلسطينيًا/ة، معظمهم من الأطفال، بسبب سوء التغذية والجفاف، وقد تم الإبلاغ عن جميع هذه الحالات تقريبًا في شمال غزة.
وُلد فايز محمد فايز عطايا في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023. وتقطن عائلته في مخيم البريج في محافظة الوسطى. عند ولادته، كان طفلاً سليماً يزن 3.5 كجم. إلا أنه سرعان ما بدأ يعاني من صعوبات في التنفس. توفي في 30 مايو/أيار 2024 في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، وكان وزنه لا يتجاوز 1.5 كجم.
وبحسب ما أفاد به والده لمركز الميزان:
"وُلِد ابني فايز محمد فايز عطايا، من سكان مخيم البريج، بتاريخ 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، بشكل طبيعي ووزن (3.5) كيلو. لكن بعد الولادة ظهرت عليه أعراض ضيق تنفس، حاولت علاجه في مستشفى شهداء الأقصى والمستشفى الأوروبي، وأُجريت له عملية في المستشفى الأوروبي، ترافق ذلك مع عدم قدرتي على توفير الغذاء المناسب لزوجتي كي ترضع الطفل بالشكل المناسب، ساءت حالة طفلي وتنقلت به بين المراكز الطبية والمستشفيات، وحاولت البحث له عن تحويلة للعلاج خارج غزة لكن إغلاق معبر رفح حال دون ذلك. تراجعت حالة طفلي وأصبح وزنه (1.5) كيلو. عانيت كثيرا وحرصت أن أجد له العلاج المناسب في ظل الضغط الكبير داخل المستشفيات، وتضاعفت معاناتي نتيجة شح الموارد وعدم قدرتي على دفع تكلفة المواصلات والوصول للمستشفى وتوفير الغذاء المناسب لزوجتي، فأنا لدي 4 بنات وابني الوحيد هو فايز لكن الله عز وجل توفاه بتاريخ 30 مايو/أيار 2024 في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح. أنا نازح من مخيم البريج إلى منطقة المواصي غرب خان يونس".
أما الطفل عبد القادر فرج راجي السرحي، مواليد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، من سكان مدينة غزة، فقد عانى من مشاكل صحية منذ ولادته. كانت حالته تخضع لمتابعة دورية في مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة، وهو أحد المستشفيين المتخصصين في رعاية الأطفال في قطاع غزة، والذي توقف عن العمل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، واقتحام المستشفى وإجبار من فيه على الاخلاء والنزوح. كانت حالة عبد القادر مستقرة قبل الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، إلا أن التهجير القسري الذي تعرضوا له وعدم حصوله على العلاج الطبي الضروري والطعام المغذي أدى إلى وفاته في 1 يونيو/حزيران 2024.
أفاد والده لمركز الميزان:
"يعاني طفلي عبد القادر فرج راجي السرحي البالغ من العمر (13 عاماً)، من مشكلة صحية منذ الولادة، وقمت بمتابعة حالته الصحية في مستشفى الرنتيسي للأطفال، وكانت حالته قبل الحرب مستقرة إذ كان يتلقى علاجه الخاص بالأعصاب ويتناول الأغذية الغنية بالبروتينات من اللحوم، والخضروات والفواكه بكميات كافية وبانتظام، لكن بعد أوامر الإخلاء اضطررنا إلى النزوح من منطقة سكناي بمدينة غزة إلى قرية الزوايدة جنوباً في وسط قطاع غزة، واتخذت من الخيمة مأوى لي ولأسرتي. كان آنذاك بحوزتي فقط عبوتين من الأدوية اللازمة لحالة عبد القادر، لكن مع مرور الوقت نفذ العلاج المخصص. حاولت شراؤه لكنني لم أجده. حاولت البحث عنه في مصر لكن إغلاق المعبر حال دون ذلك. وكل ذلك ترافق مع نقص في الأغذية واللحوم والفواكه والخضروات. وساءت حالة عبد القادر الصحية وتدهورت خاصة أن ظروف الخيمة وارتفاع درجات الحرارة لا تتناسب وحالة طفلي. قمت بنقل طفلي إلى مستشفى شهداء الأقصى أمس بتاريخ 1 يونيو/حزيران 2024 لكنه فارق الحياة."
توفي كل من فايز وعبد القادر نتيجة لنمط متعدد الجوانب من أعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. تشمل هذه الأعمال الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستخدام الجوع كسلاح إبادة في الحرب، واستهداف وتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة بشكل متعمد، والتهجير القسري المتكرر لملايين الفلسطينيين. يلاحظ مركز الميزان أيضًا أن كل من الإفادتين التي جمعهما طواقمنا في الميدان تؤكدان الدور الكبير الذي لعبه إغلاق معبر رفح من قبل الجيش وسلطات الاحتلال الإسرائيلية في تفاقم الظروف التي أدت إلى وفاة الطفلين.
وعلق باسم أبو جري، باحث مركز الميزان، على وفاة الطفلين، قائلاً: "إن المخاطر المتصاعدة للمجاعة باتت تشكل تهديداً خطيراً على حياة السكان، لاسيما الأطفال والمرضى وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة. لقد تدهورت الأوضاع المعيشية إلى أدنى مستوى، خاصة بعد تدمير المقومات الأساسية للحياة والقطاعات الاقتصادية التي ضاعفت الفقر والبطالة. علاوة على ذلك، فإن إغلاق معبر رفح البري وعرقلة دخول المساعدات والمحروقات كان له أثراً عميقاً على السكان المدنيين".
يكرر مركز الميزان مطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار، والذي يجب أن يترافق مع رفع الحصار والاغلاق المفروضين على قطاع غزة. إن احتلال وإغلاق معبر رفح من قبل قوات الاحتلال في 7 مايو/أيار 2024 ومواصلة إغلاق باقي المعابر ذو أثر كارثي على السكان، حيث يمنع ذلك دخول الإمدادات الغذائية والطبية الحيوية إلى قطاع غزة. يجب على قوات الاحتلال فتح جميع المعابر مع القطاع والانسحاب من معبر رفح على الفور وإعادة فتحه لضمان حركة الأفراد وتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون أي عوائق.
إن إسرائيل هي قوة الاحتلال الملزمة قانونا بضمان وصول المساعدات الإنسانية وارساليات الغذاء والأدوية للسكان المدنيين المحميين، وعليها القيام فورا بمنح المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل، والذي لا يتوفر داخل القطاع بسبب تدمير الاحتلال للنظام الصحي المحلي، حق الوصول إلى الرعاية الصحية في المستشفيات خارج الأراضي الفلسطينية. يشمل ذلك المستشفيات الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.
كما يجب إعلان المجاعة رسميًا في كامل قطاع غزة، حيث إذا استمرت إسرائيل في احتلال معبر رفح وإغلاق باقي المعابر وإعاقة إدخال المساعدات الإنسانية المواد الطبية، فسيكون لذلك آثار كارثية على السكان. كما لو استمرت في منع المرضى ممن هم بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة من تلقي العلاج خارج غزة، فإن وفاة فايز وعبد القادر ستكون مقدمة مأساوية للعديد من الضحايا الآخرين. إن الكارثة الإنسانية الناتجة عن السياسات الإسرائيلية المفروضة عمدًا ستزداد سوءًا بشكل حتمي، مما سيؤدي إلى المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها. هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة وفورية.
تغطية ميدانية: الاحتلال يواصل جرائمه شمال غزة ويكثف القتل الجماعي واستهداف المنازل والتجمعات في عموم القطاع
حظر إسرائيل للأونروا ومقاطعتها يتطلب موقفاً دولياً صارماً لتحدي إسرائيل السافر والمستمر للقانون الدولي
تغطية ميدانية: الاحتلال يمعن في جرائمه شمال غزة ويواصل القتل الجماعي واستهداف مراكز الإيواء في عموم القطاع
تقرير ميداني حول: الأوضاع الصحية الكارثية في محافظة شمال غزة، في ظل الهجوم على مخيم جباليا واستمرار حرب الإبادة الجماعية
الإبادة الجماعية في غزة تدخل عامها الثاني والنساء والفتيات أكبر ضحاياها