إفادات

وجع الفقراء يتفاقم في ظل الإغلاق وغياب تدابير الحماية الاجتماعية

    شارك :

27 سبتمبر 2020


إسماعيل (28 عاماً)، يعمل محاسباً في إحدى الاستراحات، يتحدث حول معاناته منذ قرار الإغلاق بسبب انتشار مرض كورونا:

أنا متزوج، ولدي طفل واحد، وأسكن مع أسرتي المكونة من أبي وأمي وشقيقتي في منزلنا الكائن في منطقة الفالوجا في مخيم جباليا بمحافظة شمال غزة. وأعمل محاسباً في كوفي شوب في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.
تفاجأت مساء يوم الاثنين الموافق 24/8/2020 بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الصحة الفلسطينية والذي أعلنت فيه عن اكتشاف حالات إصابة بفايروس كورونا في صفوف المواطنين في قطاع غزة، حيث أُعلنت حالة الطوارئ وفرضت وزارة الداخلية حظر التجوال على المواطنين بشكل كامل، وأغلقت المنشآت التجارية.
منذ إعلان الإغلاق وأنا أعد الأيام يوماً بيوم، حيث أنني العامل الوحيد في المنزل وأتكفل بمسؤولية تأمين كافة احتياجات الأسرة من طعام وشراب وعلاجات وأدوية. زوجتي خضعت لعملية جراحية في المبيض منذ شهر ونصف تقريباً، في مستشفى العودة بمخيم جباليا، وأزال الأطباء كيس دم عن المبيض، ووصفوا لها إبر علاجية إلزامية لضمان نجاح العملية، بواقع إبرة شهرياً لمدة ستة أشهر، لكن الإبرة الواحدة تكلّف 600 شيقل، وهو مبلغ أعجز عن توفيره في الأيام العادية وأنا أعمل، فما بالكم وأنا جالس في البيت ولا أتقاضى راتباً بسبب تفشي الوباء ومنع التجول بشكل كامل في محافظة شمال غزة. وأخشى في حال لم أستطع أن أؤمن العلاج أن تفشل العملية وأن تكون زوجتي غير قادرة على الإنجاب بعد ذلك. أما أبي فقد سبق وتعرض لذبحة صدرية في الرئة وهو يحتاج إلى علاجات متواصلة، كذلك أمي مريضة بالسكر وتحصل على أدويتها من الأونروا بشكل دوري. الوضع لا يطاق أنا ملزم بأن أوفر احتياجات أسرتي الأساسية مثل الحليب والبامبرز والمأكل والمشرب، وأنا لا أحصّل شيكلاً واحداً. لجأت للاستدانة من أجل توفير احتياجاتنا، لكنني لا أعرف إن كنت سأستطيع توفير هذه الاحتياجات لاحقاً إذا ما استمرت الأزمة، لقد استدنت الكثير من المال خلال الحظر. والوضع بالنسبة لي مخيف جداً فإذا لم أوفر احتياجات أسرتي من سيوفرها!! منذ بداية الإغلاق لم نحصل على أي مساعدة، حتى كابونة الأونروا لم نحصّلها بعد وتأخرت عن موعدها، لا يوجد في المنزل شيء، سوى القلق من القادم.