إفادات

لسان حال الفقراء وأصحاب المشاريع الصغيرة "إن لم نمت بكورونا فسنموت من الجوع"

    شارك :

13 سبتمبر 2020

ثائر يبلغ من العمر (38 عاماً)، متزوج وأب لطفلين، ويسكن في الحي الإماراتي غرب محافظة خان يونس، حاصل على دبلوم برمجة، وبكالوريوس إدارة أعمال من الكلية العربية للعلوم التطبيقية في عام 2010، وحول ظروفه المعيشية في ظل انتشار الجائحة يقول:

منذ عام 2010 وأنا أبحث عن فرصة عمل مستقرة أو دائمة ولكن دون جدوى، طيلة السنوات الماضية عملت بشكل جزئي ومؤقت في أعمال مختلفة لتلبية احتياجات عائلتي. ومنذ عام ونصف تقريباً ونتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وندرة فرص العمل فكرت في إقامة مشروع صغير خاص بي، واستثمرت مبلغ صغير في إقامة كشك لبيع المشروبات الساخنة بالقرب من جمعية إعمار في حي الأمل بخان يونس. بدأت مشروعي فعلاً، وفي بداية العمل كان العائد المادي محدود جداً، وتحسن الدخل مع مرور الوقت وأصبح يلبي الحد الأدنى من احتياجات أسرتي بشكل يومي.

وأثناء عملي في كشك المشروبات كنت أواصل البحث عن أي فرصة عمل أخرى لأزيد من دخلي. وخلال الربع الأول من العام الحالي 2020، تأثر عملي بشكل كبير بعد الإعلان عن تفشي فايروس كورونا في العالم، وتوقف عمل المؤسسات والمدارس وقائياً لحماية المجتمع. كنت أحصل على شواقل محدودة من بيع المشروبات الساخنة، لم تكن تكفي مصاريفنا اليومية، ولكن كانت أفضل من لا شيء.

ومع مطلع شهر أغسطس 2020، استبشرت خيراً بعد عودة عمل المدارس من جديد في بداية السنة الدراسية، فكل البلد وقتها تنشط، وتوقعت أن يتحسن عملي ويرتفع دخلي اليومي، ولكن فوجئت بإعلان إجراءات وقيود من قبل وزارة الداخلية بعد اكتشاف حالات مصابة بفايروس كورونا داخل المجتمع في قطاع غزة. ومع إعلان حظر التجول، توقفت عن العمل بشكل كامل، وأنا الآن في الأسبوع الثالث للحجر، وأواجه صعوبة بالغة وأعاني في توفير احتياجات أسرتي. تراكمت ديوني، ولا أعرف كيف سألبي احتياجات أسرتي خلال هذه الظروف الصعبة، فعلياً لا يوجد شيء في المنزل، أقترض بشكل يومي ثمن الطعام والغاز والدواء، حتى أني لا أعرف الآن ممن سوف أقترض، لقد استنفذت جميع معارفي، وأوضاعهم المعيشية ليست أفضل بكثير من وضعي. أدعو الله أن تمر هذه الأزمة بسرعة، لأننا إن لم نمت من الكورونا قد نموت من الجوع.