إفادات

لا سبيل لمواجهة كورونا دون تدابير عاجلة لمساعدة الفقراء ولاسيما المحجورين داخل منازلهم

    شارك :

13 سبتمبر 2020

أنا (ص. ج) أعمل موظف براتب مقطوع لا يتجاوز 1000 شيقل وتتكون عائلتي من 14 فرداً، وحصلت زوجتي على وظيفة مؤخرا كعاملة نظافة في المستشفى الإندونيسي. تضطر زوجتي للبقاء في المستشفى وعدم العودة للبيت بسبب إجراءات الحجر، حيث العمل بنظام حجر العاملين وتغيير الورديات كل 14 يوماً، وأنا ألعب دور الأم والأب خلال أيام تغيبها.

تعرض ابني حاتم يوم السبت الموافق 29 أغسطس 2020 لجرح في رأسه أثناء لعبه في البيت مع أخيه، ذهبت به للصيدلية لعلاجه ولكن الصيدلاني نصحني بالذهاب نصحني إلى المستشفى لأن جرحة بحاجه إلى قطب، توجهت به لمستشفى العودة، طلبوا مني دفع تذكرة قيمتها 25 شيقل لعلاجه ولم يكن معي سوى 4 شواقل فقط، توجهت إلى المستشفى الإندونيسي وهنالك قدموا لي الخدمة المطلوبة مشكورين.

عدت للبيت الكائن في مخيم جباليا، منطقة السكة، مشياً على الأقدام أنا وطفلي، حين وصلت وجدت ابنتي إسراء البالغة من العمر 22 عاماً، تتألم كثيراً حيث كانت تشعر بأعراض انفلونزا وضيق تنفس منذ عدة أيام واجتهادا منا أحضرنا لها علاج من الصيدلية وداومنا على أن نجهز لها ليمون ومشروبات لتخفيف ألمها. كانت في حاله صعبه وأنا كنت في حاله أصعب من تعبي والسير مشياً على الأقدام، طلبت من أختها إسلام (16 عاماً) مرافقتها إلى المستشفى الإندونيسي، (هنا أجهش الحاج (ص) بالبكاء وقال والله لو كنت أعرف لرافقتها قبل أن يأخذوها على الحجر)، أخد نفساً عميقاً وأكمل روايته، تفاجأت بعودة إسلام دون أختها وقالت لي حجزوا إسراء بالمستشفى بغرفه لحالها، تواصلت مع زوجتي وقالت لي سيأخذون عينه من إسراء لأن حالتها صعبه.

وبالفعل ظهرت نتيجة الفحص يوم الثلاثاء وتبين أنها مصابة بفايروس كورونا. وفي الليلة نفسها تدهورت حالتها ونقلت إلى مستشفى غزة الأوروبي. نتواصل معها عبر الاتصال ونفرح حين نسمع أن حالتها تتحسن.

طُلب منا عدم مغادرة المنزل لحين أخذ العينات من العائلة، مع وجود الشرطة على باب المنزل، وبالفعل التزمنا بذلك. ويوم الخميس حضر طاقم طبي إلى بيتنا وأخذوا عينات من الجميع. أبلغونا مساء السبت الموافق 5 سبتمبر أنني وأبنائي وبناتي، إسلام 16 عام، غادة 13 عام، جنات 8 سنوات، براء 19 عام، توفيق 26 عام، محمد 24 عام، جميعنا مصابين بفايروس كورونا. منذ يوم الثلاثاء الموافق 1 سبتمبر حتى اليوم لم نتلقى سوا سله غذائية كمساعدة عبارة عن (خيار، بصل، مكرونة، رز، زيت) أشياء بسيطة، وبعدها لم نتلقَ أي شيء. ولكن الخير في الجيران والأهل أختي ترسل لنا الخبز يومياً، وجارنا طبيب أحضر لي علاج لحساسية انتشرت في يدي وأنا مريض ضغط بالأساس، كان عندي شريطين من الأكامول أوزع منه على أولادي المصابين. بصراحة ليس بمقدوري شراء فيتامينات وأدويه مساعدة، والله حتى الليمون مش قادر أوفره. وبعد إعلان وزارة الزراعة لمن أصيبوا الاتصال لتقديم المساعدة لهم ولكني حاولت مراراً وتكراراً ولم أتمكن من الاتصال.