يندد مركز الميزان لحقوق الإنسان بأشد العبارات بالجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق أسرة بأكملها من خلال استهداف سيارة مدنية كانت تقلهم أثناء عودتهم من مناطق النزوح إلى مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد غالبية أفراد الأسرة، أغلبهم من الأطفال والنساء. كما يندد المركز باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ويطالب المجتمع الدولي بضرورة التدخل لحماية أرواح المدنيين وضمان إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار.

وبحسب المعلومات الميدانية، فقد استهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي عند حوالي الساعة 15:00 من مساء يوم الجمعة الموافق  17/10/2025، مركبة من نوع (تندر بيجو) تقل مواطنين من عائلة أبو شعبان شرق مخبز اليازجي بشارع صلاح الدين بحي الزيتون شرق مدينة غزة، يذكر أن المركبة كانت تقل العائلة في رحلة العودة لشمال القطاع بعد نزوحهم مؤخراً للجنوب، فيما انتشلت طواقم الدفاع المدني جثث الشهداء بعد التنسيق لهم بالوصول للمنطقة، صباح اليوم السبت الموافق 18/10/2025، وأعلنت عن انتشال 11 جثماناً ورفاة، من بينهم 5 أطفال و 3 سيدات، وأن الكلاب كانت قد نهشت جسد طفلين من الشهداء.

في حين أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بياناً، ادعى فيه أن مركبة مشبوهة تجاوزت الخط الأصفر واقتربت من قوات الجيش، وتم إطلاق رصاص بعيد المدى على السيارة المشبوهة، وبعد ذلك واصلت السيارة الاقتراب من القوات بطريقة شكلت تهديداً مباشراً لهم، وأطلقت القوات النار لإزالة تهديد بموجب الاتفاق.

إن الادعاءات التي وردت في بيان الجيش الإسرائيلي، هي محض تبريرات كاذبة لا تصمد أمام الحقائق الميدانية، فالقوات الإسرائيلية، بما تمتلكه من وسائل مراقبة واستطلاع متطورة وتقنيات حديثة تمكنها من التمييز بدقة بين الأهداف المدنية والعسكرية، لا يمكن أن تخطئ في تحديد هوية من بداخل المركبة، خاصة أن الضحايا كانوا مدنيين عزل، معظمهم من النساء والأطفال، والمركبة من نوع بجو تندر، وهي مركبة مكشوفة السقف في جزئها الخلفي، وبالضرورة سيكون أفراد الأسرة والأمتعة والفراش المنقول معهم ظاهر للعيان، حيث لم تشكل المركبة والأسرة أي تهديد على أفراد جيش الاحتلال.

هذا وتستمر إسرائيل في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين في قطاع غزة منذ وقت سريان الاتفاق بتاريخ 9/10/2025، وبحسب المعلومات الواردة من وزارة الصحة الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال قتلت (38) مواطن، وأصابت (145) آخرين، منذ ذلك التاريخ وحتى وقت نشر هذا البيان.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يحمل قوات الاحتلال المسئولية عن هذه الجريمة والجرائم الأخرى المقترفة، فإنه يعبر في الوقت ذاته عن بالغ قلقه من استمرار هذه الانتهاكات، التي تشير إلى استهتار واضح بأرواح المدنيين وبالقانون الدولي وباتفاق وقف إطلاق النار، ويكشف عن نية مبيتة مسبقاً للمضي قدماً في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين.

وعليه، يطالب المركز المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري والجاد لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم لضمان عدم استمرار الإبادة الجماعية، وعدم إفلات المجرمين من العقاب.