بيانات صحفية
26 يونيو 2016
بمناسبة اليوم العالمي لمساعدة ضحايا التعذيب ،والذي يصادف 26 يونيو 2016، يطالب مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان ورابطة أطباء لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف التعذيب والمعاملة القاسية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
صادقت اسرائيل قبل نحو 25 عام على اتفاقية مناهضة التعذيب في عام 1991، ولكن حتى هذا اليوم لا يوجد في اسرائيل قانون يجرم ممارسة التعذيب والمعاملة القاسية، بل على العكس فإن اسرائيل مستمرة، وبدون محاسبة، في ممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة ضد المدنيين الفلسطينيين والمعتقلين والسجناء بما فيهم الأطفال ، في انتهاك صارخ لالتزاماتها وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.
وفي مايو 2016 ، أصدرت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة أكثر من 50 توصية لوضع حد لعدم احترام إسرائيل لاتفاقية مناهضة التعذيب، وكان لحملة المناصرة التي قامت بها المؤسسات الحقوقية الموقعة أدناه تأثير في صدور هذه التوصيات عن اللجنة.
محمد: تعرض للضرب المبرح والمعاملة القاسية في فترة اعتقاله
في سبتمبر 2015، قام محمد، البالغ من العمر (14 عاماً)، باجتياز السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل بعد أن وجد الأسلاك الشائكة قد قطعت وشاهد مجموعة من المتظاهرين في الجانب الآخر من السياج. قام جنود إسرائيليون متواجدون في جيبات عسكرية على الفور بإطلاق النار على المجموعة ومحاصرتهم. طلب الجنود من محمد خلع ملابسه بالكامل ولكنه رفض فجرده الجنود من ملابسه بالقوة وهددوه بإطلاق النار عليه، ثم ضربوه بأعقاب بنادقهم وركلوه لمدة حوالي عشر دقائق، ما أدى إلى كسر أسنان محمد وتقيئه دم قبل أن يفقد وعيه.
بعدما استفاق محمد وجد نفسه في عربة متحركة تنقله إلى موقع عسكري. وبمجرد وصوله تم تعصيب عينيه وتقييد يديه وأمره جنود بالجلوس على الأرض، وكان يرتدي ملابسه الداخلية فقط. تم التحقيق مع محمد لمدة ثلاثة أيام، حاول المحققون خلالها إجباره على الاعتراف بأنه عضو في تنظيم عسكري. وقام المحققون بركله وضربه بأداة حادة على كتفه. وكان المحققون يشتمونه ويعتدون عليه بالضرب بينما كان الجنود المتواجدون في المكان يستمعون إلى الموسيقى. وعندما كان محمد نائماً، قام جنود إسرائيليون بسكب ماء بارد عليه لإيقاظه من النوم. وفي أحد المرات طلب محمد ماء للشرب فقام الجنود بإعطائه خمر بدلاً من الماء، وفي مرة أخرى طلب أحد الجنود من محمد أن يدخن سيجارة وعندما رفض ذلك، قام الجندي بحرق محمد بالسيجارة في قدمه. يذكر أن مركز الميزان هو من حصل على إفادة محمد وهو ممثله القانوني.
الحالة وثقها مركز الميزان لحقوق الإنسان
منى: أطلقت عليها النار وكبلت وهددت في المستشفى
في أكتوبر 2015، قام جنود إسرائيليون بإطلاق النار على منى، البالغة من العمر 16 عاماً، وهي في طريق عودتها من المدرسة إلى منزلها، ما أدى إلى إصابتها في يدها اليسرى. ادعى الجنود الاسرائيليون بأن منى حاولت طعن أحد جنود المشاة، ولكنها لم تكن تحمل أي أداه حادة معها. تم اعتقال منى وتجريدها من ملابسها في الشارع وتم نقلها للمستشفى بعد عدة ساعات وبقيت هناك لمدة عشرة أيام. منعت السلطات الإسرائيلية والدي منى من زيارتها في المستشفى، وكذلك لم تبلغهم السلطات بالوضع الصحي لمنى والعملية الجراحية التي خضعت لها. كما منعت السلطات الاسرائيلية والدي منى من مقابلة الأطباء المشرفين على علاجها إلى ان قامت مؤسسة أطباء لحقوق الانسان بتقديم التماس نيابة عن الوالدين.
وبينما كانت منى في المستشفى، تم ربط يدها غير المصابة وقدميها بشكل مؤلم إلى سرير المستشفى ولم يتم فك تلك القيود حتى وهي تتناول الطعام. وبالرغم من الوضع الصحي لمنى، تم التحقيق معها بدون حضور محامي أو والديها. قام المحقوقون بتهديدها لفظياً وممارسة الضغط النفسي عليها، وقام أحد المارة الاسرائيليين بتصوير منى وأخذ صور معها ضد رغبتها، وقام آخرون بدخول غرفتها والصراخ عليها وشتمها ما سبب لها رعباً كبيراً. ولم تعر الشرطة والحراس الذين كانوا يحرسون غرفتها أي اهتمام لكل هذا حتى أنهم قاموا بتهديدها لفظياً وتوجيه ألفاظ نابية لها. قامت رابطة أطباء لحقوق الإنسان بتقديم التماس لدى السلطات الاسرائيلية لفك قيود منى. قامت رابطة أطباء لحقوق الانسان بتقديم طلب فتح تحقيق ولكن تم رفض الطلب.
الحالة وثقتها رابطة أطباء لحقوق الانسان
معتز: تم قتله خارج إطار القانون، ورفض طلب تشريح جثتة أو دفنه لمدة سبعة أشهر
في أكتوبر 2015، قامت الشرطة الاسرائيلية بإطلاق النار على معتز، البالغ من العمر 16 عاماً، وقتله في مستوطنة يهودية في القدس المحتلة. ادعت الشرطة بأن معتز حاول طعن أحد أفراد الشرطة، ولكن هذا الادعاء يثير شكوكاً جدية بسبب عدم وجود أي دليل غير إفادة الشرطة والاجراءات اللاحقة التي قامت بها الشرطة. مقتل معتز يعكس سياسة "إطلاق النار بغرض القتل" التي أقرتها السلطات الاسرائيلية وتمارسها الشرطة وقوات الأمن منذ سبتمبر 2015، حيث كان بإمكان الشرطة اعتقال معتز أو اطلاق النار في الهواء بدلاً من قتله.
رفضت الشرطة الاسرائيلية ولمدة ستة أشهر طلب قدمته عائلة معتز لتشريح جثته أو إعادة جثته لعائلته لإجراء تشريح مستقل، ولدفنه. طلب والد معتز من محكمة الصلح في القدس ووحدة التحقيق في الشرطة بفتح تحقيق حول ظروف وفاة ابنه، ولكن تم رفض كل طلباته. أبلغته الشرطة بأنه يمكن أن تسلمه الجثة بشرط أن توافق العائلة على دفن معتز مباشرة، وهو شرط يمنع إجراء تشريح للجثة وبالتالي يحبط إجراء تحقيق محايد في ظروف الوفاة. هذا التصرف يثير شكوكاً جدية بأن السلطات سعت إلى إخفاء الأدلة ذات العلاقة بظروف مقتل معتز. تم تشريح جثة معتز بعد سبعة أشهر من مقتله، وذلك بعد أن قدمت عدالة ومؤسسة الضمير التماسين للمحكمة العليا الاسرائيلية نيابة عن عائلته.
حالة وثقها مركز عدالة
إن أعمال التعذيب القاسي وسوء المعاملة المذكورة أعلاه، والتي تشكل جزء صغير من بين ممارسات أخرى كثيرة تمارسها قوات الاحتلال ضد آلاف الفلسطينيين، وهي ترتكب في انتهاك واضح لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من المعاهدات والقوانين الدولية لحقوق الإنسان. وعليه تطالب المؤسسات الثلاث الموقعة أدناه المجتمع الدولي بأن يصر على أن تنفذ إسرائيل اتفاقية مناهضة التعذيب وتوصيات لجنتها المتكررة بوقف ممارسة التعذيب وسوء المعاملة ضد الفلسطينيين، كتلك التي مورست مع محمد ومنى ومعتز. كما تطالب المؤسسات الثلاث المجتمع الدولي بالعمل على تحقيق الشفافية والمساءلة القانونية للأجهزة الأمنية وسلطات السجون الاسرائيلية لضمان تقديم من يمارسون التعذيب وسوء المعاملة للعدالة ومنع تكرار أي انتهاكات مستقبلية.
المؤسسات الموقعة::
عدالة : المركز القانوني لحقوق الاقلية العربية في اسرائيل،
مركز الميزان لحقوق الإنسان،
رابطة أطباء لحقوق الإنسان- إسرائيل
PROJECT FUNDED BY THE EUROPEAN UNION – JOINT PROJECT OF ADALAH, AL MEZAN AND PHYSICIANS FOR HUMAN RIGHTS-ISRAEL
The contents of this joint statement are the sole responsibility of Adalah, Al Mezan and PHR-I, and under no circumstances should be regarded as reflecting the position of the European Union.
التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللا انسانية والمهينة
ورقة حقائق حول التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة
الميزان ينظم دورة تدريبية متخصصة بعنوان: المعايير الدولية بحق ضحايا العنف والتعويض المناسب وإعادة التأهيل والوصول للعدالة
بيان صحافي مشترك في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب
الميزان يختتم دورة تدريبية للمحامين/ات حول التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية