قوات الاحتلال تواصل استهداف المنشآت المدنية، وتواصل منع آلاف الفلسطينيين، من بينهم عشرات المرضى، العالقين على معبر رفح البري، وتغلق معبري المنطار (كارني) ومعبر الشجاعية (نحال عوز) أمام حركة البضائع والمحروقات.
فيما تواصل الأوضاع الإنسانية تدهورها في قطاع غزة.
  وتفيد التحقيقات الميدانية التي يجريها المركز أن الطائرات الإسرائيلية النفاثة عادت لتقصفت، عند حوالي الساعة 1:45 من فجر اليوم الأربعاء الموافق 5/7/2006، مبنى وزارة الداخلية، الكائن في حي تل الهوى في مدينة غزة.
وكانت الطيران الإسرائيلي قصف مكتب وزير الداخلية الكائن في المبنى نفسه فجر الجمعة الماضي، كما قصفت مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني يوم الأحد المنصرم.
وحسب المعاينة الميدانية للمبنى فقد تعرضت الطبقة الرابعة من المبنى لصاروخ من الناحية الجنوبية، ما أدى لانهيار الطبقة وأحدث تصدعات كبيرة في المبنى.
  كما قصفت الطائرات الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 1:50 من فجر اليوم الأربعاء، مدرسة دار الأرقم، الكائنة في حي التفاح في مدينة غزة، بصاروخ أصاب الناحية الغربية من الطبقة الأرضية من مبنى المدرسة، ما أدى إلى تصدع مباني المدرسة بالكامل.
يذكر أن قوات الاحتلال كانت قصفت المدرسة في وقت سابق.
يذكر أن الطيران الحربي قصف، فجر أمس الثلاثاء، مقر مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في قصف هو الثاني من نوعه يستهدف الجامعة الإسلامية في غزة، ويلحق أضراراً في مباني الجامعة المجاورة، التي تحطم معظم زجاج نوافذها.
  هذا وتواصلت أعمال القصف التي تقوم بها قوات الاحتلال من الطائرات ومدفعية الميدان والدبابات، ومن الزوارق والبوارج الحربية، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة.
  وفيما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستفتح معبري الشجاعية (نحال عوز) والمنطار (كارني) لمدة أربعة أيام لتزويد سكان القطاع بحاجاتهم من المواد الغذائية والإمدادات الطبية، وإمدادات الوقود، إلا أنها أعلنت صباح اليوم عن إعادة إغلاق المعبرين، فيما لم تفتح معبر كارني سوى يومين ولساعات محدودة جداً.
وتزداد المعاناة الإنسانية لآلاف الفلسطينيين من العالقين على معبر رفح، الذي حالت قوات الاحتلال دون عودتهم إلى قطاع غزة، بسبب إغلاقها المعبر منذ صباح الأحد الموافق 25/6/2006، ومن بين هؤلاء المسافرين أكثر من عشرين مريضاً، ممن أجروا عمليات جراحية في مصر، يواجهون خطر الموت في ظل ظروفهم الإنسانية الصعبة وعدم توفر رعاية صحية كافية لهم.
  وتشير عمليات الرصد الميداني التي يقوم بها باحثو المركز، إلى تصاعد معاناة سكان الأبنية متعددة الطبقات (الأبراج السكنية) في قطاع غزة، لاسيما المعوقين والمرضى وكبار السن، الذين يعني انقطاع التيار الكهربائي اعتقالهم داخل شققهم السكنية، هذا بالإضافة إلى انقطاع المياه شبه المتواصل عن شققهم، جراء انقطاع التيار، وعدم تشغيل مضخات رفع المياه.
هذا وأدى توغل قوات الاحتلال في شمال غزة، إلى انقطاع مياه الشرب لليوم الثالث على التوالي عن سكان حي الأمل، الواقع شرق بلدة بيت حانون، بعد أن تعطلت مضخة بئر المياه الوحيد الذي يغذي الحي، ويقع البئر في شمال شرق بلدة بيت حانون، ووصف باحثو المركز وضع الحي بأنه خطير وأن البلدية تحاول أن توفر كميات من المياه عبر خزانات المياه المتنقلة على سيارات، إلا أن جهودها لا تستطيع أن تؤمن الحد الأدنى، كما أنها لا تستطيع أن تصل أرجاء الحي كافة.
  مركز الميزان لحقوق الإنسان في الوقت الذي يكرر فيه تحذيره فيه من مغبة استمرار الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، وسط تصعيد عمليات القصف والتدمير التي تطال منشآت مدنية، خاصة ذات الطابع الحيوي، كما طال منشآت تعليمية - كما ورد آنفاً -، فإنه يؤكد أن كميات الدواء والغذاء والوقود التي سمحت قوات الاحتلال بإدخالها لا تكفي سكان القطاع لأكثر من أسبوع وعلى أقصى تقدير.
  هذا ويكرر المركز استنكاره وإدانته الشديدتين لإغلاق قوات الاحتلال المتواصل للمعابر، واستمرار استهداف المنشآت المدنية، سواء الثقافية منها أو الحيوية، ويؤكد على أنها جرائم تأتي في سياق سياسة الاقتصاص من المدنيين، استمراراً لسياسة العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  عليه فإن المركز يكرر مطالبته المجتمع الدولي، بالقيام بواجبه الأخلاقي والقانوني، والتدخل الفوري لحماية حياة السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما المرضى العالقين على معبر رفح البري، والعمل الفوري لرفع الحصار المشدد المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة, والذي يهدد بموت الآلاف من الفلسطينيين لاسيما المرضى والأطفال.
  انتهـــى