اتسع نطاق الاشتباكات المسلحةبين حركتي فتح وحماس، واتسمت بالعنف والقسوة، كما زجت بالمواطنين المدنيين في أتون الصراع، بحيث استهدفت منازل سكنية وقتل عدد من السكان داخل منازلهم، فيما كانت المستشفيات ساحة للاشتباك كما حدث في مستشفى بيت حانون، فيما منعت الطواقم الطبية من الحركة بسبب كثافة النيران كما حدث في مستشفى كمال عدوان في جباليا، وجرى الاستيلاء على سيارات إسعاف واحتجازها.
كما أفضت المواجهات إلى شل الحركة بالكامل في مدينة غزة منتهكة الحق في حرية الحركة والتنقل مساء أمس وصباح اليوم، ما يحرم طلبة الثانوية العامة من تقديم الامتحانات النهائية، وقدرتهم على التحضير لها.
هذا تعرضت ممتلكات خاصة وعامة للإحراق والتدمير، وانتشرت الحواجز على الطرق والمفترقات الرئيسة وسط أجواء تشير على أن الأوضاع تسير نحو الانزلاق في آتون حرب أهلية، ما لم يتم تطويق الأحدث ولجم أطراف الصراع في أسرع وقت ممكن.
وحسب عمليات الرصد الأولية التي يقوم فيها المركز فقد بلغ عدد قتلى أمس واليوم إلى (19) فلسطينياً من بينهم سيدتين وطفلة، قتلن إثر إصابة مسكنهن بقذيفة، وأب وابنه، وبلغ عدد الجرحى بحسب الذين وصلوا إلى المستشفيات في غزة وشمالها (119) جريحاً، عدد كبير منهم تعرضوا لإطلاق نار في السيقان والأقدام.
وبذلك يرتفع عدد الضحايا منذ الأحد ليصل إلى (24) قتيلاً و (141) جريحاً وعشرات المختطفين والمحتجزين.
فبعد أقل من يوم واحد على عودة الهدوء إلى مدينة رفح، إثر المواجهات التي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاث وأربعين جريحاً، عادت المواجهات وأعمال القتل لتندلع في مدينة غزة، إثر شيوع خبر مقتل السويركي ليل الأحد بعد إلقاءه عن الطبقة الخامس عشرة من برج الغفري الواقع قبالة ميناء الصيد في غزة، ولتمتد يوم الاثنين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، حيث كانت حادثة تصفية أبو الجديان هي الحدث الأبرز، ولتتواصل بضرواوة ليل الاثنين وحتى صدور هذا البيان، بعد أن امتدت ذيولها إلى محافظتي خانيونس ودير البلح، والقتلى خلال الأحداث هم: المواطن محمد سلامة السويركي، البالغ من العمر (24 عاماً) حسام محمد أبو قينص، البالغ من العمر (30 عاماً) الشيخ محمد عادل الرفاتي، البالغ من العمر (30 عاماً) ياسر غصوب درويش بكر، البالغ من العمر (25عاماً) صدَّام محمود صبحي بكر، البالغ من العمر (21 عاماً) باسل داوود الكفارنة، البالغ من العمر (23 عاماً) عيد محمود المصري، البالغ من العمر (56 عاماً) فرج عيد المصري، البالغ من العمر (22 عاماً) إبراهيم عيد المصري، البالغ من العمر (21عاماً) محمد إبراهيم محجِز، البالغ من العمر (24 عاماً) محمد نعيم الدحدوح، البالغ من العمر (30 عاماً) مازن سعدي عجُّور، البالغ من العمر (37 عاماً) جمال أبو الجديان، البالغ من العمر (45 عاماً) ماجد أبو الجديان، البالغ من العمر (33 عاماً) رية محسن، البالغ من العمر (75 عاماً) سارة محسن، البالغ من العمر (15 عاماً) دلال محسن، البالغ من العمر ( 19عاماً) موسى محمد زينة، البالغ من العمر (49 عاماً) عمر نبهان الرنتيسي، البالغ من العمر (21 عاماً) محمد رزق صافي، البالغ من العمر (36 عاماً) بالإضافة إلى جثة لاتزال هوية صاحبها مجهولة.
كما أعلن عن وفاة محمد عبد المحسن البابا البالغ من العمر 22 عاماً، وذلك عند حوالي الساعة 22:00 من يوم الأحد الموافق 10/6/2007, إثر إصابته بثلاث أعيرة نارية فجر السبت الموافق 2/6/2007.
وبإضافة قتيلين في رفح يرتفع عدد القتلى المواجهات منذ فجر الأحد 10/06/2007 إلى (24) قتيلاً والجرحى إلى (141) شخصاً، بالإضافة إلى عشرات المختطفين والمحتجزين حتى صباح اليوم الثلاثاء.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر وبشدة المواجهات المسلحة الدامية التي شهدها قطاع غزة بين حركتي فتح وحماس، والارتفاع المضطرد لأعداد الضحايا الذين يسقطون جراءها، فإنه يستهجن مستوى العنف والقسوة التي اتسمت به المواجهات، الأمر الذي يبرزه عدد الضحايا، وسقوط نساء داخل منازلهم، ما يؤكد أن المتصارعين يزجون بالمدنيين في آتون صراعهم الدامي على السلطة.
والمركز يحذر من إمكانية أن يتصاعد مسار المواجهات لتتحول إلى حرب أهلية، تقضي على مقومات وجود السلطة، وتفضي إلى جرائم وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، يكون ضحيتها المدنيين الأبرياء.
عليه فإن المركز يطالب السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس بوصفه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ورئيس الوزراء إسماعيل هنية باتخاذ خطوات عاجلة لوقف المواجهات الدامية على الأرض واتخاذ التدابير التي من شأنها وضع حد للاقتتال المتجدد، وليس فقط الاكتفاء بتأجيل الأزمات، بل العمل على حلها جذرياً على أن يكون البعد القانوني أحد محاور الحل الرئيسة.
انتهــى