عمدت أجهزة الشرطة وقوى الأمن الداخلي في حكومة غزة إلى منع مظاهر الاحتفال بذكرى وفاة الرئيس ياسر عرفات، حيث بدأت تلك الاجراءات منذ يوم الثلاثاء والأربعاء الموافقين 4-5/11/2008، إذ أبلغ أفراد الامن الداخلي عدد من مطابع القطاع بالتوقف عن طباعة أية منشورات وصور وغيرها من المواد التي تتعلق بحركة فتح بدون تصريح مسبق من وزارة الداخلية يستصدره من يريد الطباعة من الزبائن، كما اندلعت عند حوالي الساعة 11:00 من صباح اليوم الأحد الموافق 9/11/2008، مشادات ومواجهات بين طلبة الشبيبة في جامعة الأزهر وطلبة الكتلة الاسلامية من مختلف الجامعات داخل حرم الجامعة، وذلك على أثر مشادة كلامية بين طلبة الكتلة الاسلامية وطلبة جامعة الأزهر الذين ينتمون لحركة فتح والذين كانوا يقومون بوضع شعارات وصور ولافتات على جدران الجامعة خاصة بالرئيس عرفات وحركة فتح استعدادا ليوم الذكرى، وتم تمزيق تلك اللافتات والصور.
هذا وقام أفراد الأمن الداخلي مساء اليوم نفسه ومساء اليوم التالي الاثنين الموافق 10/11/2008، بتسليم العشرات من المواطنين اخطارات للحضور الى المقرات الأمنية كل حسب منطقة سكنه، وكان أغلبية من ذهبوا الى المقار الأمنية قد عوملوا بطريقة جيدة ولم يتم الاعتداء عليهم الا بضعة أشخاص منهم الطالب جميل أحمد المدهون والذي يبلغ من العمر 19 عاما وهو طالب في جامعة الأزهر بغزة.

وقد بلغ عدد من استدعتهم قوى الأمن من مناصري حركة فتح ما يزيد عن خمسين مواطناً تم إخلاء سبيلهم جميعا بعد احتجاز لعدة ساعات الا أربعة، وقد وقع المفرج عنهم على تعهد جاء فيه كالتالي:
'أتعهد أنا المواطن .
.
.
.
.
.
.
.
بعدم المشاركة بأي أعمال تخل بالأمن وألا أقوم بأي أفعال مخلة بالنظام والقانون في الساحة الفسطينية، وأن أمتثل للقرارات الصادرة عن حكومة الأستاذ اسماعيل هنية'
كما قامت قوات تابعة للأمن الداخلي مساء يوم الاثنين الموافق 10/11/2008، بالتوجه الى منازل المواطنين في مناطق مختلفة من مدينة غزة، خاصة في حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ والذين يضعون رايات وأعلام حركة فتح على أسطح منازلهم وأمرت قاطني تلك المنازل بإنزال تلك الرايات، كما أمرت المواطنين وطلاب المدارس صباح اليوم الثلاثاء الموافق 11/11/2008، والذين كانوا يضعون الكوفية على أكتافهم ويسيرون في الشوارع، أمرتهم برفعها واخفائها، كما فضت الشرطة الفلسطينية بالقوة عند حوالي الساعة 5:30 من مساء اليوم الثلاثاء الموافق 11/11/2008، تجمعا نسويا في ساحة الجندي المجهول حيث كانوا يقومون بإحياء ذكرى وفاة الرئيس عرفات عن طريق اشعال الشموع.