تقارير و دراسات

من الميدان<br>تقرير ميداني حول انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية، يغطي الفترة من 1- 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011

    Share :

10 يناير 2012

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة خلال شهر ديسمبر من العام2011، وارتكبت انتهاكات لمبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.
يستعرض هذا التقرير الانتهاكات الإسرائيلية وفق التسلسل الزمني لوقوعها، وذلك وفقاً لعمليات الرصد والتوثيق التي قام بها مركز الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة.
تناول التقرير استخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة والمميتة في تعاملها مع الفلسطينيين، حيث نفذت جرائم قتل خارج نطاق القانون، أو ما يعرف بعمليات الاغتيال والتصفية الجسدية، فقد استهدفت طائراتها الحربية سيارة مدنية ما تسبب في قتل فلسطينيين كانا بداخلها وجرح أربعة من المارة، وفي جريمة اغتيال اخرى استهدفت قوات الاحتلال دراجة نارية ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة أربعة من المارة.
كما تسبب استهداف قوات الاحتلال المتكرر لمواقع التدريب، واستخدامها القوة المفرطة وعدم اكتراثها بالضحايا المدنيين أو الأعيان المدنية خلال عدوانها، في تدمير منزلين انهارت الأسقف والجدران على رؤوس ساكنيهما وهم نيام، واسفر ذلك عن مقتل أب وأحد أطفاله، كما أصيب (11) آخرين جميعهم من المدنيين.
وكان حصيلة ضحايا استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال خلال الفترة التي يتناولها التقرير (6) قتلى من بينهم طفل، و(21) جريح من بينهم (6) أطفال، و(4) سيدات.
ويتناول التقرير الانتهاكات الموجهة ضد الصيادين الفلسطينيين، سواء تلك التي تأتي في إطار الحصار الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع، أو استهدافهم بإطلاق النار والتعدي على قواربهم وممتلكاتهم وإهانتهم في عرض البحر.
وشهدت الفترة التي يغطيها التقرير (13) حالة استهداف للصيادين ومنعهم من مزاولة عملهم من خلال استمرار حرمانهم من تجاوز ما مسافته (3) أميال بحرية عن شاطئ غزة، واستهدافهم المتكرر بإطلاق النار وملاحقتهم بالزوارق الحربية المطاطية حتى شاطئ البحر، كما شهدت الفترة التي يتناولها التقرير مواصلة قوات الاحتلال سياسة اعتقال الصيادين ومصادرة قواربهم، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 3 صيادين وصادرت قارب صيد صغير.
ويبرز التقرير الاستهداف المنظم للمدنيين وممتلكاتهم في المناطق القريبة من الحدود، في إطار سعي قوات الاحتلال إلى فرض منطقة أمنية عازلة تصل إلى أكثر من كيلو متر على طول الحدود الشرقية والشمالية داخل القطاع.
حيث سجل وقوع (8) اعتداءات ضمن سياسة فرض منطقة أمنية عازلة مقيد الوصول اليها شمال وشرق قطاع غزة، أسفرت تلك الاعتداءات عن مقتل مواطن وإصابة (3) اخرين بجراح من بينهم طفلان.
و يترتب على هذه الممارسة تداعيات خطيرة لجهة تهديد حياة سكان تلك المناطق والمزارعين ممن يملكون أراضي فيها، وحرمان عشرات الأسر من مصدر رزقها، واقتطاع نسبة مهمة من الأراضي المخصصة لأغراض الزراعة، بالنظر إلى أن الأراضي المستهدفة كافة هي أراضي زراعية وتمثل نسبة مهمة من مجموع الأراضي المخصصة لأغراض الزراعة في قطاع غزة، ويلقي التقرير الضوء على تصاعد الاعتداءات على عمال جمع الحصى والركام من مخلفات المباني التي سبق وأن دمرتها قوات الاحتلال في أوقات سابقة بالقرب من حدود قطاع غزة وإسرائيل.
حيث سجل وقوع (6) اعتداءات بحق جامعي الحصى والحديد الخردة والبلاستيك، أسفرت تلك الاعتداءات عن إصابة (4) أشخاص بجروح متفاوتة من بينهم طفلان.
ويتكرر استهداف قوات الاحتلال لمواطنين يعملون على جمع الحصى بهدف بيعها لإعادة استخدامها في أعمال البناء والتعمير، ولمصانع الباطون والطوب، وذلك بسبب منع الاحتلال دخول مواد البناء إلى قطاع غزة.
ويرصد التقرير عمليات التوغل المتكررة التي تستهدف المناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة، والسكان المدنيين وممتلكاتهم والأراضي الزراعية.
ويشير التقرير إلى أن الفترة التي يغطيها شهدت (4) عمليات توغل، في مناطق مختلفة من قطاع غزة، قامت خلالها آليات الاحتلال بتجريف عشرات الدونمات الزراعية، كما أن تكرار عمليات التوغل حرم مئات المزارعين من الانتفاع من أراضيهم الزراعية القريبة من الشريط الحدودي، خشية تعرضها للتجريف وضياع مجهودهم وتكبدهم خسائر جديدة.
ويتناول التقرير الهجمات الصاروخية والمدفعية التي تستهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة.
حيث سجل وقوع (9) حالات قصف صاروخي ومدفعي، أسفرت عن مقتل مواطن وإصابة (9) أشخاص بجروح متفاوتة، من بينهم طفلان.
ويظهر التقرير بان هجمات قوات الاحتلال لا زالت تتسم بعدم مراعاتها لقواعد القانون الدولي الإنساني ذات الصلة، وعدم مراعاتها بالأضرار التي تلحق بأرواح المدنيين وممتلكاتهم، بما في ذلك قصف منازل سكنية، وتتسبب في إصابة عدد من مواطنين بجروح وشظايا، وإلحاق أضرار مادية في منازل ومنشآت مدنية، وتشيع حالة من الرعب والهلع في نفوس السكان، لاسيما الأطفال والنساء منهم، وخاصة الهجمات التي تحدث أثناء الليل.
ويظهر التقرير مواصلة قوات الاحتلال سياسة الاعتقال التعسفي سواء من خلال توغلاتها في أراضي القطاع أو من خلال مطاردة الصيادين وعمال جمع الحصى والركام، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة التي يتناولها التقرير (7) صيادين طاردتهم واعتقلتهم أثناء مزاولتهم عملهم في عرض البحر.
كما واصلت قوات الاحتلال استخدام المعابر كمصائد للفلسطينيين، في استغلال لحاجتهم الماسة للسفر لغرض العلاج فتعتقلهم أو تبتزهم، وفي هذا السياق اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على حاجز (إيرز)، احد المواطنين أثناء ذهابه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية لغرض السماح له بالسفر لمرافقة طفله المريض للعلاج في أحد المستشفيات الإسرائيلية.
وأخيراً يستعرض التقرير القيود المفروضة على حركة المعابر التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، حيث تواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر، وتفرض قيوداً مشددة على حركة البضائع والأفراد، مما تسبب في ارتفاع خطير للبطالة والفقر.
ويقدم التقرير معلومات إحصائية حول آثار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال شهر ديسمبر2011، ويسعى إلى تسليط الضوء على الظروف التي وقعت فيها انتهاكات القانون الدولي من خلال سرده للطرق التي جرت عليها والظروف التي حدثت فيها.

Attachments