شددت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي من حصارها المفروض على محافظات غزة، حيث أقدمت تلك القوات عند حوالي الساعة 3:45 من فجر اليوم الاثنين الموافق 5/8/2002، على عزل محافظة رفح عن محيطها بالكامل.
وأكد شهود عيان للمركز أن حركة الدبابات القادمة من منطقة الدهينية جنوب شرق محافظة رفح، إلى معبر صوفاه شمال شرق محافظة رفح، تواصلت منذ حوالي الساعة 1:20 فجراً، حيث تجمعت الدبابات الإسرائيلية في معبر صوفاه، ومن ثم تحركت نحو الطريق الشرقي (الطريق الوطني رقم 4)، الواصل بين مدينة رفح وباقي محافظات غزة، وتمركزت نحو (25) دبابة إسرائيلية في منطقة العمور، بالقرب من محطة العبادلة للمحروقات عند حوالي الساعة 3:45، وعند حوالي الساعة 5:00 صباحاً انضمت أربعة دبابات جديدة قادمة من مستوطنة موراغ، ليصبح عدد الدبابات المشاركة في هذا التوغل نحو (29) دبابة يرافقها جراف عسكري.
وشرعت قوات الاحتلال بحملة تفتيش في المنطقة، في ظل استمرار التحركات الكثيفة للدبابات، وأكد شهود العيان أن قوات الاحتلال أقامت سواتراً ترابية حول عدد من الدبابات المتمركزة على جانبي الطريق.
يذكر أن سيارة أجرة تقل مسافرين كانت تسير على الطريق الشرقي قادمة من خانيونس، متوجهة إلى معبر رفح البري، فوجئت بوجود الدبابات على الطريق، وفتحت الدبابات نيران رشاشاتها تجاه السيارة، التي أصيبت بعدة أعيرة نارية، إلا أن أحداً من الركاب لم يتعرض لأذى.
جدير بالذكر أن الطريق الشرقي هو الطريق الوحيد الذي يربط محافظة رفح ببقية محافظات غزة، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال طريق صلاح الدين، الطريق الرئيس الذي يربط محافظة رفح بخانيونس بتاريخ15/12/2000.
وفي منطقة البركة جنوب غرب دير البلح، تعرض الفتى كامل سلامة أبو خصيوان، (15) عاماً، إلى إطلاق نار - بينما كان متوجهاً من بيته إلى الحقل كي يجمع الخضروات، ليبيعها في السوق – أصيب على أثره بعيار ناري في الصدر، وأكد باحث المركز استناداً إلى المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى، أن حالة خصيوان مستقرة.
وفي محافظات الضفة الغربية، حظرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على السيارات الفلسطينية التنقل بين المحافظات الشمالية، وهي محافظات رام الله، جنين، نابلس، طولكرم، وقلقيلية، كما أبقت تلك القوات نظام حظر التجوال مفروضاً على هذه المحافظات، باستثناء محافظة جنين.
يذكر أن قوات الاحتلال أعلنت عن رفع نظام حظر التجول المفروض على محافظات الخليل، بيت لحم، وجنين، على أن يعاد فرضه بعد ظهر اليوم الاثنين الموافق 5/8/2002.
يذكر أن وحدات خاصة اقتحمت قرية برقة قضاء نابلس، وقتلت فلسطينيين واعتقلت أربعة مدعية أنهم من المطلوبين لها.
تأتي هذه التطورات المتلاحقة في ظل استمرار التصريحات اليومية للمسؤولين في دولة الاحتلال، التي تتحدث عن تدابير من شأنها أن تخفف من معاناة الفلسطينيين.
مركز الميزان إذ يعبر عن استنكاره للجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين وممتلكاتهم، فإنه يستهجن حملة الأكاذيب الملفقة، التي تتحدث عن تسهيلات وتخفيف لمعاناة الفلسطينيين، إلا إذا كان القتل، والاعتقال، وحصار وعزل المدن والقرى، له مفهوم مختلف لدى قوات الاحتلال، عن مفهومه لدى البشرية جمعاء.
كما ينظر الميزان بعين الريبة من تشديد الحصار على مدينة رفح، ويخشى أن تكون هذه الخطوة مقدمة، لاقتحام شامل للمدينة، أو خلق حاجز عسكري جديد يتحكم في حركة تنقل الفلسطينيين بين محافظتي رفح وخان.
عليه فإن مركز الميزان إذ يكرر إدانته واستنكاره الشديد للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، فإنه يؤكد على أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يشجع قوات الاحتلال على تصعيد جرائمها، ويرى المركز أن دور المجتمع الدولي في تعامله مع الجرائم الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان والقانون الدولي، تفتقر للمصداقية إلى حد كبير الأمر الذي يستدعي تحركاً عاجلاً، لتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كخطوة على طريق إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
    انتهـــى