شهادات من غزة: اعتقال مريض سرطان من قطاع غزة في الداخل أثناء رحلة علاجه

16 أبريل 2024

https://www.mezan.org/public/assets/uploads/media-uploader

غزة، 16 أبريل/نيسان 2024 _ ص. د.، يبلغ من العمر 52 عاماً، متزوج، وأب ل6 أطفال. يسكن بالقرب من أبراج العودة في عزبة بيت حانون شمال غزة، وهو مريض سرطان بالرأس، وكان يتلقى العلاج على مدار سنوات داخل مستشفيات الداخل المحتل منذ تشخيصه بالمرض عام 2018. وفي بداية العدوان على قطاع غزة، كان يتلقى العلاج داخل مستشفى المطلع في القدس وكانت ترافقه زوجته. اعتقل بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 من الشرطة وجيش الاحتلال أثناء تواجده هو وزوجته في شقة مستأجرة بمدينة اللد. أفاد مركز الميزان بالتالي:

"عند بداية العدوان على قطاع غزة، كنت أتلقى العلاج داخل مستشفى المطلع في القدس وكنت برفقة زوجتي. كنت أتلقى جرعات كيماوي وبعدها خضعت للعلاج الاشعاعي، وبتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت لي بعض الفحوصات اللازمة داخل المستشفى ومكثت يومان داخل المستشفى. وبتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غادرت المستشفى برفقة زوجتي، في انتظار استكمال علاجي علماً أنني لم أنهي العلاج، ولكن من دافع خوفي عن مصيرنا وما الذي يمكن أن يحدث، أو اكون عرضة للاعتقال أو ارهاب المستوطنين، انتقلت إلى العيش في شقة قمت باستئجارها داخل منطقة اللد، وأغلقنا على انفسنا باب الشقة ولم نخرج أو نختلط مع أحد، حيث كان يقوم أحد الجيران بتلبية احتياجاتنا الطارئة والضرورية، وكان يوفر لنا الطعام والشراب والدواء اللازم لعلاجي. 

بقينا على هذا الحال حتى الساعة 02:30 فجر يوم الخميس الموافق 9 نوفمبر/تشرين الأول 2023، حيث اقتحمت قوة من جيش الاحتلال والشرطة الشقة وعند دخولهم قاموا بتقييد يداي وتعصيب عيناي، واعتقالي. تم نقلي إلى سجن عبارة عن بركس كبير ويتكون من عنبرين داخل مدينة القدس، وكان مليئاَ بالمعتقلين. لم أكن أعرف أي شي عن مصير زوجتي.

وفي اليوم الثالث لي في المعتقل ونتيجة سوء حالتي الصحية داخل المعتقل، تم نقلي إلى مستشفى قريب من السجن وتلقيت العلاج، وأُعدت بعدها إلى للمعتقل، واحتجزت ستة أيام داخل المعتقل معصوب العينين ومربوط الأيدي، وكنت أنام على فرشة رقيقة سمكها لا يتجاوز 3سم، وكنت أستعمل حمام بلاستيكي متنقل ودائما ما يكون متسخ وقذر. عشت في ظروف غاية في القسوة والصعوبة وسط خوفي وقلقي على مصير زوجتي الذي لا اعرفه.

وبتاريخ 14 نوفمبر/تشرين الأول 2023، اقتادوني إلى جلسة تحقيق وكان الذي يقوم بالتحقيق معي ضابط في الجيش، حيث تم تربيطي داخل غرفة التحقيق في كرسي حديدي، وسألني عن طبيعة عمل أبنائي وطبيعة عمل بعض أقاربي ومن يعمل مع حماس في منطقتي التي أسكن بها فرفضت كل الكلام الذي يتوجه لي، وقلت لهم لا أعلم شيء ولا أعرف ما الذي يعمله أبنائي أو أقاربي.

وفي صباح اليوم السابع أي بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين الأول 2023، قاموا بنقلي عبر حافلة وبرفقتي مجموعة من المعتقلين، وقاموا بإنزالنا على بوابة معبر كرم أبو سالم، وأُفرج عنا. قابلت هناك موظفين من الأونروا،  وبعد تواصلي مع زوجتي توجهت إلى مقر الأمن الوطني في منطقة رام الله طلبت منهم التنسيق لتسهيل عودتها رسميا إلى داخل قطاع غزة، وقامت بتسجيل بيناتها لدى جهاز الأمن الوطني والذي بدوره وعن طريق التنسيق جاء الرد بعد ثمانية وأربعون ساعة من تقديمها لطلب العودة إلى قطاع غزة، ليتم نقلها بباص برفقة عدد من السيدات ومعظمهم كان يتعالج داخل دولة الاحتلال، وتم نقلهم إلى جانب دولة الاحتلال الذي بدوره قام بنقلهم عبر حافلة إلى معبر كرم أبو سالم ومن ثم المغادرة إلى محافظة رفح جنوب قطاع غزة.

وعندما تم الافراج عني سرت مشيا على الأقدام، وتوجهت من هناك برفقة عدد من المعتقلين الذين تم الافراج عنهم، لأصل إلى غرب مدينة رفح بالتحديد منطقة تل السلطان، فتوجهت إلى أكثر من مدرسة تابعة لوكالة الغوث للمكوث بها فلم أجد متسع. قمت بالاتصال على بعض أقاربي وأبلغوني أنهم مقيمون داخل مدرسة فتحي الشقاقي بالقرب من مفترق الطيارة بمنطقة تل السلطان غرب منطقة رفح، فاضطررت إلى عمل خيمة بدائية الصنع داخل مدرسة فتحي الشقاقي عبارة عن خمس خشبات ومسقوفة بالنايلون لتقيني من البرد والمطر، وبدأت في جلب وتأمين بعض المقتنيات والأغراض اللازمة من فراش وأغطية وبعض المستلزمات الرئيسية كالطعام والطحين، وما زلت إلى الآن أعيش داخل الخيمة برفقة زوجتي ونعيش أوضاع معيشية صعبة وقاسية، بسبب الاكتظاظ الكبير داخل أسوار المدرسة ، مع توفر ثمانية حمامات لكافة النازحين داخل المدرسة والذي أقدر عددهم بالآلاف، حيث أنتظر وقتا طويلا لأقضى حاجتي واستخدم الحمام، وغالبا ما يكون قذر ومتسخ بسبب الاستخدام الكبير والهائل.

وأتلقى حالياً الأدوية الأساسية الضرورية التي استطاعت زوجتي توفيرها من مستشفيات الضفة الغربية، ولكن هذه الأدوية لن تكفي أكثر من شهر وأخاف من تدهور حالتي الصحية بسبب انقطاع الرعاية والمتابعة اللازمة وسط انقطاع عن أي تحاليل لازمة أو صور مقطعية أو متابعة صحية".

 

تاريخ أخد الإفادة: 5 مارس/آذار 2024