في اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني

25 سبتمبر 2022

https://www.mezan.org/public/assets/uploads/media-uploader

يصادف الاثنين الموافق 26/9/2022 اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني. تأتي المناسبة هذا العام وسط استمرار وتصاعد الانتهاكات بحق الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبالرغم من تصاعد الانتهاكات يواصل الصحافيون/ات الفلسطينيون/ات القيام بواجبهم/ن المهني والأخلاقي في نقل الحقيقة. يتوجه مركز الميزان لحقوق الإنسان بالتحية للصحافيين الفلسطينيين على تضحياتهم وتحمّلهم المسئولية ومواصلة العمل الصحفي تحت وطأة الخطر الشديد، ويجدد تضامنه معهم، ويؤكد على أهمية الوظائف والأدوار الإيجابية التي تقوم بها الصحافة في المجتمع لا سيما فضح انتهاكات حقوق الإنسان، ويطالب بأوسع حملة تضامن معهم، وإنهاء الحصانة لمقترفي الانتهاكات الجسيمة بحقهم.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن قوات الاحتلال حوَّلت من الصحافيين هدفاً مباشراً لهجماتها خلال عملهم الصحفي وتغطيتهم لوقائع الأحداث خلال العدوانات والهجمات المتواصلة على قطاع غزة، وخلال هجمات أغسطس 2022م، أو خلال الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية والقدس. وتتنوع الانتهاكات بحق الصحافيين الفلسطينيين بين استهدافهم بالقتل أو إصابتهم بجروح أو كسور أو حروق أو بالاختناق، أو بالضرب وتحطيم المعدات الصحفية، أو بالاعتقال التعسفي دون توجيه تهم محددة لهم، أو بمنعهم من الوصول لمناطق الأحداث. كما تستهدف قوات الاحتلال وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها، أو إغلاق وسائل الإعلام على خلفية تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات الفلسطينية.

ويذّكر مركز الميزان بأبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال كقتل الصحافية المتميزة والمخضرمة شيرين أبو عاقلة "مراسلة الجزيرة"، واصابة الصحافي على السمودي برصاصة في الظهر بتاريخ 11/05/2022، وقتل المصور الصحفي أحمد أبو حسين (الذي أصيب بتاريخ 13/4/2018، واستشهد بتاريخ 25/4/2018)، وياسر مرتجى بتاريخ 07/04/2018، وفضل شناعة بتاريخ 16/4/2008. وتشكل انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في حقل الإعلام دليلاً على الاستهداف المنظم؛ ومحاولات منع نقل الحقيقة.

ووفقاً لتوثيق مركز الميزان، فقد تضررت (5) منشآت إعلامية بعد قصف طائرات الاحتلال لبرج فلسطين خلال الهجمات التي شنتها على قطاع غزة في أغسطس 2022، ما تسبب في اعاقتها عن العمل. كما وثّق الميزان (425) انتهاك ارتكبته قوات الاحتلال بحق الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام والمنشآت الإعلامية في قطاع غزة، خلال الفترة من مطلع يناير 2000 حتى 26 سبتمبر 2022، وهي (320) انتهاك بحق الطواقم الصحافية، و(105) انتهاك بحق المنشآت الإعلامية، تسببت هذه الانتهاكات في قتل (26) صحافياً خلال ممارستهم العمل الإعلامي، واصابة ما يزيد عن (300) صحافياً، وتدمير مئات المنشآت الإعلامية بشكل كلي وجزئي.

تؤكد الحقائق الواردة ارتكاب قوات الاحتلال انتهاكات خطيرة لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما نص المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول إلى المعلومات وتداولها ونشرها، وحرية التجمع السلمي. كما تظهر انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولاسيما الحماية التي توفرها اتفاقية جنيف الرابعة، والتي تفرض على دولة الاحتلال واجب حماية المدنيين والتمييز بين المدنيين والعسكريين، كما يؤكد البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف على الصفة المدنية للصحافيين وواجب احترامهم وتمتعهم بالحماية التي يوفرها القانون الدولي الإنساني، حيث تنص المادة (79) من البروتوكول "يعد الصحافيون الذين يباشرون مهام مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصا مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة".

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يجدد تضامنه مع الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام؛ وإذ يثمّن دورهم في الدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وفضح الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال؛ فإنه يجدد استنكاره الشديد لانتهاكات قوات الاحتلال الجسيمة والمنظمة بحق الصحفيين والعاملين في حقل الإعلام، والتي ترقي لمستوى جرائم الحرب. كما يجدد مركز الميزان استهجانه الشديد لاستمرار موقف المجتمع الدولي الذي يوفر حصانة للمشتبه في ارتكابهم جرائم حرب في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويستخدم معايير مزدوجة، الأمر الذي ظهر بوضوح في الحالة الفلسطينية، وأظهرها الموقف من الهجوم الروسي على أوكرانيا بشكل أشد فظاظة بعد أن شهدنا موقفاً يتبنى خطاب القانون الدولي وضغوط تمارس على المحكمة الجنائية الدولية لمباشرة التحقيق فيما توضع كل العراقيل أمام قيام المحكمة بواجبها في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة والمنظمة بما في ذلك قتل الصحافيين وتدمير مقرات مؤسساتهم، بالرغم  من مرور أكثر من 74 عاماً على نكبة فلسطين، وارتكاب جرائم الإبادة والتهجير القسري وتدمير الممتلكات والاستيلاء عليها، فيما حالة أوكرانيا بمجرد وقوع الهجوم الروسي كان المجتمع الدولي فاعلاً في التحرك ضد الاتحاد الروسي.

مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل واتخاذ التدابير الفورية التي من شأنها وقف انتهاكات قواعد القانون الدولي، وتوفير الحماية للصحافيين وغيرهم من المدنيين والعمل على ملاحقة ومساءلة كل من يشتبه في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي كواجب قانوني أصيل يقع على عاتق كل دولة طرف في اتفاقية جنيف الرابعة.

وفي اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني يدعو مركز الميزان المؤسسات الدولية الفاعلة لاسيما المؤسسات المعنية بالصحفيين والحريات الصحافية، وصحافيي/ات العالم بتعزيز تضامنهم مع الصحافيين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على فضح انتهاكات سلطات الاحتلال الموجهة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام، وضد حرية الرأي والتعبير.

انتهى