12 سبتمبر 2002
تواصل قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض عقوباتها الجماعية، على السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمن هذا السياق اقتحمت منطقتي حي السلام في رفح وحي الشجاعية في مدينة غزة لتنسف منزلاً سكنياً وتهدم منزلين، وتلحق أضراراً بنحو ستة عشر منزلاً آخر.
فعند حوالي الساعة 1:00 من فجر اليوم الخميس الموافق 12/9/2002، توغلت نحو خمس وثلاثون (35) دبابة إسرائيلية في حي الشجاعية في مدينة غزة، وانطلقت هذه القوة الحربية المدرعة من محورين، المحور الأول هو خط التحديد الفاصل شرقاً من منطقة (نحال عوز)، حيث توغلت من هذا المحور نحو خمس وعشرون دبابة، في حين قدمت الدبابات العشر الأخريات من مستوطنة نتساريم ومحيطها سالكة شارع الكرامة (الخط الشرقي).
وفور وصل القوة انتشرت في محيط منزل محمد عبد الله سالم حلس، وفرضت حصاراً على المنطقة، عبر اطلاقها الكثيف للنيران.
تقدمت القوة من منزل المذكور حيث أمروه بإخلاء منزله خلال عشر دقائق، مبررين ذلك بأنهم سيهدمون المنزل لأن ابنه نفذ هجمات ضد المستوطنين.
جدير بالذكر أن أسامه محمد عبد الله حلس، نفذ عملية عسكرية ضد المستوطنين في التجمع الاستيطاني (غوش قطيف) واستشهد خلال تنفيذها بتاريخ 27/11/2001.
جدير بالذكر أن تلك القوات لم تنتظر إلى انتهاء المهلة (10 دقائق)، وأمروه بأن يبتعد وأن يخبر جيرانه بالابتعاد عن المكان، ومن ثم زرعوا المنزل بالمتفجرات وقاموا بنسفه، وهو منزل مقام على مساحة 160 متراً مربعاً، مكون من طبقتين، يسكنه عشرة أفراد.
ألحقت عملية نسف المنزل أضرار جسيمة بمنزلين مجاورين، تعود ملكيتهما لكل من: محمود عبد الله سالم حلس، 150 متراً مربعاً، مكون من ثلاث طبقات، يسكنه سبعة أفراد.
ومنزل مصطفى سالم محمود حلس، 120 متراً مربعاً، مكون من طبقتين، يسكنه ثلاث وعشرون فرداً.
كما ألحق الانفجار أضرار جزئية بنحو اثني عشر منزلاً آخراً.
كما أصيب جراء العملية خليل إبراهيم جندية، ثلاث وعشرون عاماً، في أعلى الفخذ اليمنى.
وتوغلت قوة حربية إسرائيلية، عند حوالي الساعة الثانية (2:00) من فجر اليوم الخميس، لمسافة تزيد عن 200 متراً في حي السلام ، حيث توغلت ستة دبابات وجرافتان، من الشريط الحدودي الفاصل بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، لتهدم منزل عبد الرؤوف ادهنين معمر أبو عمرة، مساحته 100 متر مربع، يسكنه 7 أفراد، وشقيقه عبد اللطيف ادهنين معمر أبو عمرة، مساحته 100 متر، يسكنه 4 أفراد، هدماً كلياً، في حين ألحقت أضراراً جزئية جسيمة بمنزل حنان عبد اللطيف خلف الله غيث، 250 متر، يسكنه 12 فرداً، وعائشة خميس خليل حسين، مساحته 180 متر، يسكنه 7 فرداً.
جدير بالذكر أن مهند حسين أبن عائشة شهد تحت القسم للمركز أنهم فقدوا 1000 ديناراً ، ومصوغات ذهبية بقيمة 1500 ديناراً أردنياً، أثاء اقتحام جنود قوة الاحتلال لمنزلها.
وعلى صعيد آخر وفي السياق نفسه، تواصل تلك القوات فرض حصارها المشدد على قطاع غزة، الذي يحول دون حرية التنقل والسفر، كما تشدد من حصارها الداخلي، الذي يقطع أوصال المدن الفلسطينية، والذي يشكل إغلاق طريق صلاح الدين مظهره الأبرز، حيث أغلق أمس منذ العاشرة صباحاً، وانتظر الآلاف من الفلسطينيين سواء من كانوا في غزة ويودون العودة إلى منازلهم في الجنوب أم العكس، خاصة القادمين من معبر رفح، الذين أمضوا أيام في ظروف صعبة ، كي يتمكنوا من دخول غزة، واستمر إغلاق الطريق حتى تمام الساعة 11:30 ليلاً.
يذكر أن العدد القليل من العمال الذي يسمح له بالعمل في إسرائيل ويسكنون في الجنوب، اضطروا إلى العودة من عند نقطة أبو هولي للمبيت في أي متنزه حتى يتمكنوا من الذهاب إلى عملهم اليوم.
مركز الميزان ينظر بخطورة بالغة، لمواصلة قوات الاحتلال عدوانها وجرائمها، خاصة الاقتحام المتكرر للمدن الفلسطينية وما يرافقه من تدمير شامل لكثير من المرافق، واستهدافها للمنازل السكنية، والحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية ويؤكد المركز أن هذه السياسة تأتي في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها تلك القوات، والهادفة إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما يحذر المركز من مغبة أن تتصاعد هذه الجرائم في ظل غياب أي تحرك فاعل للمجتمع الدوليِ، ما شجع جنود الاحتلال ليس فقط على تصعيد جرائمهم، بل على سرقة ممتلكات السكان أيضاً.
عليه فإن المركز يطالب المجتمع الدولي، لاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف، بالتدخل الفوري والعاجل، لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المستمرة لاتفاقية جنيف الرابعة، وضمان احترام تطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
انتهـــى