تقارير و دراسات

نازحون في مهب العاصفة

تقرير يتناول الأوضاع الإنسانية للنازحين في الخيام ومخاطر حلول فصل الشتاء مع استمرار حرب الإبادة الجماعية

    Share :

5 أكتوبر 2024

يواجه النازحون في قطاع غزة أوضاعاً إنسانية مأساوية مع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل عدم وجود مساكن تأويهم، واضطرار مئات الآلاف إلى النزوح والإقامة داخل الخيام المنتشرة غرب محافظتي الوسطى وخان يونس، حيث يتكدس النازحون، بعد أن حشرتهم قوات الاحتلال في مساحة قدرتها الأمم المتحدة بنحو 11% فقط من مساحة قطاع غزة، وهي تفتقر للخدمات الإنسانية الأساسية.

ويعاني النازحون جراء تهتك خيامهم، التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء ولا تحميهم من الآفات والحشرات والقوارض ولا من شظايا الصواريخ والقذائف المتطايرة في كل مكان في قطاع غزة. ومع اقتراب فصل الشتاء تتزايد مخاوفهم بسبب تهالك أقمشة خيامهم، وعدم توفر الأغطية البلاستيكية (الشوادر)، والأخشاب، وارتفاع أسعار المتوفر منها، بسبب الطلب المتزايد والكمية المحدودة المعروضة بالسوق، مما يحرم النازحين، لا سيما وأن معظم سكان قطاع غزة تحولوا إلى فقراء، من القدرة على إيجاد مأوى مناسب، أو تحصين خيامهم، ويقفون عراة في مواجهة عواصف وأمطار الشتاء.

ويخشى النازحون ممن استقروا في مجرى وادي السلقا أو على جانبيه أو في صحن البركة في دير البلح، وفي محيط برك تجميع مياه الأمطار غرب حي الأمل بخان يونس، وأولئك الذين نصبوا خيامهم على الشاطئ مباشرة، من خطر فيضان مياه الأمطار أو خطر مدّ أمواج البحر على طول شاطئ البحر غربي النصيرات والزوايدة ودير البلح وخان يونس، وهو ما تتزايد مخاطره في فصل الشتاء.

وتتعاظم معاناة النازحين في ظل تدهور الأوضاع البيئية وتدمير البنية التحتية، الناجمة عن استهداف شبكات ومحطات مياه الصرف الصحي، وتدمير شبكات ومصارف مياه الأمطار، ما من شأنه أن يضاعف المخاطر ويهدد مناطق واسعة بالغرق في فصل الشتاء. وفيما تشتد البرودة والأمطار في فصل الشتاء، لا يستطيع السكان توفير وسائل التدفئة أو شراء ملابس شتوية وأغطية ثقيلة مثل الحرامات والبطانيات، نتيجة فرض سلطات الاحتلال قيوداً مشددة على إمدادات الغذاء والدواء والمساعدات، ومنع القطاع الخاص من استيراد بعض السلع والبضائع التي تصنفها من المواد غير الضرورية، من بينها الملابس الشتوية.

يهدف التقرير إلى إبراز المخاطر التي تواجه النازحين في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، خاصة في ظل تهتك الخيام وانعدام المأوى، والنقص الحاد في وسائل التدفئة، وما يترتب عليه من مخاطر تهدد حياة النازحين في الخيام، كما تهدد من يقطنون مناطق معرضة لفيضان مياه الأمطار، أو مد أمواج البحر على الشاطئ. ويستند التقرير على المعلومات التي جمعها باحثو المركز، والمقابلات مع المسؤولين، والزيارات الميدانية لمراكز الإيواء والمخيمات، وإفادات سكان الخيام ممن قابلهم الباحثون، بالإضافة إلى الأرقام الصادرة عن جهات الاختصاص.