عند حوالي الساعة 06:00 صباح اليوم، تعرضت السيدة صباح السواركة 23 عاماً، من سكان منطقة السيفا المحاصرة شمال غرب بيت لاهيا، لوعكة صحية أدت لسوء حالتها الصحية، وهي حامل في الشهر الخامس، ما حدا بشخصيات اعتبارية في المنطقة بالاتصال بقوات الاحتلال وطلب سيارة إسعاف لنقلها للمستشفى، في ظل إغلاق المنطقة بشكل كامل منذ صباح الأربعاء 17/8/2005.
وبعد مماطلة أرسلت قوات الاحتلال سيارة إسعاف نقلت المريضة عبر الحدود الإسرائيلية إلى معبر بيت حانون (ايرز)، ومن هناك استلمها سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية انطلاقاً إلى مستشفى العودة، حيث تسببت تلك التعقيدات في اجهاضها.
الجدير ذكره أن عملية إرسال الإسعاف ونقلها للمستشفى استغرقت حوالي الساعتين ما أدى لسوء حالتها الصحية وإجهاضها.
عند حوالي الساعة 04:00 فجر اليوم، قامت قوات الاحتلال بمداهمة وتفتيش ستة منازل سكنية داخل منطقة السيفا المحاصرة، الواقعة شمال غرب بيت لاهيا، تعاني من الإغلاق الكامل لليوم الرابع على التوالي، دون أسباب معروفة ما يزيد من حالة السكان سوءاً، ويهدد حياتهم بشكل مباشر خاصة الأطفال والحالات المرضية التي تحتاج لرعاية صحية.
لم ترصد مصادر البحث الميداني تحركات هامة لقوات الاحتلال في محيط مستوطنات شمال غزة اليوم، بما يعني توقف أعمال الانسحاب.
الجدير ذكره أن مستوطنتي دوغيت ونيسانيت قد أفرغتا تماماً من مستوطنيها، في حين أن عائلة المستوطن فرحان وبعض العائلات الأخرى، وغيرهم من الرافضين للانسحاب ما زالوا يتواجدون في مستوطنة ايلي سيناي.
ألحق عزل قوات الاحتلال لمنطقة المواصي في خانيونس، أضراراً مادية كبيرة مني بها محصول الجوافة لهذا العام.
حيث حرمت قوات الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ومعظمها مزروعة بالخضار والفاكهة وتتطلب عناية يومية.
ويتصادف هذه الأيام مع موسم جني محصول الجوافة التي يتركز إنتاجها في مواصي خانيونس ورفح، وهي ضمن المناطق الصفراء المعزولة، إذ تقدر مساحة الأرض المزروعة بأشجار الجوافة فيها بين 6000-7000 دونم.
وبسبب الإغلاق المستمر لمواصي خان يونس ورفح وعزلها عن باقي القطاع، لم يتمكن المزارعون من الاستفادة من محصولهم السنوي من فاكهة الجوافة التي يعتمدون عليها في الدخل والتي تشكل حوالي 90% من الأراضي الزراعية في منطقة المواصي.
كما واصلت قوات الاحتلال عمليات التجريف للأراضي الزراعية في منطقة المواصي وخارجها وهذا كله اثر بشكل سلبي في الإنتاج الزراعي ومستوى معيشة المزارعين.
أوقفت قوات الاحتلال عملية إخلاء المستوطنين بسبب حلول عطلة 'السبت' اليهودية، على أن تواصل مهامها يوم غد الأحد بإخلاء أربعة مستوطنات هي: قطيف وعتصمونا ونيتساريم وما تبقى من العائلات في مستوطنة ايلي سيناي.
يشار إلى أن قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية أنهت إخلاء 17 مستوطنة من أصل 21 في قطاع غزة، إضافة إلى غينيم وكيديم في شمال الضفة الغربية، حتى اليوم.
شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحفر خنادق بعمق ثمانية أمتار شرقي المستوطنات التي تم إخلاؤها في مجمع غوش قطيف الاستيطاني، وسط وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تخريب مساحات من الأراضي الزراعية للفلسطينيين.
أقام آلاف من المواطنين الفلسطينيين صلاة الجمعة وصلاة شكر أمس مقابل الخط الأمني المحاذي لمستوطنات غرب رفح، وذلك بمناسبة رحيل المستوطنين عن غزة.
وأحاطت قوات كبيرة من الشرطة والأمن الفلسطيني بالمصليين لتأمينهم من الأبراج العسكرية التي بدت خلفهم.
أصدر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مرسومين رئاسيين اليوم، الأول يتعلق بالأراضي المحررة بعد الانسحاب الإسرائيلي، والثاني مرتبط الانتخابات التشريعية.
وقال الرئيس عباس خلال مؤتمر صحفي عقد في المركز الإعلامي المساند للانسحاب أن المرسوم الرئاسي الأول يتعلق بمستقبل 97% من الأراضي الحكومية التي أقيمت عليها المستوطنات الإسرائيلية لـ 38عاماً من الاحتلال، حيث يحرم استعمالها للأفراد أو الأشخاص، ووقع المرسوم اليوم بمناسبة مقابلة جيل من الشباب ليحافظ على هذه الأرض بقلبه وعينه وفؤاده، وبكل ما يملك، ولا بد أن نحميها ونحسن استغلالها لصالح الشعب الفلسطيني والمستقبل.
كما تحدث الرئيس عباس عن الخطوة القادمة والمتمثلة في الأراضي التي سينسحب منها الاحتلال في جنين وهي المرحلة الثانية من الانسحاب ثم الانسحاب من الأراضي التي احتلت بعد 28 سبتمبر، ويجب أن يتوقف الجدار والاستيطان وتهويد القدس.
وقال الرئيس: 'قررنا الاستفادة من ما كانت تسمى مستوطنة موراج لبناء 3000 منزل ضمن مشروع سكني على حساب الشيخ خليفة بن زايد، وما كان يسمى نتساريم فستستعمل امتداداً للميناء وظهيراً له'.
وأكد الرئيس أن'ما نحققه هنا يعود الفضل فيه إلى شهدائنا الأبرار، وتحية لكل عائلات الشهداء لأنهم هم الذين عبدوا لنا الطريق وأناروا لنا الدرب لنصل إلى هذه اللحظة، وكل الجرحى والمعاقين الذين نراهم أحياء وأموات في نفس الوقت وهم بحاجة إلى رعاية خاصة من المجتمع وخاصة من السلطة' منوهاً إلى أن السلطة قررت مشاركة الجرحى في 5% من الوظائف العمومية ليشعروا أنهم عناصر فاعلة في هذا الوطن'.
وأرجع الرئيس عباس الفضل في الانسحاب الإسرائيلي إلى كافة الأسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال قائلاً' هؤلاء الأسرى قادة وكوادر وقرابة 10 آلاف أسير آن لهم آن يترجلوا وآن لهم آن يخرجوا من وراء القضبان ويتنسموا نسائم الحرية، ويجب أن نستمر في نضالنا حتى لا يبقى إنسان واحد وراء السجون الإسرائيلية'.
أكد مدير البنك الدولي في فلسطين، نايجل روبرتس، أن خطة الإخلاء من شأنها أن تجلب المنافع الاقتصادية لقطاع غزة، إذا ما كان اليوم الذي يلي الانسحاب يشهد حرية اقتصادية أكثر مما كان عليه الحال في السابق من خلال حدود مفتوحة مع مصر وإسرائيل والعالم، عبر كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية وتوفير طريق يصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، منوها إلى أن حرية حركة الفلسطينيين والبضائع في المعابر والميناء والمطار شرط أساسي من أجل تحقيق انتعاش اقتصادي في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وحذر روبرتس خلال مؤتمر صحفي في غزة من عودة سياسة الإغلاق الإسرائيلية مرة أخرى، مستشهدا بآثار الإغلاق والحصار الاقتصادي الذي فرضته إسرائيل خلال الانتفاضة والذي ترك أثارا سلبية خطيرة جدا على الاقتصاد الفلسطيني.