أخبار صحفية

الخدمات الصحية في مدينة رفح ... الواقع والحلول

مركز الميزان ينظم لقاءً جماهيرياً ضمن برنامج واجه الجمهور

    Share :

20 ديسمبر 2016 |Reference 90/2016

نظم مركز الميزان لحقوق الإنسان لقاءً جماهيرياً ضمن برنامج واجه الجمهور بعنوان (الخدمات الصحية في مدينة رفح ... الواقع والحلول) صباح اليوم الثلاثاء الموافق 20/12/2016 في قاعة قصر الشوق في مدينة رفح، بحضور عدد كبير من المواطنين من المدينة والمهتمين والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني. ويأتي هذا اللقاء في إطار استجابة المركز لشكاوى ومناشدات من سكان المدينة حول واقع الخدمات الصحية.

حيث افتتح اللقاء أ. محمد عبد الله مسؤول مدينة رفح في مركز الميزان لحقوق الإنسان مرحباً بالحضور المشاركين، وأشار إلى أهمية اللقاء لارتباطه بالحق في الصحة وهو حق أساسي من حقوق الإنسان لا غنى عنه للتمتع بالحقوق الأخرى، لا سيما الحق في الحياة، وعدم التمييز، والمساواة، ونوه إلى أن مركز الميزان يحاول من خلال هذا اللقاء إلى خلق قنوات التواصل المباشرة بين المواطن والمسؤول لطرح المشكلات العامة والتشجيع على المشاركة في صنع القرار، وإعطائهم فرصة للاشتراك في البحث ومناقشة حلول للقضايا التي تمس بحقوقهم. وفي نفس الوقت تعد فرصة لاطلاع المواطن على دور الجهات الحكومية والأهلية المختلفة في العمل عل متابعة احتياجاتهم الأساسية.

وفي مداخلته تقدم د/ عاطف الحوت مدير مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في مدينة رفح، بالشكر إلى مركز الميزان لحقوق الإنسان لمتابعته قضية هامة بالنسبة لجميع سكان مدينة رفح، وتحدث عن المراكز الصحية في المدينة والمعايير التي يتم من خلالها تقييم العمل الصحي ومقارنته مع غيرها من المناطق في قطاع غزة.

وأشار د/ الحوت إلى الخدمات الصحية التي قدمها مستشفى النجار خلال العام 2015، بالمقارنة بباقي المستشفيات في قطاع غزة، مؤكداً أن الإحصائيات وعدد المستفيدين والمراجعين دليل واضح على أهمية المستشفى بالنسبة لسكان مدينة رفح، منوهاً إلى نقص الإمكانيات والموارد والكادر الطبي في المستشفى، وأن عدد الأسرة والإمكانيات المتوفرة لا تكفي لاستقبال المرضى والمراجعين، وعدم توفر عدد من الأقسام الهامة في المستشفى مثل قسم العناية المركزة، وقسم الحروق، وقسم الأعصاب، وقسم القلب)، الأمر الذي يحتم على إدارة المستشفى تحويل عدد كبير من الحالات إلى مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس، كما أشار أن وزارة الصحة تتعامل مع المستشفى وفق عدد الأسرة في صرف المستلزمات الطبية، ولا يراعى بذلك احتياجات سكان رفح.

وفي نهاية كلمته ناشد الدكتور عاطف الحوت السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق على الإسراع في اتخاذ خطوات حقيقية لتغيير واقع الخدمات الصحية في مدينة رفح.

ومن جانبه أكد أ. احمد المدلل، مسؤول اللجنة الإعلامية في جمعية أصدقاء مجمع رفح الطبي على تدهور واقع الخدمات الصحية في مدينة رفح، الأمر الذي دفع إلى تشكيل هيئة تأسيسية لمجمع رفح الطبي وتأسيس جمعية أصدقاء مجمع رفح الطبي للمطالبة بتحسين واقع الخدمات الصحية المقدمة لسكان مدينة رفح البالغ عددهم 250000 نسمة، وتحدث المدلل عن عمل اللجنة ودورها في تفعيل ومتابعة قضية تدهور الخدمات الصحية في مدينة رفح منذ سنوات والاتصالات واللقاءات التي أجرتها اللجنة، وأشار إلى أن وزارة الصحة وحكومة التوافق قدمت وعود بالعمل على وضع حجر الأساس لمجمع طبي في مدينة رفح وخصصت مبلغ يقدر بحوالي 24 مليون دولار للمباشرة العمل، ولكن هذه الوعود لم تتحقق علماً بأن سلطة الأراضي خصصت قطعة أرض بمساحة 42 دونم غرب مدينة رفح للمجمع الطبي، وأشار إلى أن اللجنة ستواصل جهودها لتحقيق هدفها في تحسين واقع الخدمات الصحية في مدينة رفح.

وفي كلمته تقدم د. جمال الهمص مسؤول تجمع النقابات المهنية في رفح، بالشكر لمركز الميزان على هذا اللقاء وأشار إلى أن واقع الخدمات الصحية في مدينة رفح يعاني من أزمة حقيقية ويحتاج إلى تدخل سريع وحلول لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والتي تمس حقهم في الصحة.

وأشار إلى أن واقع الخدمات الصحية في رفح تدهور بشكل تدريجي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وبأن الحكومات المتعاقبة لم تبدي اقتناعها بأن مدينة رفح بحاجة إلى مستشفى، ولم تتوفر الإرادة الحقيقية لإنشاء مستشفى تتوفر فيه كافة الإمكانيات لاستقبال المرضى وحالات الطوارئ في مدينة رفح.

كما أشار إلى أن واقع الخدمات الصحية في مدينة رفح لا يحتمل الانتظار لسنوات وهي فترة إنشاء مجمع طبي متكامل، ولتحسين واقع الخدمات الصحية وضعت لجنة أصدقاء مجمع رفح الطبي خطة استراتيجية مكونة من ثلاثة مراحل وأشار الهيا كما يلي: خطوات قصيرة المدى وتتمثل في تحسين الخدمات المقدمة في مستشفى أبو يوسف النجار، وأن يعمل كل من مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى ناصر الطبي على استقبال الحالات من مدينة رفح وتقديم الخدمات الصحية لها بشكل كامل، وأن يتم تجهيز مركز أبو الوليد الصحي لاستقبال الحالات الغير طارئة في مدينة رفح، وفي الخطوات متوسطة المدى العمل على توسيع الخدمات الصحية المقدمة في المستشفى الإماراتي ليصبح مستشفى الولادة والأطفال في مدينة رفح ويتم تجهيزه لتقديم الخدمات الصحية للأطفال، أما الخطوات بعيدة المدى تتمثل في إنشاء مجمع طبي متكامل لمدينة رفح.

 ومن ثم فتح الأستاذ محمد عبد الله المجال لمداخلات الجمهور التي تركزت حول واقع الخدمات الصحية في رفح وطرحوا عدة أسئلة تتعلق بسبب التأخر في اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين واقع الخدمات الصحية، وعن دور اللجان والجهات المختلفة في الضغط والمناصرة لتحسين واقع الخدمات الصحية، كما أوضح عدد من الجمهور أنماط المعاناة التي يتعرضون لها في سبيل تلقيهم الخدمات الصحية.

هذا واختتم عبد الله اللقاء بعد توافق الحضور والمتحدثين حول ضرورة إيجاد حلول عاجلة وخطوات عملية لواقع الخدمات الصحية في المدينة، وأن يتم ذلك من خلال المتابعة المستمرة من قبل السكان والمتحدثين ومركز الميزان مع الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الصحة الفلسطينية، هذا وقد تميز اللقاء بالحضور الفعّال والمشاركة الإيجابية.

انتهي