بيانات صحفية

قوات الاحتلال تواصل فرض حصارها المشدد على بلدة بيت حانون لليوم الخامس على التوالي

    Share :

3 يوليو 2004 |Reference 39/2004

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها المشدد الذي فرضته على بلدة بيت حانون، شمال غزة، قبل خمسة أيام.
وتواصل استخدام القوة المفرطة والمميتة بحق السكان المدنيين في البلدة، حيث قتلت ستة فلسطينيين وجرحت حوالي (70) شخصاً من بينهم (40) طفلاً، فيما أتت الجرافات على حوالي (700) دونماً من الأراضي المزروعة بالحمضيات والزيتون، في المناطق الشرقية من بلدتي بيت حانون وجباليا.
  توغلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة الخامسة من فجر يوم الثلاثاء الموافق 29/6/2004م، بحوالي (35) آلية عسكرية، وفرضت حصاراً مشدداً على بلدة بيت حانون، حيث أغلقت مداخل البلدة الواقعة على شارع صلاح الدين غرباً، والمنطقة الصناعية ومنطقة أبو صفية جنوباً، وواصلت سيطرتها على المناطق المحاذية لخط التحديد الفاصل شرقاً.
وشرعت في أعمال تجريف للأراضي الزراعية الواقعة شرقي بلدتي بيت حانون وجباليا حيث بلغت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة حوالي (700) دونماً من بينها (600) دونماً من أراضي بيت حانون الشرقية.
كما استخدمت قوات الاحتلال قوة مفرطة ومميتة في تعاملها مع المدنيين، لاسيما الأطفال الذين تظاهروا سلمياً أمام تلك القوات، ما أدى إلى مقتل ستة فلسطينيين، من بينهم طفلين لم يتجاوزا الثامنة عشر من العمر.
والشهداء هم: راسم خليل عدوان، (26) عاماً، تحولت جثته إلى أشلاء، محمد أحمد ضيف الله، (21) عاماً، عيار ناري في الرأس، وهما من سكان بيت حانون، إسماعيل نبهان، (26) عاماً، أعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم، عطية محمد العجرمي، (19) عاماً، عيار ناري في الرقبة، إيهاب عبد الكريم شتات، (9) سنوات، عيار ناري في القلب، وهم من سكان جباليا، حمزة ناهد حبوش، (15) عاماً، عيار ناري في الصدر، من سكان مدينة غزة.
  وتفيد تحقيقات المركز أن الشهيد ضيف الله قتل وهو على سطح منزله، المجاور لمنزل ممدوح الكفارنة الذي استولت عليه القوات الخاصة واتخذته كموقع لأعمال القنص، أما الشهيد شتات فقد قتل بينما كان يلهو أمام منزله، فيما قتل الآخرون خلال تجمعهم في أماكن تواجد تلك القوات، كما أن الانفجار الذي أودى بحياة عدوان بقيت ظروفه غامضة.
  وأظهرت قوات الاحتلال عدم اكتراثها بحياة المدنيين، بل وتعمد القتل، حيث استهدفت الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المروحية تجمعاتٍ للأطفال في مرتين على الأقل، الأولى عند حوالي الساعة 3:45 من مساء الخميس الموافق 1/7/2004، والثانية عند حوالي الساعة 4:30 من مساء اليوم نفسه، عند محطة حمودة للبترول، ما أدى إلى إصابة ثمانية أطفال بجروح متفاوتة، وصفت جراح اثنين منهما بالخطيرة.
كما كررت الطائرات المروحية إطلاق النار المتعمد تجاه منازل المواطنين المدنيين في حي تل الزعتر.
  وتواصل قوات الاحتلال أعمال التجريف والتدمير شرقي جباليا، في محيط مقبرة الشهداء، حيث توغلت في المنطقة عند حوالي الساعة الواحدة من فجر الخميس 1/7/2004، بقوة مكونة من عشرة آليات عسكرية، لا تزال تتمركز في المنطقة حتى صدور هذا البيان.
مركز الميزان لحقوق الإنسان، إذ يعبر عن استنكاره الشديد للعدوان الإسرائيلي المتواصل على السكان المدنيين، فإنه يحذر من استمرار حالة الصمت تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في ظل تواصل تصريحات قوات الاحتلال التي تؤكد إعادة احتلالهم لمدينة بيت حانون ومحيطها، إلى أن يتم الانسحاب من قطاع غزة بحلول نهاية العام 2005 وفقاً للحكومة الإسرائيلية.
ويرى المركز أن حصار بيت حانون يؤثر سلباً على جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكانها الذين يعمل معظمهم ويدرس في مدينة غزة، ولا يتوفر في البلدة مستشفى.
كما أن استمرار أعمال التجريف في الوقت الذي يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، فإنه يسهم في إدخال أعداد كبيرة إلى دائرة البطالة والفقر، وفي مزيد من التدهور لحالة حقوق الإنسان في البلدة.
  إن التحقيقات الميدانية التي يجريها المركز تثبت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أعمال القتل والتدمير بشكل منظم ولا تكترث لحياة السكان المدنيين، ويؤكد على أن مواصلة قوات الاحتلال تصعيدها الخطير للجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، ليس إلا نتيجة لاستمرار تسييس المجتمع الدولي لمعاناة السكان الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتعامل مع دولة الاحتلال بمعايير مزدوجة تجعل منها دولة فوق القانون.
  عليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته والوفاء بالتزاماته القانونية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية للسكان المدنيين وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا أو أمروا بارتكاب هذه الجرائم.
انتهى