بيانات صحفية
10 سبتمبر 2004 |Reference 56/2004
منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) من اجتياز معبر بيت حانون (إيرز) أثناء توجهه للضفة الغربية المحتلة.
فيما تواصل تصعيد عدوانها ضد السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أسفر توغلها في منطقتي خانيونس ودير البلح، عن تدمير عشرات المنازل السكنية وإصابة (11) فلسطينياً بجروح.
ووفقاً لمصادر وكالة الغوث الدولية فقد منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء الموافق 1/9/2004، المفوض العام للأمم المتحدة، السيد بيتر هانس، من الوصول إلى القدس، عبر معبر بيت حانون (إيرز) لحضور اجتماعات مهمة هناك، خصصت لبحث موضوع إعانات الوكالة لمتضرري رفح والمناطق الأخرى، تحت ذريعة إغلاق المعبر حتى إشعار آخر.
وتوغلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 10:40 مساء الأربعاء الموافق 1/9/2004، بقوة قدّر قوامها بحوالي 25 دبابة وأربع جرافات في الحي النمساوي الواقع غربي مدينة خانيونس، منطلقة من مستوطنة 'نفيه ديكاليم'، تحت غطاء الطائرات وقذائف المدفعية، وباشرت بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الواقعة في محيط الحي، وأمرت سكان الحي بمغادرة منازلهم والتجمع في مدرسة قريبة.
وعند حوالي الساعة الخامسة من فجر الخميس 2/9/2004، فجرت تلك القوات بنايتين سكنيتين من بنايات الحي، بعد أن زرعتها بالمواد الناسفة، واستمرت في إطلاق النار المكثف خلال عمليات التجريف والهدم قبل أن تنسحب عند حوالي الساعة السادسة من صباح الخميس نفسه، مخلفة خسائر وأضرار جسيمة، يمكن إجمالها في ما يلي:
إصابة (7) فلسطينيين بجراح مختلفة، وصفت بالمتوسطة والطفيفة، بينها طفل دون سن الثامنة عشرة.
نسف البنايتين رقم (1- 3) بشكل كلي، تتكون كل منهما من خمس طبقات، وتضمان 36 شقة سكنية كان يسكنها حوالي 180 فرداً، هجروا منازلهم في أوقات سابقة تحت وطأة القصف ولم يتبقى سوى أربعة عائلات، يبلغ عدد أفرادها 25 فرداً.
إصابة 14 منزلاً سكنياً بأضرار في مخيم خانيونس المجاور، وفي المنطقة الواقعة غربي الحي النمساوي، منها منزل أحرق بشكل كلي، و13 منزلاً تضررت بشكل جزئي، كان يقطنها 15 عائلة تتكون من حوالي 100 فرداً، جراء الإطلاق الكثيف والعشوائي لنيران في محيط المكان.
تضرر مجمع ناصر الطبي- الذي يضم مستشفيي ناصر ومبارك- حيث حطمت معظم نوافذ المباني الطبية، خاصة أقسام الكلية الصناعية، وقسم المهمات الطبية، والمكتبة، والمبنى الإداري، والمخازن، وكانت قذيفة قد سقطت جنوبي هذا المجمع، وتسببت في وقوع معظم الأضرار.
هدمت قوات الاحتلال السور الخارجي لمسجد 'الألباني' الواقع إلى الغرب من الحي النمساوي، متسببة بأضرار في مرافقه، ومعظم نوافذه.
وعند حوالي الساعة 1:50 من فجر يوم الخميس الموافق 2/9/2004م توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقوة قدّر قوامها بحوالي 6 دبابات، و3 جرافات، في شارع أبو عريف، وشرعت الجرافات بأعمال تجريف للأراضي الزراعية، ألحقت أضراراً جسيمة بشبكتي الهاتف والكهرباء، وأقامت سواتر ترابية على الطريق.
واقتحمت عند حوالي الساعة 7:00 صباحا منزل فؤاد السيد سليمان أبو مصبح (67 عاما) المكون من 4 طوابق، واحتجزوا سكانه في غرفة واحدة، واتخذوا سطح منزله كثكنة عسكرية تطلق منها النار تجاه كل ما يتحرك، ما أوقع أربعة جرحى في صفوف المدنيين من بينهم طفلين دون سن الثامنة عشر.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر ما تقترفه قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات منظمة وجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، ومعايير حقوق الإنسان، كعمليات هدم المنازل السكنية وتجريف الأراضي الزراعية واستخدام القوة المفرطة والمميتة بحق المدنيين، فإنه يؤكد على أنها جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
ويرى المركز في منع وإعاقة مرور مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين على معبر بيت حانون (إيرز) استهدافاً مقصوداً، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها المفوض العام، حيث تعرض لإعاقة مروره أكثر مرة وكان آخرها تعرض موكبه لإطلاق النار عندما حاول دخول بيت حانون خلال اجتياحها الأخير، الأمر الذي يرى فيه المركز استهدافاً لوكالة الغوث ومحاولة لوقف عمل المؤسسات الدولية وإخافة موظفيها، في ظل تردى الواقع الإنساني بالنسبة للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
عليه يطالب مركز الميزان المجتمع الدولي لاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالكف عن حالة الصمت التي تميز موقفها تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقيام بواجبها القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لهم.
انتهــــــى