واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ولاسيما المزارعين وسكان المنازل التي تقع في نطاق يتجاوز كيلو متر على امتداد الحدود الشمالية والشرقية للقطاع، وذلك في إطار محاولاتها لفرض منطقة أمنية عازلة يمنع الوصول إليها.
وتستخدم قوات الاحتلال قوة مفرطة ومميتة ضد المدنيين من سكان هذه المناطق، بما في ذلك المزارعين ممن يمتلكون أراض زراعية فيها.
وقد قتلت قوات الاحتلال المزارع شعبان قرموط عصر أمس الاثنين في مدينة بيت حانون أثناء عمله في أرضه.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يستنكر هذه الجريمة ويطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة.
فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حدود الفصل شمال قطاع غزة نيران أسلحتها بكثافة عند حوالي الساعة 14:05 من مساء يوم الاثنين الموافق 10/1/2011 تجاه عدد من المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا في مزارعهم، في منطقة الشوبكي، الواقعة شمال مدرسة الزراعة شمالي مدينة بيت حانون، في محافظة شمال غزة.
وقد كانوا على مسافة تقدر بـ 550 متراً من الحدود، وتسبب إطلاق النار في قتل المزارع: شعبان محمد شاكر قرموط (64 عاماً)، مـتأثراً بجراحه بعد إصابته بعيار ناري أسفل الرقبة، أعلى الصدر، حيث فارق الحياة بعد مرور أقل من ساعة على إصابته في مستشفى بيت حانون.
وتفيد التحقيقات الميدانية التي قام بها مركز الميزان لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها تجاه المزارع بشكل مفاجئ، وفي وقت ساد فيه الهدوء بعد مغادرة وفد أجنبي كان يزور المكان.
والجدير ذكره أن قرموط يرعى أرضاً زراعيةً يملكها في المكان، ويسكن المنطقة نفسها، وهو وجه معروف هناك.
وتحاول قوات الاحتلال فرض منطقة أمنية عازلة داخل قطاع غزة بالقوة، وتستهدف المدنيين من سكان المناطق القريبة من الحدود، والمزارعين، وجامعي ركام الأبنية المهدمة بشكل مستمر، ما يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين بهذا الشكل.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي، ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، فإنه يشدد على أن إصرار قوات الاحتلال على تقييد قدرة الفلسطينيين من سكان المناطق الحدودية أو من يملكون أراضي زراعية فيها على الوصول إليها وحرمانهم منه عبر استمرار استهدافهم المتعمد بالقتل ينطوي على انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي.
وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمل في ذلك قطاع غزة، ومنع قتل وإيذاء المدنيين وسبل عيشهم في إطار مخططات قوات الاحتلال بإقامة منطقة أمنية عازلة لما يشكله ذلك من انتهاك للقانون الدولي ولآثاره الإنسانية الكارثية على سكان القطاع.
  انتهى