بيانات صحفية
5 يناير 2005 |Reference 2/2005
تواصل قوات الاحتلال مسلسل انتهاكاتها المنظمة والواضحة لحقوق الإنسان الفلسطيني في مطلع العام الجديد 2005، وذلك من خلال استهدافها للسكان المدنيين والأطقم الطبية والصحفية، فبعد ارتكابها جريمة بحق عدد من الأطفال شمال بيت لاهيا، فتحت تلك القوات نيران أسلحتها تجاه موقع قوات الأمن الوطني الواقع عند مدخل معبر بيت حانون (إيرز)، فأصابت منهم ثلاثة، وقتلت فلسطينياً تواجد في المكان، ثم احتجزتهم جميعاً (ثلاثة عشر فرداً)، وأغلقت المعبر في وجه الحجاج والصحفيين والأجانب والعمال.
كما قتلت فلسطينياً وأصابت خمسة آخرين خلال توغل قوة خاصة لها شرقي مدينة غزة.
فتحت قوات الاحتلال الاسرائيلي نيران أسلحتها الثقيلة والخفيفة وقذائف مدفعيتها عند حوالي الساعة 12:35 من فجر اليوم الأربعاء 5/1/2005 تجاه مقر قوات الأمن الوطني الواقع عند مدخل معبر بيت حانون (إيرز)، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد الموقع بجروح مختلفة وهم: هاني داوود (28 عاماً) اصابة خطيرة- محمد مطر (27 عاماً) – عبد الله شاهين (21 عاماً)، وجميعهم أصيبوا في أنحاء متفرقة من الجسم، كما قتلت فلسطينياً تواجد في المكان وهو/ أمجد خالد النجار (18 عاماً) من سكان مخيم جباليا، كما فتحت نيرانها عند حوالي الساعة 1:15 فجراً، تجاه أطقم الإسعاف الفلسطينية عند وصولها لإنقاذ الجرحى، جاء هذا مصاحباً لتقدم 5 آليات إسرائيلية مقابل بوابة المنطقة الصناعية وصنعت سواتر ترابية أغلقت بموجبها شارع صلاح الدين الواصل للمعبر، ومن ثم انتشرت في محيط المكان بحثاً عن أفراد في المقاومة الفلسطينية، حيث قامت بنقل الجرحى من أفراد الأمن الوطني إلى المستشفيات داخل الخط الأخضر بعد أن تركوا ينزفون لمدة ساعة تقريباً، واحتجزت أفراد الأمن الوطني الذين تواجدوا في الموقع (وعددهم 13 فرداً)، واقتادتهم إلى ساحة واسعة حيث تقوم بالتحقيق معهم منذ الساعة 1:30 فجراً وما زال الوضع على ما هو عليه حتى لحظة إصدار البيان.
هذا ومنعت قوات الاحتلال حجاج بيت الله الحرام من التوجه إلى مناسك الحج عبر معبر إيرز – كمكان بديل بعد إغلاق معبر رفح- وذلك بعد إغلاق المعبر بشكل كامل، وهو ما يهدد بمنع سفر عدد كبير من الحجاج وعدم مرورهم لقضاء مناسكهم وشعائرهم الدينية المنصوص عليها في كافة الأعراف والمواثيق الدولية، يذكر أن قوات الاحتلال منعت قرابة ال800 حاج من المرور عبر المعبر بعد هذه العملية العسكرية التي نفذتها في المكان.
وفي مكان آخر توغلت قوة إسرائيلية خاصة في محيط مصنع الحاج فضل للباطون شرقي مدينة غزة عند حوالي الساعة 4:30 مساء أمس الثلاثاء 4/1/2005م، فاتحةً نيران أسلحتها تجاه منازل السكان المدنيين وعدد من المزارعين الذين تواجدوا في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد/ محمد نادر هاني خليفة (24 عاماً)بعد إصابته بعيار ناري في البطن أثناء تواجده على باب منزله الكائن في نفس المنطقة، وإصابة خمسة فلسطينيين من المزارعين بإصابات متفاوتة، وانسحبت تلك القوة عند حوالي الساعة 5:00 مساء اليوم نفسه.
وحول إطلاق قوات الاحتلال النيران تجاه الإسعافات الفلسطينية في محيط معبر بيت حانون، أفاد خليل مصطفى حسن الصيداوي (ضابط إسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية) : ' عند حوالي الساعة 1:05 استنجد بنا أفراد موقع الأمن الوطني حيث كان من بينهم مصابين، هرعت وعدد من سيارات الإسعاف إلى معبر بيت حانون - مكان الحدث- وقفت بسيارة الإسعاف بانتظار التنسيق مع الجانب الإسرائيلي حتى يسمح لنا بالدخول، ففوجئت بعدد من الآليات الإسرائيلية تتجه نحونا، ثم قامت بإطلاق النار تجاه سيارات الإسعاف رغم تشغيلها (للسارينا واللواح)، كان الرصاص يضرب بالرمال المحيطة بمكان تواجدي والإسعافات (تواجد في المكان سبع سيارات إسعافات تتبع وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني) كما سقط أمامي أيضاً، ثم أبلغني ارتباط الصحة بأن أنسحب والإسعافات من المكان وذلك بإيعاز من قوات الاحتلال،ففعلنا ذلك عند الساعة 3:00 فجراً، وعلمت بعد ذلك أن المصابين نقلوا إلى مستشفيات داخل الخط الأخضر، في لا يزال هناك شهيد في أرض المكان.
'
مركز الميزان لحقوق الإنسان، إذ يستنكر الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة ضد السكان المدنيين والأطقم الطبية الفلسطينية كذلك منع الحجاج من المرور، فإنه يؤكد أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان، لاسيما الحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية والحق في التنقل والسفر.
ويؤكد المركز أن انتهاك قوات الاحتلال لحقوق الفلسطينيين، يشكل تحللاً من التزاماتها التعاقدية وفقاً للعهد الدولي، الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكفل حرية التنقل والسفر، والتي تؤسس لها المادة 12 من هذا العهد، وكذلك حرية كل شخص في التعبد وإقامة الشعائر الدينية لأي دين يعتنقه، والتي تؤسس لها المادة 18 من العهد ذاته.
وفي الوقت نفسه يؤكد المركز أن هذا الانتهاك يأتي في سياق انتهاكات قوات الاحتلال الخطيرة لقواعد القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب.
عليه يطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والضغط على دولة الاحتلال للسماح للحجاج بالسفر لأداء فريضة الحج، التي لا يمكن أداؤها إلا مرة واحدة في العام.
انتهى