واصلت قوات الاحتلال تصعيد عدوانها على السكان المدنيين في قطاع غزة، حيث تواصلت أعمال القصف المدفعي العشوائي التي تقوم به مدفعية الدبابات المرابطة على حدود قطاع غزة الشمالية والشرقية، فيما قصفت الزوارق الحربية شواطئ القطاع الجنوبية، وقصفت الطائرات الحربية ورشة خراطة في مدينة غزة.
  وحسب تحقيقات المركز الميدانية فقد قصفت قوات الاحتلال، عند حوالي الساعة 12:5 من فجر اليوم الثلاثاء الموافق 18/4/2006 ورشة للخراطة تقع بالقرب من مفترق عسقولة في حي الزيتون في مدينة غزة، بصاروخ واحد من طائرة أباتشي، ما ألحق أضراراً جسيمة بالورشة، التي تعود ملكيتها للمواطن موسى رمضان موسى البنا، البالغ من العمر (58) عاماً، وهو من سكان حي التفاح في مدينة غزة.
  هذا وفتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران رشاشاتها بشكل مكثف، عند حوالي الساعة 20:20 من مساء يوم الاثنين الموافق 17/4/2006، تجاه شاطئ البحر في مدينة رفح، ثم أطلقت عدة قذائف مدفعية تجاه الشاطئ نفسه.
  كما قصفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق جباليا ، عند حوالي الساعة 18:40 من مساء الاثنين الموافق 17/4/2006، حوالي (10) قذائف مدفعية، سقطت على بعد حوالي 100 متر إلى الشرق من منازل السكان المدنيين في مدينة الشيخ زايد، ما أسفر عن استشهاد الطفل: ممدوح محمد عبيد (15 عاماً)، وإصابة الطفلين: عمار أبو الكاس (15 عاماً)، بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم، ومحمد حمدي أبو طبق (15 عاماً)، بشظية في الفخذ الأيسر، بينما كانوا يلعبون في أرض خالية تحاذي منطقة سكناهم.
  وعادت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق جباليا للقصف، عند الساعة السابعة من مساء الاثنين الموافق 17/4/2006، حيث أطلقت حوالي (23) قذيفة، سقطت قرب منازل السكان المدنيين، الواقعة في شارع القواسمة في منطقة سكنة فدعوس شمال بلدة بيت لاهيا، دون وقوع إصابات، كما سقط بعضها في أحواض الصرف الصحي القريبة من المنطقة، ما يهدد بوقوع كارثة بيئية، إذا ما تسربت المياه إلى خارج الأحواض، التي تفصلها عن المناطق السكنية المحيطة سواتر ترابية.
  مركز الميزان لحقوق الإنسان يستنكر عمليات القصف التي تقوم بها قوات الاحتلال وتستهدف مدنيين ومنشآت مدنية والتي يحظرها القانون الدولي.
كما يؤكد المركز أن استمرار سياسة الحصار المفروض على قطاع غزة، التي تهدف إلى المساس بمصادر عيش الفلسطينيين، ما هي إلا عقاب جماعي يهدف لالحاق الأذى بالفلسطينيين وتدمير اقتصادهم.
وينظر المركز بخطورة بالغة إلى سقوط القذائف الإسرائيلية داخل وفي محيط أحواض تجميع الصرف الصحي الكائنة في قرية أم النصر شمال بيت لاهيا، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة بيئية في المنطقة.
ويرى المركز أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب بموجب القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة المخصصة لحماية المدنيين في زمن الحرب، تفرض على الأطراف السامية الموقعة على الاتفاقية ملاحقة مرتكبيها ومن أمروا بارتكابها.
  عليه فإن المركز يطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بواجباته القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية المتواصلة، خاصة عمليات القصف العشوائي المتصاعدة على طول الحدود الشرقية والشمالية والشريط الساحلي لقطاع غزة.
كما يؤكد المركز على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي إلى عمل جاد لإلزام دولة الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي في تعاملها مع السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمهيداً لإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية المحتلة.
  انتهـــى