بيانات صحفية
5 أبريل 2007 |المرجع 31/2007
جددت قوات الاحتلال من عمليات التوغل في قطاع غزة، حيث توغلت مرتين خلال اليومين الماضيين في المنطقة الواقعة شرق بيت حانون، ما أسفر عن مقتل شخص بشكل متعمد، وإصابة أخر واعتقال ثالث، كما فارقت طفلة فلسطينية الحياة متأثرة بجراح كانت قد أصيبت بها في اجتياح سابق لمخيم جباليا في العام 2004.
يأتي ذلك في الوقت الذي يهدد فيه مسئولين عسكريين إسرائيليين بشن حملة عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تصعيد انتهاكات حقوق الإنسان في القطاع.
وبحسب مصادر البحث الميداني في المركز فقد توغلت قوة إسرائيلية خاصة، عند حوالي الساعة 11:40 من صباح يوم الأربعاء الموافق 4/4/2007، في منطقة القطبانية شرق بيت حانون، بمحاذاة حدود الفصل الشرقية، لمسافة 500 متراً داخل حدود قطاع غزة، وفتحت نيران أسلحتها تجاه بعض مجموعة من الشبان ومزارعين الذين تواجدوا في محيط المكان، ما أسفر عن إصابة رامز عوض الله موسى الزعانين، البالغ من العمر (23) عاماً، الذي قضى بسبب منع جنود الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليه.
كما أصيب في الحادث المزارع عوض عبد السلام سلامة سعادة، البالغ من العمر (54) عاماً، بعيار ناري في الساق اليسرى، وابنه محمد، البالغ من العمر (20) عاماً، بعيار ناري في الساق اليمنى.
واعتقلت القوة الأخير واقتادته إلى جهة غير معلومة.
وتفيد التحقيقات الميدانية أن رامز الزعانين قد أعدم بعد إصابته في الفخذ، حيث حاول أحد رفاقه مساعدته قبل أن يطبق عليه الجنود وينقلوه على حمالة إلى مكان قريب بعد الاعتداء عليه بالضرب.
وقد نشر نبأ وفاته بعد أكثر من ساعة، حيث لاحظ لدى معاينة جثمانه في المستشفى أنه تعرض لإطلاق رصاصتين في الرأس، ما يشير إلى أنه أعدم بعد إلقاء القبض عليه وهو مصاب في الفخذ فقط، وكان واعياً وقادراً على الكلام.
وعند حوالي الساعة 12:10 من بعد منتصف يوم الأربعاء نفسه عززت قوات الاحتلال من تواجدها في المنطقة بقوة مكونة من خمس آليات عسكرية وجرافات، وسط إطلاق نار كثيف للأعيرة النارية قذائف المدفعية.
وباشرت الجرافات بأعمال تسوية وتجريف للأرض في المنطقة، إلى أن انسحبت عند حوالي الساعة 4:00 من مساء اليوم نفسه.
وفي سياق متصل توغلت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 8:00 من صباح يوم الخميس الموافق 5/4/2007، بقوة مكونة من أربع جرافات ودبابتين، شرق بلدة بيت حانون، حيث قامت بأعمال التسوية والتجريف بمحاذاة حدود الفصل الشرقية، انطلاقاً من منطقة زمو جنوباً، ومروراً بمناطق القطبانية والقطاع والأحمر والبورة شمالاً، ولمسافة 200 متراً داخل حدود قطاع غزة.
هذا وما زالت هذه القوة تتواجد في المنطقة حتى لحظة إصدار البيان.
وقد أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية، عند حوالي الساعة 6:00 من صباح اليوم الخميس الموافق 5/4/2007، عن وفاة الفتاة تحرير هشام شعبان أبو الجديان، البالغة من العمر (17) عاماً، متأثرةً بجراحها التي كانت قد أصيبت بها في الرأس بتاريخ 4/10/2004، أثناء اجتياح الاحتلال للأطراف الشرقية من مخيم جباليا، وذلك أثناء تواجدها في منزلها الكائن شرق مدارس الوكالة في بلوك 4 بالمخيم.
مركز الميزان يستنكر تجدد التوغلات الإسرائيلية في قطاع غزة، واستخدام القوة المفرطة وغير الضرورية، ما أدى إلى قتل وإصابة مدنيين.
كما يعبر المركز عن قلقه العميق تجاه استمرار إغلاق إسرائيل لقطاع غزة، والتصريحات الإسرائيلية التي تتوعد القطاع بعمليات عسكرية واسعة تحت مبررات واهية، حيث تفيد التجارب السابقة أن عدم اكتراث تلك القوات بالقانون الإنساني ومعايير حقوق الإنسان أدى إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق السكان المدنيين.
ويجدد المركز تأكيده على أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكّل انتهاكات جسيمة ومنتظمة لقواعد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لاسيما الاستخدام العشوائي والمفرط للقوة ضد المدنيين والأعيان المدنية، كذلك فرض القيود على حرية التنقل وإغلاق المعابر بشكل متكرر.
عليه، فإن المركز يجدد تأكيده على أن استمرار حالة الصمت الدولي تشكل تشجيعاً لتلك القوات للاستمرار في انتهاكاتها، ويطالب المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية والتحرك الفوري لوضح حد للعدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين بموجب القانون والأعراف الدولية.
انتهـى