بيانات صحفية

مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب بالتحقيق في مقتل ستة فلسطينيين وإصابة أكثر من(80) شخصاً بجروح

    شارك :

13 نوفمبر 2007 |المرجع 142/2007

قتل ستة مواطنين وأصيب أكثر من (80) آخرين بجراح متفاوتة، إثر مواجهات اندلعت في ختام المهرجان التأبيني الذي نظمته حركة فتح ظهر الاثنين الموافق 12/11/2007 في الذكرى السنوية الثالثة لرحيل القائد ياسر عرفات.
رصد باحثو مركز الميزان لحقوق الإنسان، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الموافق 12/11/2007، انتشاراً مكثفاً لأفراد الشرطة الفلسطينية، التي أقامت حواجز عند مداخل المدن والمخيمات الفلسطينية على امتداد طريق صلاح الدين، وعمدت إلى توقيف المركبات التي كانت تقل أنصار حركة فتح وتفتيشها.
وفيما توافد المشاركون بعشرات الآلاف إلى مدينة غزة في مسيرات من مدن القطاع كافة، حدثت احتكاكات بينهم وبين أفراد الشرطة، تطورت بدورها إلى مشادات وهتافات استفزازية، فيما أطلق أفراد من الشرطة النار.
وعند حوالي الساعة 11:45 من صباح اليوم نفسه، مرت مسيرة قادمة من شرقي شارع الثلاثيني باتجاه ساحة الكتيبة في مدينة غزة، وأثناء مرورها عند مفترق الصناعة حدثت مشادات بينها وبين قوات الشرطة أطلقت خلالها الأخيرة النار في الهواء لتفريق المسيرة.
هذا وأصيب المواطن طارق محمود النجار، (29 عاماً) بعيار ناري في الصدر، أثناء مشاركته في المسيرة القادمة من شرق الثلاثيني، نقل على إثرها إلى مستشفى الشفاء وتبين أن الإصابة أدت إلى مقتله على الفور حيث وصل المستشفى جثة هامدة.
وتواصل توافد المشاركين إلى ساحة الكتيبة، الذين رددوا شعارات مؤيدة لحركة فتح وأخرى مناوئة لحركة حماس.
وعند حوالي الساعة 13:00 من بعد ظهر اليوم نفسه وعندما شارف المهرجان على نهايته بدا المشاركون في مغادرة المكان، وفجأة سمع دوي إطلاق متقطع للنيران مجهول المصدر، عندها أصيب المشاركون بحالة من الهلع، وعلى الفور تدخلت قوى الشرطة التي كانت تتمركز في الشوارع المحيطة بساحة الكتيبة وفوق الأبراج العالية، وأخذت تطلق النار في الهواء بكثافة واعتدت على كثير من المشاركين مستخدمة الهراوات.
وشوهد مسلحون بالزي المدني يطلقون النار في مساندة الشرطة.
واندلعت مواجهات رشق خلالها متظاهرون الحجارة باتجاه أفراد الشرطة، الذين ردوا باستخدام الهراوات وإطلاق النار بكثافة.
وبلغت حصيلة القتلى ستة مواطنين بينهم طفل ومسن والقتلى هم: طارق محمود محمد النجار، (29 عاماً)، يحيى خالد أبو سمرة (19 عاماً)، كامل محمد كامل زيارة، (19 عاماً)، محمد أحمد المصري (67 عاماً)، إبراهيم محمود أحمد، (11 عاماً)، وحسام بدر العوضي، (26 عاماً)، وهم جميعاً من المشاركين في المهرجان.
كما بلغت حصيلة الجرحى (80) جريحاً.
يذكر أن عدداً من الصحفيين تعرضوا لاعتداءات مختلفة، عرف منهم الصحفي خالد بلبل مصور تلفزيون فلسطين تعرض للضرب المبرح على أيدي قوات الشرطة، وتم تحطيم آلة التصوير التي كانت بحوزته، فيما احتجز إسماعيل الزعنون وهشام سمير زقوت من وكالة رامتان لمدة ساعة، لحين فحص أشرطة تسجيل الفيديو التي بحوزتهم.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لسقوط الضحايا، فإنه يؤكد أن استخدام القوة المميتة لا يمكن أن يكون خياراً مقبولاً لاستعادة النظام، والمركز يؤكد على الآتي: الأفراد المكلفون بتطبيق القانون، أثناء ممارستهم لمهامهم في استعادة النظام، يجب أن تحكمهم تعليمات وقواعد واضحة فيما يتعلق بإطلاق النار، واستخدام القوة.
احترام مبدأ التناسب والتمييز عند استخدام القوة هو القاعدة الأساسية التي يجب أن تحكم سلوك المكلفين بإنفاذ القانون، وأن من يحيد عن هذه المبدأ يجب أن يتعرض للمساءلة والمحاسبة.
إن استخدام القوة، ولاسيما إطلاق النار ينحصر فقط في حالات التهديد المباشر (تهديد الأمن الشخصي لرجل الشرطة) ويكون بغرض شل قدرة المعتدي وليس قتله.
هناك الكثير من الوسائل التي يجب أن يتسلح بها المكلف بإنفاذ القانون قبل التفكير باستخدام الرصاص الحي.
حفظ الأمن والنظام لا يكون بأي ثمن، بل إن هناك قواعد وضوابط تحافظ على حق الأفراد في التجمع وممارسة حقوقهم وحرياتهم.
مركز الميزان إذ يعبر عن أسفه الشديد لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، وعن تضامنه مع ذويهم، فإنه يطالب النيابة العامة بفتح تحقيق جدي في أحداث ساحة الكتيبة، وتقديم كل من يثبت تورطه في أحداث غزة المأساوية.
كما ويستنكر مركز الميزان استمرار ظاهرة انتشار مسلحين بملابس مدنية يتولون مهام إسناد الشرطة، ويندسون بين المتظاهرين في أحيان كثيرة، الأمر الذي يطالب المركز بوقفه ومحاسبة المسؤولين عنه.
انتهى