بيانات صحفية
13 يناير 2009 |المرجع 14/2009
الساعة: 10:00 صباحاً بتوقيت غزة
شهد ليل أمس الاثنين وفجر اليوم الثلاثاء تصعيداً هو الأعنف منذ أسبوع على الأقل، حيث تواصلت الغارات الجوية والبحرية والبرية على معظم محافظات قطاع غزة منذ الساعة العاشرة من مساء الاثنين وحتى ساعات صباح اليوم الثلاثاء، وكانت المناطق التي شهدت الهجمات الأعنف هي المنطقة الغربية من بلدتي بيت لاهيا وجباليا والمناطق الشمالية الغربية والشرقية والجنوبية من مدينة غزة.
وتواصل أعداد الشهداء والجرحى ارتفاعها كما تتصاعد الخسائر المادية في الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة حيث تشير الإحصاءات والأرقام الأولية التي جمعها باحثو مركز الميزان الميدانيون إلى أن قوات الاحتلال قتلت (935) من بينهم (191) طفلاً و(66) سيدة،.
وأوقعت قوات الاحتلال (3382) جريحاً من بينهم (728) طفلاً و(430) سيدة، ومن بين الشهداء (7) من أفراد الطواقم الطبية خلال عمليات إخلاء الجرحى و(3) صحافيين من بينهم اثنين خلال مزاولتهم لعملهم الصحفي.
يذكر أن مجموع الشهداء الذين قتلوا مساء أمس وحتى فجر اليوم الثلاثاء الموافق 13/01/2009 بلغ (59) شهيداً من بينهم (5) أطفال، و(5) سيدات.
وأن عدد الجرحى ممن نقلوا إلى المستشفيات بلغ (302) من بينهم (94) طفلاً (35) سيدة.
هذا وواصلت قوات الاحتلال استهداف الطواقم الطبية التي تتحرك لإخلاء الجرحى والقتلى من الأماكن التي تكون محلاً لهجمات قوات الاحتلال حيث استهدفت مساء أمس الاثنين الموافق 12/1/2009 طاقماً طبياً فقتلت طبيباً وجرحت سائق سيارة الإسعاف.
وكانت الطائرات الإسرائيلية أطلقت صاروخاً عند حوالي الساعة 16:17 من مساء الاثنين 12/1/2009، تجاه برج حمودة والبنا الكائن في منطقة الزرقاء في بلدة جباليا، وأثناء محاولة سكانه إخلاؤه، عاجلتهم المدفعية الإسرائيلية بإطلاقها عدة قذائف تجاه البرج، ما أسفر عن استشهاد: آيات كمال البنا، (18 عاماً)، وإصابة أربعة من السكان بينهم طفلين.
وبمجرد أن وصلت سيارات الإسعاف لإخلاء الجرحى والقتلى عند حوالي الساعة 16:22، أي بعد دقائق معدودات، توالت القذائف فأصابت إحداها سيارة إسعاف تابعة للدفاع المدني ما أسفر عن استشهاد: الدكتور عيسى عبد الرحيم صالح (28 عاماً)، وإصابة ضابط الإسعاف أحمد عبد الباري أبو فول، (25 عاماً)، ثم استمرت القذائف تجاه البرج مما تسبب في قتل فريال كمال البنا، (23 عاماً)، ومصطفى جمعة الباشا، (20 عاماً)، وإصابة خمسة مواطنين آخرين.
وبذلك يكون عدد الشهداء من أفراد الطواقم الطبية ارتفع إلى (7) وإصابة (5) آخرين من بينهم (3) وصفت جراحهم بالخطيرة.
وفيما يدخل عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية يومه الثامن عشر على غزة، تتفاقم المعاناة الإنسانية التي تصل حدود الكارثة لآلاف المدنيين من سكان المناطق التي أصبحت محلاً للعمليات الحربية البرية الإسرائيلية، والتي انقطعت عنها الإمدادات الأساسية التي لا غنى عنها لحياة السكان، ويقدر المركز أن توقف العمليات سيكشف عن كوارث ومآسي إنسانية غير مسبوق، سواء بعدد من فقدوا حياتهم جوعاً وعطشاً أو عدد الجثث المتحللة تحت أنقاض المنازل المدمرة شرقي أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية وعزبة عبد ربه شرقي جباليا والمنطقة الغربية والجنوبية الغربية خصوصاً من بلدة بيت لاهيا والمناطق الشرقية من محافظات الوسطى ورفح وخانيونس.
ويعزز البيان الصادر عن مصلحة بلديات الساحل، وهي الهيئة المعنية بتوصيل مياه الشرب للمنازل، حيث أشارت المصلحة إلى أن القصف الإسرائيلي المتواصل أسفر عن تدمير خطوط رئيسة ناقلة للمياه وتدمير آبار مياه وضرب محولات الكهرباء التي تزود بعض الآبار بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيلها، وقدرت المصلحة أن حوالي 295000 نسمة من سكان مناطق جباليا وبيت لاهيا شمال غزة والمنطقة الشرقية والجنوبية من مدينة غزة ومنطقة مخيم النصيرات ومدينة الزهراء وقرية المغراقة في المحافظة الوسطى.
كما أشارت إلى تدمير خط بيت حانون الرئيس لتصريف مياه الصرف الصحي، واقصفها لمولد كهربائي لمضخة مياه الصرف الصحي في منطقة مشروع بيت لاهيا، الأمر الذي يفاقم من تدهور حالة الصحة العامة وصحة البيئة.
هذا وسبق للمركز أن حذر من القصف المدفعي المتكرر للمنطقة القريبة من أحواض تجميع مياه الصرف الصحي في القرية البدوية شمال بلدة بيت لاهيا من المحافظة الجنوبية والكارثة التي قد تنجم عن انفجار الأحواض التي قد تغرق مناطق سكنية بالكامل بالمياه العادمة.
وبالنظر إلى اتساع ظاهرة الإخلاء القسري فإن المركز يمتنع عن إيراد أرقام ولاسيما وأن المتواجدين في مراكز الإيواء لا يمثلون أكثر من 10% من إجمالي حجم الظاهرة، حيث يلجأ السواد الأعظم من المهجرين إلى منازل أقاربهم، والمركز يدعو إلى فتح المزيد من مراكز الإيواء وتحسين ظروف القائمة، حيث يعاني المهجرين قسرياً أوضاعاً إنسانية بالغة القسوة وتتكدس العائلات في الفصول والممرات داخل المدارس.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد تأكيده على أن ممارسات قوات الاحتلال تمثل جرائم حرب فاضحة، حيث ظهر بوضوح تعمد قتل المدنيين ومحاصرة كثير منهم دون أن تسمح بوصول إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الإمدادات التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة، وكذا عدم الاكتراث بالجرحى المدنيين والأطفال، وتركهم يموتون تحت أنظارها لعدة أيام دون تقديم أي مساعدة لهم، كما ذكر بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
والمركز يجدد استنكاره الشديد لاستمرار العدوان وازدياد شراسته، فإنه يعبر عن غضبه الشديد لإطلاق يد قوات الاحتلال في إكمال المجزرة التي شرعت في تنفيذها منذ السابع والعشرين من كانون أول (ديسمبر) المنصرم، عبر المماطلة في نقاش مبادرات وتوجهات، بينما المطلوب هو الوقف الفوري لقتل المدنيين وتجويعهم.
ويستغرب المركز من أن أقصى ما صدر عن مجلس الأمن هو بيان غير ملزم يساوي بين المجرم والضحية ويعالج شئوناً سياسية عامة، فيما المطلوب هو تحرك فوري لوقف العدوان ومد جسور إمدادات لمنع قتل ووفاة مئات الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء، والعمل بسرعة وفاعلية لضمان إلزام قوات الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين فوراًُ.
عليه يدعو المركز الأمين العام للأمم المتحدة إلى تبني خطاب ينتصر للقانون الدولي، ولضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، ويدافع عن منشآت وموظفي الأمم المتحدة العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتمكينهم من العناية بالمدنيين الأبرياء، وعدم تغليب الاعتبارات السياسية على مقتضيات القانون الدولي.
إن كل ساعة من الفشل الدولي لمنع ما يجري في قطاع غزة يساوي حياة العديد من المدنيين واستمرار معاناة مئات الآلاف منهم.
كما يدعو المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السعي الحثيث من أجل إخلاء الجرحى من تحت أنقاض منازلهم في مناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال في الأحياء الشرقية لمدينة غزة والشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا، الأمر الذي يتطلب الاستعانة بمعدات ثقيلة.
كما يشدد المركز على ضرورة أن تسارع الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للتحرك الفوري لضمان إلزام دولة الاحتلال باحترام نصوص الاتفاقية المخصصة لحماية المدنيين في وقت الحرب.
ويجدد المركز دعوته لمؤسسات المجتمع المدني في أنحاء العالم كافة أن تواصل نشاطات الضغط والتأثير على حكوماتها للتحرك العاجل لضمان احترام معايير حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
والمركز يجدد تذكير المجتمع الدولي من أنه يتحمل مسئولية تشجيع مجرمي الحرب من الإسرائيليين على مواصلة جرائمهم.
انتهى
العدوان في أرقام
مركز الميزان ينشر ترجمة تقريره المحدث حول جريمة استخدام المدنيين كدروع بشرية في قطاع غزة
استشهاد مواطن متأثراً بجراحٍ أصيب بها في عملية الرصاص المصبوب في مدينة غزة
مركز الميزان ينظم ورشة عمل تدريبية حول 'القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في ظل عملية الرصاص المصبوب'
مركز الميزان يصدر تقريراً إحصائياً حول حصيلة الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم بسبب العدوان على غزة