رصد مركز الميزان لحقوق الإنسان استمرار وتصاعد انتهاكات إسرائيل الخطيرة لقواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة مؤخراً، وذلك استمراراً للانتهاكات المتواصلة ضد المدنيين منذ انهاء عملية فك الارتباط في سبتمبر من العام المنصرم.
وينطوي سلوك قوات الاحتلال الإسرائيلي على استخفاف واضح بحياة المدنيين، مما كان له أثر كبير على حياة المدنيين وممتلكاتهم.
فقد أدت هذه الانتهاكات خلال أسبوع واحد، أثتاء العملية العسكرية الواسعة التي أطلقت عليها تلك القوات عملية 'غيوم الخريف، في الفترة بين 1 و8 نوفمبر 2006، والتي أتبعتها بعمليات متواصلة استمرت حتى 26/11/2006 إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، وتدهور خطير في الخدمات والموارد الضرورية للحد الأدنى من الحمايات اللازمة لحياة وسلامة المدنيين في قطاع غزة.
وقد تميز اجتياح بيت حانون وأجزاء من بلدتي بيت لاهيا وجباليا في شمال غزة، بقسوتها، سواء لجهة عدد الضحايا الكبير الذين سقطوا خلال فترة زمنية قصيرة، أو حجم الدمار الكبير الذي حل بالبلدة وطال معظم مرافقها وأحيائها السكنية.
يبدأ هذا التقرير بخلاصة للتحقيقات التي أجراها المركز في حادث القصف المدفعي المكثف الذي استهدف مجموعة من المنازل السكنية في نهاية شارع حمد غربي بيت حانون، والتي أدى إلى مقتل (19) شخصاً وجرح (56) شخصاً من بينهم (25) طفلاً و (12) سيدة.
وحدث القصف المدفعي صباح الأربعاء الموافق 8/11/2006، أي بعد ساعات على إعلان قوات الاحتلال انسحابها من داخل بلدة بيت حانون.
تم يعرض التقرير لحصيلة الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين وممتلكاتهم بشكل موجز من خلال الأرقام والإحصاءات، ومن ثم ينتقل إلى سرد تفصليلي لتطورات الاجتياح الميدانية.
ويحاول التقرير أن يوضح سلوك وممارسات قوات الاحتلال في تعاملها مع السكان المدنيين، وفقاً لقواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ويستند التقرير إلى عمليات الرصد والتوثيق التي قام بها المركز، على مدار الساعة خلال عمليات التوغل والاجتياح، وتلك التي أعقبت انسحاب قوات الاحتلال ووقف هجماتها، الأمر الذي يشمل معاينة ميدانية لمواقع الأحدث ومقابلات مع الضحايا والشهود وأخذ الإفادات المشفوعة بالقسم، والتقاط الصور الفوتوغرافية وجمع شظايا من مخلفات القذائف والصواريخ.