تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي استهداف جامعي الحجارة والحصى بإطلاق النار في المناطق القريبة من الحدودي، حيث رصد مركز الميزان (5) اعتداءات بحقهم خلال الأيام الماضية في محافظة شمال غزة، تسببت في اصابة (5) فلسطينيين بجراح.
وتشير المعلومات الميدانية التي جمعها مركز الميزان إلى أن ظاهرة جمع الحجارة والحصى من مخلفات المباني والطرق المدمرة عادت للظهور في ظل تشديد الحاصر المفروض على قطاع غزة، ومنع قوات الاحتلال إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة وفي الوقت نفسه إغلاق أنفاق التهريب التي كانت تزود القطاع بهذه المواد.
كما يسهم انتشار الفقر وتفاقم مشكلة البطالة الكثير من العمال إلى العمل في جمع الحصى وبالرغم من كونهم مدنيين وتمتلك قوات الاحتلال كل وسائل التحقق من كونهم لا يشكلون خطراً إلى أنها تواصل استهدافهم بإطلاق النار.
وبحسب رصد وتوثيق باحثو المركز، فقد فتحت قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة على حدود الفصل الشمالية، نيران أسلحتها، عند حوالي الساعة 8:00 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 15/4/2014، تجاه عدد من جامعي الحجارة والحصى، الذين اقتربوا من الحدود في المنطقة الواقعة شرقي معبر بيت حانون (ايرز)، ما تسبب في اصابة أحد جامعي الحجارة والحصى وهو: وسيم تيسير أبو عودة (21 عاماً) وأصيب بعيار ناري في الساق اليمنى، وهو من سكان بيت حانون، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى كمال عدوان جراحه بالمتوسطة.
كما فتحت قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة على حدود الفصل الشمالية، نيران أسلحتها، عند حوالي الساعة 8:00 من يوم الأحد الموافق 13/4/2014، تجاه عدد من جامعي الحجارة والحصى، الذين اقتربوا من الحدود في المنطقة الواقعة غربي معبر بيت حانون (ايرز) في المكان الذي كانت تقام فيه المنطقة الصناعية التي دمرتها سلطات الاحتلال في وقت سابق، ما تسبب في إصابة أحد جامعي الحجارة والحصى وهو: رامي حسان إبراهيم الصوص (20 عاماً) وأصيب بعيار ناري في الساق اليمنى، وهو من سكان بيت لاهيا، ووصفت المصادر الطبية في مستشفى بيت حانون جراحه بالمتوسطة.
وكانت قوات الاحتلال قد فتحت نيران أسلحتها، عند حوالي الساعة 9:20 من صباح يوم الخميس الموافق 10/4/2014، تجاه عدد من جامعي الحجارة والحصى، الذين اقتربوا من الحدود في المنطقة الواقعة غربي معبر بيت حانون (ايرز) في مكان المنطقة الصناعية المهدمة، وتواصل اطلاق النار بشكل متقطع حتى الساعة 10:45 من الصباح نفسه، ما تسبب في إصابة ثلاثة من جامعي الحصى هم: بكر عمر صابر أبو عمشة (24 عاماً)، أصيب بشظايا عيار ناري في اليد والساق اليمنى، وعلي طه عبد ربه الكفارنة (26 عاماً) أصيب بشظايا عيار ناري في الرقبة، وسالم جلال عبد الرؤوف عبد الهادي (19 عاماً) أصيب بشظايا عيار ناري تحت الابط الأيسر، وجميعهم من سكان بيت حانون، ووصفت المصادر الطبية جراح الكفارنة بالخطيرة وحولته لاستكمال العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
مركز الميزان إذ يعبر عن استنكاره لاستمرار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في المناطق القريبة من الحدود، فإنه يؤكد على أن هذه الاعتداءات بحقهم تشكل انتهاكاً خطيراً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما وأن استهداف المدنيين بشكل متعمد محظور بشكل مطلق وفقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
حيث تشكل ممارسات قوات الاحتلال انتهاكاً خطيراً للمادتين (3) و(32) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية وبخاصة القتل بجميع أشكاله.
ويؤكد المركز إلى أن تعمد إطلاق النار على المدنيين وإيقاع القتلى والجرحى في صفوفهم يشكل أحد المخالفات الجسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة التي نصت عليها المادة (147) من الاتفاقية.
ويدين المركز استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين العزل (ومنهم جامعي الحصى) في المناطق الحدودية، واستمرار محاولاتها فرض منطقة مقيدة الوصول قرب حدود الفصل في قطاع غزة، واستمرار فرض الحصار على القطاع ومنع دخول المواد والسلع الأساسية ومن ضمنها مواد البناء، بما يكفي حاجة السكان.
وعليه فإن مركز الميزان يطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة باحترام التزاماتها القانونية والتحرك لحماية المدنيين ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمس بحقوق الإنسان بالنسبة للسكان المدنيين ويدفع إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل تفشي وتصاعد ظاهرتي البطالة والفقر.
انتهى