إفادات

قصص من غزة

قصة اليوم هي قصة الطفلة فاطمة المصري، 18 شهرا، توفيت في انتظار الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال يمكنها من الوصول للعلاج في القدس

    شارك :

4 أبريل 2023

تفرض سلطات الاحتلال حصارا غير قانونياً على قطاع غزة منذ عام 2007، وتنفذ هجمات عسكرية واسعة النطاق، أودت بحياة آلاف الفلسطينيين وألحقت أضرارا كارثية ومدمرة بالقطاع. والغريب في الأمر أن لا أحد يتذكر قطاع غزة إلا عندما يتعرض لاعتداء عسكري إسرائيلي، ويتجاهل العالم استمرار الحصار وتداعياته وغيرها من الانتهاكات شبه اليومية.

يقطن قطاع غزة أكثر من مليوني فلسطيني، غالبيتهم لاجئون شردوا من ديارهم وأراضيهم إثر نكبة عام 1948 وما زالوا محرومين من حقهم في العودة. ويعاني سكان قطاع غزة ظروفاً بالغة القسوة بسبب الاحتلال. يطلق مركز الميزان سلسلة أسبوعية جديدة تروي قصص معاناة الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة.

يواصل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي تقويض جميع جوانب حياة الفلسطينيين، مما يعقّد تفاصيل حياتهم اليومية، كالوصول للرعاية الصحية أو الزواج ممن يحبون، ويحيل حياتهم إلى صراع يومي ضد هيكل استعماري تمييزي بطبيعته. ومع ذلك، لا تزال جميع الآثار المترتبة على هذا النظام الوحشي العنصري لا توصف. تحاول هذه السلسلة إعطاء مساحة للضحايا لسرد قصصهم والتحدث علانية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوقهم غير القابلة للتصرف.

قصة اليوم هي قصة الطفلة فاطمة المصري، 18 شهرا، توفيت في انتظار الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال يمكنها من الوصول للعلاج في القدس: 

ولدت فاطمة المصري في 9 أكتوبر 2019. تم تشخيصها بمرض خلقي في القلب (عيب الحاجز البطيني) في يوليو 2021. ونظرا لقلة الامكانيات الطبية، وعدم وجود علاج لهذا المرض في قطاع غزة، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في ديسمبر 2021 تحويلة طبية للطفلة المصري للعلاج في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس الشرقية، وحصلت المصري على ثلاثة مواعيد للعلاج في المستشفى المذكور.

لم تمنح سلطات الاحتلال الإسرائيلية تصريح خروج للطفلة للعلاج في المستشفى في أول موعدين. وبناء على ذلك، توجه والدها جلال المصري إلى مركز الميزان لمساعدته، والتدخل قانونياً مع مديرية التنسيق والارتباط الإسرائيلية على معبر إيرز للحصول على تصريح خروج للطفلة يمكنها من السفر في موعدها الثالث والأخير. وبالرغم من تدخل مركز الميزان وتواصل محاميه مع المديرية، لم تحصل فاطمة على التصريح أبدا.

ونظرا لتأخر علاجها عدة أشهر، تدهورت حالة فاطمة الصحية وتوفيت في 25 مارس 2022 في مستشفى غزة الأوروبي. وحسب افادة والدها لمركز الميزان: ""رزقت بطفلتي فاطمة بعد ثمان سنوات من الزواج، وبعد رحلة علاج طويلة للإنجاب. عند ولادتها أحسست بأني امتلكت الدنيا، وبوفاتها بعد محاولات تحويلها للعلاج، أنا ووالدتها فقدنا كل شيء".

وكجزء من أنشطتنا، نقدم المساعدة القانونية للمرضى في قطاع غزة الذين ترفض أو تماطل سلطات الاحتلال الرد على طلباتهم للحصول على تصاريح للخروج عبر معبر إيرز لتلقي العلاج الطبي. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ماطلت أو رفضت سلطات الاحتلال 33٪ من 20,295 طلب تصريح مريض قدموا عام 2022، من بينهم طلب الطفلة فاطمة التي توفيت في انتظار تصريح خروج للعلاج.