بيانات صحفية
15 مايو 2011 |المرجع 48/2011
رابط مختصر:
يصادف اليوم الأحد الموافق للخامس عشر من أيار (مايو) 2011، ذكرى مرور ثلاث وستين عاماً على نكبة فلسطين، التي تعرض خلالها الفلسطينيون لأكبر جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي شهدها التاريخ الحديث، حيث أجبر مئات الآلاف منهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم وأراضيهم وحرموا من حقهم في تقرير المصير أسوةً ببقية شعوب المنطقة التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار الأجنبي في حينه.
وفيما تترافق ذكرى النكبة مع مواصلة إسرائيل عمليات التهجير القسري وإجراءات التهويد في القدس وفي أنحاء الضفة الغربية، واستمرار جرائم العقاب الجماعي التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ولاسيما من خلال الحصار والإغلاق والعودة إلى حجز أموال عائدات الضرائب الفلسطينية، ومواصلتها استهداف المدنيين وهدم وتدمير المنشآت المدنية بشكل منظم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن ذكرى النكبة الـ63 تأتي هذا العام بعد توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، وهو ما من شأنه أن يعيد توحيد النظام السياسي الفلسطيني وتوحيد نضال الفلسطينيين من أجل نيل حقهم في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
وبينما يتسبب الحصار والإغلاق في إفقار سكان القطاع ويفاقم من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها سكانه بطريقة أفضت إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان، فإن وقف تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية يتسبب في مزيد من الإفقار لفئة الموظفين الحكوميين ومتلقي المساعدات الحكومية من الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتشير حصيلة رصد وتوثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى حقيقة استمرار العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان، فبالإضافة إلى العقوبات الجماعية واستمرار حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية كحرمان المرضى من السفر للوصول إلى المستشفيات ومنع الصيادين والمزارعين من العمل بفعل تقييد وصولهم إلى المناطق الزراعية القريبة من الحدود ومناطق الصيد وراء ثلاثة أميال بحرية، صعّدت قوات الاحتلال من عمليات القصف العشوائي التي تطال المنشآت الحيوية التي لا غنى عنها لحياة السكان، والمنازل السكنية، والمنشآت التعليمية ودور العبادة وغيرها من المنشآت المدنية الأخرى.
وحسب توثيق الميزان لانتهاكات قوات الاحتلال في قطاع غزة منذ عام 2000 فقد دمرت قوات الاحتلال (18987) منزلاً سكنياً تدميراً تراوح بين الكلي والجزئي، وشردت نحو (183237) شخصاً من سكانها من بينهم (90881) طفلاً، بالإضافة إلى آلاف المنازل التي لحقت بها أضراراً طفيفة، وجرفت (40774) دونماً من الأراضي الزراعية من بينها (2300) دونماً تعرضت للتجريف أكثر من مرة، ودمرت (2556) منشأة تجارية وصناعية، و(1015) منشأة عامة وخاصة من بينها دور عبادة ومؤسسات تعليمية فيما دمرت (1235) مركبة، هذا بالإضافة إلى جرائم القتل التي واصلتها وأسفرت عن مقتل (580) شخصاً، من بينهم (118) طفلاً، وهذا منذ أيلول 2005 في قطاع غزة فقط.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، فإن تشييد الجدار من قبل دولة الاحتلال لا يغير الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، بل يقضي على أي إمكانية واقعية لتجسيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير بشكل فعلي من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.
هذا بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي يلحقها بالسكان المدنيين وممتلكاتهم، حيث تستولي قوات الاحتلال بعد استكمالها بناء الجدار على حوالي 50% من أراضي الضفة الفلسطينية، في الوقت التي استولت فيه فعلياً على أكثر من 165 ألف دونم من تلك الأراضي، وبهذا تقسّم الضفة إلى معازل تُفصل بموجبها القرى عن أراضيها الزراعية، وعن المدن، حيث يلحق الجدار أضراراً بما يزيد عن 875 ألف فلسطيني، إلى جانب استيلاءها على مصادر المياه، ومنعها عشرات الآلاف من السكان من الوصول إلى المراكز الطبية والمستشفيات والجامعات والمدارس.
وقد أغلقت عشرات المنشآت الاقتصادية الفلسطينية بسبب الجدار، من بينها مؤسسات أغلقت أبوابها منذ بدء بناء الجدار في العام 2002، مما يحرم الفلسطينيين الذين يحاصرهم الجدار من خدمات أساسية كخدمات الصحة والتعليم وغيرها.
وفي القدس، حيث تركزت انتهاكات قوات الاحتلال في القسم الشرقي من المدينة، بحيث استهدفت الأحياء العربية في المدينة، واتخذت سياسة الاستيلاء على مساكن سكان المدينة الفلسطينيين وممتلكاتهم أشكالاً مختلفة، فمن بيع للمنازل السكنية والأراضي التي كانت تضع سلطات الاحتلال يدها عليها وتسميها أملاك غائبين لعائلات يهودية، إلى هدم لمنازل تحت مبرر عدم الحصول على تراخيص بناء ووضع عراقيل بنائية وقانونية معقدة تمنع الفلسطينيين من البناء والتطوير، وهدم المنازل بحجة إقامة متنزهات عامة، وصولاً إلى طرد سكان المنازل الفلسطينيين من أماكن سكنهم، وتمكين متطرفين يهود من السكن فيها بشكل غير قانوني.
مركز الميزان إذ يستنكر الجرائم الإسرائيلية المتواصلة، فإنه يؤكد أنها تشكل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي، وتبرز مدى تحلل دولة الاحتلال من التزاماتها القانونية.
عليه فإن المركز يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري، بالنظر إلى كون قضية الشعب الفلسطيني قضية حقوق تكفلها الشرعية الدولية وتتحمل الأمم المتحدة ودولها الأعضاء مسئولية خاصةً تجاهها.
ويطالب المركز المجتمع الدولي بالخروج عن صمته ومواجهة الاستحقاقات القانونية التي يوجبها عليه القانون الدولي، من خلال وقف الجرائم المتواصلة بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لهم، كخطوة أولى نحو إعمال قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالصراع في المنطقة، لاسيما حق اللاجئين في العودة والتعويض وتقرير المصير.
والمركز إذ يرى في الخطوات الإسرائيلية الجديدة والمتلاحقة بحق سكان مدينة القدس، تصعيداَ، يأتي في سياق متصل من سلسلة الإجراءات التي تستهدف تهويد القدس وإخلاء سكانها الفلسطينيين قسرياً عنها، وتدمير مقدسات المسلمين فيها.
فإنه يجدد تنديده الشديد بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الإنسان خلال تعاملها مع الفلسطينيين، بما في ذلك استمرار تنكرها لحقوقهم الأساسية وغير القابلة للتصرف في التحرر من الاحتلال، وتحقيق حقه الأساسي في تقرير المصير والعودة، وبناء الدولة المستقلة، التي يمكن للفلسطينيين فيها التمتع بحقوقهم الأساسية بعيداً عن القهر والاحتلال والعنف.
ويؤكد المركز على أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والتي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، خلال العقود الماضية، تشكل جرائم يجب محاسبة مرتكبيها، وجبر الضرر الناجم عنها بحق الضحايا، وعلى أنها جرائم لا تسقط بالتقادم، فلابد من مقاضاة المجرم حتى ينال عقابه، وفي هذا الصدد يدعم المركز الجهود الرامية إلى تفعيل مبدأ المحاسبة، لعدم الإفلات من العقاب، ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على ما ارتكبوه من جرائم.
كما يعيد الميزان تأكيده على أن إنهاء الصراع لا يمكن أن يتأتّى بدون حل القضية الفلسطينية وفقاً لمبادئ العدالة والقانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان.
وعليه يطالب المركز المجتمع الدولي بعدم الاستمرار في سياسة التضحية بحقوق الإنسان، سعياً منه وراء تحقيق سلام لا يمكن له أن يتحقق بدون ضمان الاحترام والحماية للحقوق الفردية والجماعية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في تقرير المصير والعودة والحياة بكرامة.
كما يدعو مركز الميزان شعوب العالم وفي مقدمتهم الشعوب العربية لتعزيز تضامنهم مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حريته وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، والضغط على دولهم من أجل اتخاذ مواقف حازمة في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين.
انتهى
على المجتمع الدولي دعم وحماية المجتمع المدني الفلسطيني
مركز الميزان يهنئ الصوراني بحصوله على وسام الاستحقاق الفرنسي ويرى فيه تكريماً لحركة حقوق الإنسان الفلسطينية
خبر صحافي: مركز الميزان والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ينظمان حفلاً تكريمياً للأستاذ عصام يونس
بيان صحافي: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
مجلس المنظمات يهنئ الزميل عصام يونس بمنحه الجائزة الألمانية الفرنسية لحقوق الإنسان للعام 2020