15 يناير 2008
صعَّدت قوات الاحتلال من عدوانها على قطاع غزة، وقتلت صباح اليوم سبعة عشر فلسطينياً، من بينهم ثلاثة مزارعين كانوا يعملون في حقولهم، وذلك خلال توغلها في المنطقة الشرقية من حي الزيتون.
وبذلك يرتفع عدد من قتلوا على أيدي قوات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري 2008 إلى (52) فلسطينياً، الأمر الذي يظهر حجم تصاعد أعمال القتل الإسرائيلية.
وحسب مصادر البحث الميداني في المركز توغلت حوالي عشر آليات عسكرية إسرائيلية قادمة ترافقها الطائرات المروحية، عند حوالي الساعة 8:15 من صباح الاثنين الموافق 15/1/2008، لمسافة تقدر بحوالي كيلو مترين متجاوزة منطقة معروفة باسم 'ملكة' قريبة من السياج الفاصل شرق حي الزيتون وجنوب معبر كارني لتصل إلى الطريق العام (الخط الشرقي) إلى الشرق من حي الزيتون وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتمركزت الآليات في تلك المنطقة واتخذت مواقع قتالية من ثم بدأت بإطلاق نيران أسلحتها الرشاشة والقذائف المدفعية تجاه المزارعين الذي كانوا يقومون برعاية أراضيهم الزراعية في تلك المنطقة وقتلت ثلاثة مزارعين.
وعند حوالي الساعة 10:00 من صباح اليوم نفسه أطلقت دبابة قذيفة مدفعية سقطت بالقرب من سوق السيارات المحاذي لطريق صلاح الدين في حي الزيتون ما أدى إلى مقتل أحد المواطنين المدنيين.
كما أطلقت الدبابات الإسرائيلية قذيفة أخرى، عند حوالي الساعة 11:00 من صباح اليوم نفسه سقطت بالقرب من مدرسة تونس الثانوية للبنين شرق حي الزيتون فقتلت أحد طلاب الثانوية العامة أثناء عودته من المدرسة.
هذا ومنعت قوات الاحتلال المتوغلة سيارات وطواقم الإسعاف من الوصول إلى منطقة الحدث وخاصة تلك القريبة من تواجد آليات الاحتلال وكانت هناك معلومات عن وجود قتلى آخرين في المنطقة، وانسحبت تلك القوات عند حوالي الساعة 12:40 من مساء اليوم نفسه، حيث عثرت الطواقم الطبية على خمسة جثث بين الأشجار في منطقة التوغل وتم نقلهم إلى مستشفى الشفاء وإصابة ثلاثين مواطناً بجراح مختلفة وصفت حالة خمسة منهم بالحرجة.
يذكر أن خمسة على الأقل من بين القتلى كانوا من المدنيين ولا علاقة لهم بالمواجهات والقتلى هم:
أسعد عيسى رضوان طافش، (65 عاماً) مزارع
مروان سمير يوسف عودة، (22 عاماً) مزارع
سعيد مصطفى حامد السموني، (50 عاماً) مزارع
أيمن فضل ملكة، (35 عاماً) مدني وهو تاجر سيارات كان بالقرب من سوق السيارات
عبد السلام عطية أبو لبن، (19 عاماً) وهو طالب ثانوية عامة
رامي طلال فرحات، (30 عاماً)
عاهد سعد الله عاشور، (27 عاماً)
محمود عطا أبو لبن، (21 عاماً)
حسام محمود الزهار، (21 عاماً)
سليم عبد الحق المدلل، (20 عاماً)
فخر سليم زويد، (27 عاماً)
مصطفى يحيى سلمي، (20 عاماً)
مصعب سليم سلمي، (21 عاماً)
محمد مجدي حجي، (20 عاماً)
محمود صبري صبحي هنا، (20 عاماً)
عبد الله طلب الحاج سالم، (23 عاماً)
يذكر أن أحد القتلى لم يتم التعرف على هويته.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لتصعيد قوات الاحتلال لعدوانها المتواصل على قطاع غزة، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل لوقف هذه الممارسات، التي تتعارض مع قواعد القانون الدولي؛ وتشكل انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب؛ وتتسبب في تدهور حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
والمركز يستهجن حالة الصمت التي تلف موقف المجتمع الدولي تجاه الممارسات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات محدودة هنا وهناك تقتل خلالها العشرات بدلاً من الاجتياحات الواسعة التي كانت محط إدانة واستنكار واسعين.
مركز الميزان يحذر المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته تجاه الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال، ولا سيما بعد التصريحات المتكررة التي يطلقها المسئولين في قوات الاحتلال والتي تمهد إلى أعمال قتل واسعة النطاق سترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
كما يطالب مركز الميزان المجتمع الدولي، ولاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة المخصصة لحماية المدنيين في وقت الحرب، بضرورة القيام بواجبها واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، لضمان احترام قوات الاحتلال الإسرائيلي لالتزاماتها بموجب الاتفاقية.
والتحرك العاجل والفاعل لتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في قطاع غزة حيث تواصل قوات الاحتلال فرض الحصار ومعاقبة السكان جماعياً، وتصعد من أعمال القتل التي تحظرها الاتفاقية في كل الحالات.
انتهــى