قوات الاحتلال تواصل ابتزاز المرضى
مركز الميزان يستنكر ممارسات الاحتلال ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل

11 نوفمبر 2008

واصلت قوات الاحتلال ابتزاز المرضى الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ممن يحتاجون إلى السفر للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو الفلسطينية في الضفة الغربية، بسبب عدم قدرة الجهاز الصحي الفلسطيني على التعامل مع حالاتهم الصعبة.
تتكرر هذه الممارسات لتأخذ شكلاً شبه منتظماً وسط استمرار تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل استمرار حالة الصمت التي تلف موقف المجتمع الدولي.
وحسب تحقيقات مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد توفي خالد عبد الرحمن حسين أبو شماله، البالغ من العمر (38 عاماً)، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء، صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/10/2008 بسبب منعه من الوصول إلى المشفى بعد أن ساومته قوات الاحتلال بين التخابر لصالحها أو عدم السفر.
وكان أبو شمالة أجرى جراحة في مطلع العام 2006 في مستشفى عين شمس التخصصي في جمهورية مصر العربية لتركيب دعامة للوريد البابي في الكبد.
وبدأت حالته الصحية تتدهور في شهر تموز (يوليو) 2007، حيث تبين أن هناك انسداداً في الدعامة.
وتمكن أبو شماله من الحصول على تحويلة للعلاج في مستشفى (تل هاشومير) الإسرائيلي أواخر شهر تموز نفسه، وبدأ بعدها في إجراءات التنسيق للمرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز) للوصول إلى المشفى.
وخلال ذلك طلبته المخابرات الإسرائيلية للمقابلة يوم الثلاثاء الموافق 9/9/2008 توجه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية في معبر بيت حانون (ايرز)، علماً بأن وضعه الصحي كان سيئاً للغاية، حيث كان يعاني من انتفاخ في البطن نتيجة قصور في وظائف الكبد.
وخلال المقابلة وأمام تدهور حالته الصحية أبلغه ضابط المخابرات بالموافقة على سفره، ولكن في طريق عودته إلى منزله اتصل عليه ضابط المخابرات وأبلغه بأن الحديث لم يكتمل وطلب منه الحضور في اليوم التالي للقائه، وحاول أبو شماله أن يرفض بسبب تدهور حالته الصحية إلا أن الضابط أصر على مقابلته مرة أخرى وإلا لن يسمح له بالمرور.
وفي اليوم التالي توجه أبو شماله إلى مكتب المخابرات في المعبر، حيث فوجئ بعرض ضابط المخابرات عليه التعاون معه( نقل معلومات للمخابرات الإسرائيلية) مقابل السماح له بالمرور للعلاج.
وأمام رفض أبو شماله قال له رجل المخابرات اذهب كي يساعدك الله وقال له الشفاء على الله يا خالد وارجع على غزة وتعالج فيها.
وبعد عودته ورفضه التخابر سعى أبو شماله لتغيير وجهة المشفى في تحويلته وحصل على تحويله أخرى إلى مستشفى فلسطين في القاهرة ولكنه لم يتمكن من السفر بسبب استمرار الحصار وإغلاق المعبر، حيث مكث أبو شماله طوال هذه الفترة في مستشفى غزة الأوروبي إلى أن أعلن عن وفاته تمام الساعة الثامنة صباح يوم الثلاثاء 28/10/2008.
وتجدر الإشارة هنا إلى المؤتمر الصحفي الذي نظمته مؤسسة أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية يوم الاثنين الموافق 4/8/2008 الذي أعلنت فيه أن عملاء أمنيين يمارسون ضغوطاً على بعض المرضى الفلسطينيين الذين يريدون العلاج في إسرائيل ليعملوا كمخبرين لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأضافت المنظمة أنها وثقت أكثر من ثلاثين حالة لمرضى في قطاع غزة كانوا في حاجة إلى علاج في إسرائيل لكنهم أعيدوا عند الحدود عندما رفضوا تقديم معلومات بشأن الفلسطينيين.
ومن بين هؤلاء الأشخاص مرضى بالسرطان وأمراض القلب الذين يحتاجون إلى علاجات غير متوافرة في القطاع.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر سياسة الابتزاز التي تتبعها قوات الاحتلال، التي تساوم من خلالها المرضى بين حقهم في الحياة وتلقي العلاج وبين التخابر لصالحها، والمركز يشدد على أن حالة أبو شمالة لم تكن هي الأولى كما سبق الإشارة، ويحذر من أنها لن تكون الأخيرة إذا ما استمر صمت المجتمع الدولي وعجزه عن حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة.
عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والقيام بواجبه القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما في قطاع غزة ورفع الحصار المشدد الذي يمثل أحد أسوأ أشكال العقوبات الجماعية التي تشكل جريمة حرب بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني.
انتهى