قوات الاحتلال تمنع وفداً من القناصلة الأوروبيين من دخول غزة وتواصل تشديد حصارها المفروض عليه

13 نوفمبر 2008

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس الموافق 13/11/2008 وفداً من قناصل دول الاتحاد الأوروبي من الدخول إلى قطاع غزة.
وواصلت تلك القوات إغلاق القطاع بشكل كامل لليوم الثامن على التوالي، في ظل مخاطر حقيقية على حياة السكان وسط تفاقم نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية والمحروقات وحتى اللقاحات الطبية وأعلاف الحيوانات، الناجمة عن تواصل الحصار المشدد، وسلوك قوات الاحتلال الذي يمنع تأمين أي مخزون إستراتيجي سواء من الحبوب أو من المحروقات، الأمر الذي يجعل الآثار الإنسانية لأي إغلاق تام، مهما قصرت فترته الزمنية، كارثية على المدنيين في قطاع غزة.
وكانت القنصلية الفرنسية العامة، بوصف فرنسا رئيس الاتحاد الأوروبي، قد رتبت لزيارة قناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي إلى قطاع غزة لتفقد الأوضاع الإنسانية للسكان المدنيين فيه.
وقد كان مقرراً أن يلتقي الوفد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان وممثلين من مؤسسات حقوق الإنسان، وعدد من رجال الأعمال وغيرهم من الجهات التي تعنى بالشأن الإنساني، للوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
كما كان مقرراً أن يزور الوفد قرية أم النصر (القرية البدوية) في بلدة بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، للاطلاع عن كثب على أوضاع السكان وحالة أحواض تجميع مياه الصرف الصحي، ولاسيما وان تحذيرات صدرت باحتمال تكرار الكارثة البيئية التي حدثت في آذار (مارس) من العام المنصرم.
ويجدر التذكير أن دول الاتحاد الأوروبي هي من يتولى تمويل مشروع نقل أحواض التجميع وإقامة محطة معالجة المياه العادمة شرق بلدة جباليا في محافظة شمال غزة.
والجدير بالذكر أن الوفد الدبلوماسي مكث عند حاجز بيت حانون (إيرز) لحوالي ساعة ونصف، امتدت من الساعة التاسعة صباحاً وحتى العاشرة والنصف، في انتظار أن يسمح له بالمرور، ودون أن تكلف قوات الاحتلال نفسها عناء شرح أسباب منع السماح لهم بالمرور.
كما أن هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع، التي تمنع فيها قوات الاحتلال الوفد الدبلوماسي الأوروبي من زيارة غزة، حيث كانت منعت زيارة مشابهة للوفد يوم الأربعاء الموافق 5/11/2008.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد منع الوفد الأوروبي من زيارة غزة، وسوء المعاملة التي تعرض لها، فإنه ينظر بخطورة بالغة لمنع الدبلوماسيين الأوروبيين من زيارة قطاع غزة، ويرى أنها محاولة من تلك القوات لحجب حقيقة ما تقوم به من انتهاكات وجرائم بحق المدنيين ولاسيما الآثار الإنسانية الكارثية لتشديدها الحصار والإغلاق الذي تفرضه على القطاع.
والمركز إذ يجدد استنكاره لاستمر إغلاق القطاع على هذا النحو؛ وإذ يحذر من التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار الحصار، فإنه يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جريمة العقاب الجماعي التي تفرضها قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما على قطاع غزة.
ويشدد مركز الميزان لحقوق الإنسان على أن استمرار صمت المجتمع الدولي يشجع قوات الاحتلال، ليس فقط على مواصلة انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، بل وعلى ازدراء المجتمع الدولي نفسه وممثليه وتجاهل قواعد القانون الدولي الإنساني .
انتهى