إسرائيل ترتكب مجازر حقيقة بحق المدنيين: عدد الشهداء يرتفع إلى (284) من بينهم (32) طفلاً والجرحى (755) من بينهم (60) طفلاً وأزمة إنسانية حادة في ظل شلل المؤسسات الخدمية ونقص شديد في المواد الغ

29 ديسمبر 2008

الساعة: 12:15 ظهراً بتوقيت غزة واصلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي هجماتها الجوية مستخدمة طائراتها الحربية النفاثة وأنواع متنوعة من الطائرات التي لم تغادر سماء قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وهي تنشر الموت على مدار الساعة باستهداف منازل سكنية ومنشآت مدنية وسط تجمعات سكانية مكتظة، مما تسبب في مقتل عدد كبير من الأطفال ممن دفنوا تحت أنقاض منازلهم.
ويظهر استهداف المنازل والمساجد والجامعات مدى تحلل قوات الاحتلال من أي التزام قانوني أو أخلاقي وفي الوقت نفسه حجم عجز المجتمع الدولي، الذي يصل حد التواطؤ والمشاركة في الجريمة.
وتشير حصيلة الضحايا والخسائر أمس الأحد واليوم الاثنين إلى أن قوات الاحتلال قتلت (30) فلسطينياً من بينهم (12) طفلاً وسيدة واحدة، وأن عدد الجرحى بلغ (158) من بينهم (25) طفلاً و(14) سيدة.
وأن عدد المنازل التي دمرت كلياً أو شبه كلي بلغ (38) منزلاً وأن أكثر من (3000) منزل لحقت بها أضرار جزئية متفاوتة، وبلغ عدد دور العبادة التي دمرت (4) مساجد، والمحال التجارية والورشات المدمرة (34)، والمراكز الأمنية (16) والمراكز الحكومية (3) والمؤسسات الأهلية (2) والسيارات الخاصة (6)، هذا بالإضافة إلى تدمير أحد منشآت الجامعة الإسلامية وثلاثة قوارب صيد.
هذا وتتواصل الهجمات حتى صدور هذا البيان، الأمر الذي ينذر بارتفاع أعداد الضحايا والخسائر المادية.
كما لحقت أضرار جسيمة بمقر الأنسكو والعمارة السكنية التي يقطنها الموظفون الدوليين بالقرب من ميناء الصيادين الجديد، ولحقت أضرار بعدد من سيارات الدوليين.
وكانت المأساة الأبرز هي مجزرتي جباليا ورفح وتهجير عشرات آلاف السكان في رفح من منازلهم التي تقع بالقرب من المناطق الحدودية ممن لجئوا إلى مدارس وكالة الغوث الدولية هرباً من القصف.
ففي جباليا دمرت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:50 من ليل الأحد الموافق 28/12/2008 مسجد عماد عقل الواقع في بلوك (4) من مخيم جباليا للاجئين ما أدى إلى تدمير المسجد وعشرات المنازل السكنية المجاورة، وهي منازل متواضعة مسقوفة بالإسبستوس، تطايرت أسطحها وانهارت جدرانها بسبب شدة القصف.
وفي هذا السياق دمر منزلان مجاوران للمسجد تدميراً كلياً، ودفنت أسرة تحت أنقاض منزلها مما تسبب في مقتل الطفلات جواهر أنور خليل عبد الله بعلوشة (4 أعوام)، وشقيقتها دينا (8 أعوام) وشقيقتها سحر، (12 عاماً) وشقيقتها إكرام (14 عاماً) وشقيقتها تحرير (17 عاماً) فيما أصيبت شقيقتها براء التي لم يتجاوز عمرها الأسبوعين وشقيقهن محمد الذي لم يتجاوز العام الثاني من عمره وشقيقتيه سماح (11 عاماً) وإيمان (16 عاماً) كما أصيب الأب والأم بجروح متفرقة من أجسادهم.
هذا وألحق القصف أضراراً جسيمة بعشرات المنازل المجاورة للمسجد المستهدف كما أوقع (24) جريحاً جميعهم مدنيين أصيبوا وهم داخل منازلهم.
أما في رفح فقد دمرت الطائرات الإسرائيلية عشرات المنازل السكنية وكانت الجريمتان الأبرز هما قصف منزل لعائلة العطار ومنزل لعائلة العبسي في وقت متزامن عند حوالي الساعة 1:00 من فجر اليوم الاثنين الموافق 29/12/2008.
ودمر القصف منزل العبسي بالكامل حيث دفن معظم سكانه تحت الأنقاض ما تسبب في مقتل ثلاثة من أطفال العبسي هم: صدقي زياد العبسي (3 سنوات) وشقيقه أحمد (12 عاماً) وشقيقه محمد (14 عاماً)، وأصيب خمسة من أفراد الأسرة نفسها ووصفت المصادر الطبية حالة الأم عفاف العبسي بالخطيرة جداً.
كما أصيب ثلاثة من عائلة الكرد التي تسكن في منزل مجاور، حيث ألحق القصف أضراراً جسيمة بأربعة منازل مجاورة.
كما دمر القصف الذي استهدف منزل العطار المنزل بالكامل وألحق أضراراً ماديةً جسيمة في (4) منازل سكنية مجاورة وكانت عائلة العطار اضطرت لإخلائه قبل القصف، فيما أصيب أربعة من سكان منزل مجاور لعائلة العطار يعود لعائلة أبو هاشم بجراح من بينهم الطفل محمود عمران أبو هاشم (12 عاماً).
هذا وتواصلت الهجمات الجوية في مدينة رفح التي استهدفت منشآت مدنية كمبنى بلدية رفح ومحافظة رفح وورشات صناعية ومخزن أدوية بالإضافة إلى المواقع الشرطية.
وتكثَّفت الهجمات التي تستهدف منطقة الشريط الحدودي ما دفع آلاف السكان على إخلاء منازلهم عند حوالي الساعة 00:40 من فجر اليوم الاثنين نفسه، حيث اضروا لقضاء الليل وسط طقس شديد البرودة في مدارس وكالة الغوث غير المهيئة لإيواء المهجًّرين.
وفي مدينة غزة تواصل القصف العنيف الذي استهدف منشآت مدنية ومنازل سكنية وكان أبرزها القصف الذي وقع عند حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الأحد الموافق 28/12/2008 واستهدف منزلاً سكنياً مكوناً من طبقتين ويقع في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة ويعود للمواطن عبد الله توفيق كشكو، حيث قصف المنزل وهو مأهول وبدون إنذار مسبق وتسكنه عائلة مكونة من ثلاثة عشر فردا أغلبيتهم من النساء والأطفال وقد أدى القصف إلى استشهاد سيدة وطفلة وإصابة ستة آخرين بجراح مختلفة وصفت جراح أحدهم بالخطيرة والشهيدتين هما الطفلة ابتهال عبد الله كشكو (8 سنوات) والسيدة ميساء منير كشكو (22 عاماً).
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 13:20 من مساء أمس الأحد شقتين سكنيتين غير مأهولتين تقعان في برجي الأزهر والتعليم السكنيين في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة ما ألحق أضراراً جسيمة في عشرات الشقق السكنية.
واستهدفت الطائرات في قصف عنيف مقر الجامعة الإسلامية حيث استهدف مبنى الأمير تركي بن عبد العزيز الذي قاعات دراسية وأقسام المختبرات لكليات العلوم والهندسة وأدى إلى تدميره بالكامل حيث استهدف بخمسة صواريخ، وألحق القصف أضراراً بالغة بمباني الجامعة الأخرى.
هذا وتلاحقت أعمال القصف طوال الليل التي استهدفت مقرات حكومية وشرطية بما فيها ما يعرف (بقصر الحاكم) وهو قصر الضيافة الرئاسي، وشاركت الزوارق الحربية في أعمال القصف، الذي استهدف ميناء الصيادين على شاطئ بحر غزة ما أدى إلى تدمير ثلاثة قوارب صيد.
وقصفت الطائرات الحربية عند حوالي الساعة 2:30 من فجر اليوم الاثنين منزل علاء عقيلان الكائن في مخيم الشاطئ والمكون من ثلاثة طبقات بصاروخين من طائرة مروحية، مما تسبب في تدمير المنزل وألحق أضراراً في عشرات المنازل السكنية المجاورة.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 9:15 مساء يوم الأحد الموافق 28/12/2008، بصاروخ واحد على الأقل تجمعاً للمواطنين في منطقة القرارة شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد المواطن أحمد اسعد فياض (22) عاماً، وإصابة آخر بجراح متوسطة.
وقصفت عند حوالي الساعة 20:20 من مساء يوم الأحد الموافق 28/12/2008، مسجد عز الدين القسام الكائن في منطقة عبسان الجديدة شرق خان يونس، ما أسفر عن تدميره وإلحاق أضرار بالمنازل السكنية المجاورة.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية عند حوالي الساعة 23:25 من مساء يوم الأحد الموافق 28/12/2008، منزل موسى أبو طعيمة في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، الذي يستأجره ويقطنه المواطن بلال أبو عاصي ما أسفر عن تدميره وإلحاق أضرار في المنازل المجاورة، كما أدى القصف إلى انقطاع التيار الكهربي عن بلدة بني سهيلا فيما لم يسفر القصف عن إصابات في الأرواح، حيث لم يكن يتواجد فيها أحد.
أما في المنطقة الوسطى فقد قصفت الطائرات الحربية سيارة مدنية من نوع (بيجو) كانت متوقفة وسط مخيم النصيرات، ولا يوجد بداخلها أحد، مما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص تصادف وجودهم في المكان من بينهم طفل وهم: الطفل ضياء عارف أبو خبيزة، (15 عاماً)، محمد علي أبو خبيزة، (20 عاماً) ويونس جميل أبو خبيزة (21 عاماً).
وهاجمت الطائرات عند حوالي الساعة 23:30 من ليل أمس الأحد منزل طلال حسن إسماعيل عيسى الكائن في بلوك (9) من مخيم البريج، وكان سكان المنزل أخلوه قبل دقائق وأبلغوا سكان المنازل السكنية بعد أن تلقوا اتصالاً يهدد بقصف المنزل وفيما دمر المنزل بالكامل لحقت أضراراً جزئية متفاوتة في عشرات المنازل السكنية المجاورة.
ويترافق التصعيد الإسرائيلي الأكثر دموية وغير المسبوق مع استمرار الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، وسط تفاقم أزمة نقص الخبز والغذاء والدواء والمحروقات والمستلزمات الطبية وعجز المؤسسات الخدمية عن القيام بواجبها ولاسيما وأنها أصبحت عرضة للقصف المباشر.
مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد - استناداً إلى أعمال المراقبة التي يواصلها - أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والمركز يشدد على أن قوات الاحتلال تركز في قصفها على الأعيان المدنية ولا تكترث لحياة المدنيين بل وتتعمد إيقاع القتلى والجرحى في صفوفهم، وأن محاولاتها تصوير ما تقوم به وكأنه استهداف لحركة حماس ومطلقي الصواريخ ما هو إلا عملية تضليل منظم يهدف إلى خداع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي.
عليه وأمام استمرار حالة الصمت الدولي ومحاولة مساواة المجرم بالضحية، فإن المركز يطالب لأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابع بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية المتصاعدة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، ويدعو الأطراف إلى عقد اجتماع عاجل للنظر في التدابير الواجب اتخاذها إزاء تحلل دولة الاحتلال من التزاماتها بموجب الاتفاقية.
والمركز إذ يشيد بالفعاليات الجماهيرية التي تحركت للتضامن مع الضحايا في قطاع غزة، فإنه يدعو مؤسسات المجتمع المدني والنقابات إلى تفعيل جهودها الضاغطة والرامية إلى دفع حكوماتها للتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكب في القطاع ولاسيما وأن هذه الدول عليها واجب قانوني للتحرك.
انتهى