بيان صحافي: في اليوم العالمي للمرأة الريفية، يسلط مركز الميزان الضوء على النساء الريفيات في المناطق مقيدة الوصول في غزة ضمن مشروعه الممول من الاتحاد الأوروبي

15 أكتوبر 2020

https://www.mezan.org/assets/uploads/media-uploader

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، يسلط مركز الميزان لحقوق الإنسان الضوء على عمل المركز مع النساء الريفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، وينظم من خلال هذا التعاون معرض صور للنساء خلال عملهن في أراضيهن وينشر ورقة حقائق بالخصوص. ومن خلال هذا التعاون أيضا، توضح النساء الريفيات العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المشتركة التي تؤثر مجتمعة على حياتهن وعملهن، بما في ذلك تداعيات المنطقة مقيدة الوصول التي تفرضها اسرائيل والفقر الذي ولده نظام الاغلاق الإسرائيلي غير القانوني. كما تحدثت النساء أيضا عن مدى تحملهن للعبء المنزلي بالكامل بالإضافة لعملهن في الزراعة، وافتقارهن لأي شكل من أشكال الاستقلالية المالية.

 

بدأ مركز الميزان تعاونه الأخير مع النساء الريفيات من خلال مشروعه الممول من الاتحاد الأوروبي.  ومن خلال التعاون المشترك، نظم المركز يوم ترفيهي لثمانية وعشرين من النساء الريفيات، أوضحت خلاله النساء عن السبب الرئيسي للقيود التي يعانين منها كالفقر، حيث أجابت 85٪ من المزارعات بعدم وجود دخل ثابت بينما أكدت 10٪ بأن دخلهن لا يتجاوز خط الفقر. كما قدم مركز الميزان خلال اليوم الترفيهي جلسة توعوية حول حقوق المشاركات كمزارعات ونساء وأشخاص يعيشون تحت الاحتلال. والتقطت صور للنساء خلال الجلسات، التي طورت خلالها النساء أفكار للمطالبة بحقوقهن حسب أولويات واقعهن.

 

هذا ووافقت النساء الريفيات اللواتي شاركن في اليوم الترفيهي على تصوريهن خلال عملهن في الحقل، واستخدم مركز الميزان بعض موافقتهن إقامة معرض للصور الجميلة (جاليري الفلاحة)، للنساء الرائعات يعرضه مركز الميزان بمناسبة اليوم العالمي للنساء الريفيات على موقع المركز بالتزامن مع هذا البيان. هذا ويكرر المركز مطالب النساء بحقوقهن والحاجة لإدماجهن في صنع القرار الذي يوثر على عملهن وحرياتهن.

 

كما تم انتاج فيديو قصير للمزارعات تضمن لقاء مع السيدة إيمان الحميدي، نائبة مدير جمعية تنمية المرأة الريفية- فرع وادي السلقا- حيث صرحت " نطالب بضمان حمايتنا القانونية والاقتصادية والمدنية"، وأشارت أن النساء يشكلن ما نسبته 6.4% من العاملين في المجال الزراعي. كما قالت زميلتها سهير أبو عمرة "تحتاج النساء الريفيات إلى أنشطة بناء القدرات وفرص التمكين الاقتصادي لتعزيز مهاراتهم الإدارية والتسويقية". وأضافت المزارعة أم أنس " أنا كمزارعة فلسطينية أحتاج أن أكون مستقلة ماديا وأن أكون قادرة على الوصول إلى مستلزمات الزراعية كالأسمدة والبذور".

 

وفي نشاط آخر ضمن المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي، تم إعداد ورقة حقائق تستعرض كيفية تأثير نظام الاغلاق الإسرائيلي غير القانوني على حوالي 6,425 مزارعة في قطاع غزة.[1] وتستعرض الورقة آراء وتجارب 56 من النساء اللواتي شملهن المسح، وهي ستنشر بالتزامن مع هذا البيان في اليوم العالمي للمرأة الريفية.

 

وبحسب المسح الذي أجراه المركز، أفادت النساء أنهن يعانين من الوصول لأراضيهن خاصة القريبة من السياج الفاصل، وهي منطقة وضعتها اسرائيل ضمن المناطق مقيدة الوصول، وتشكل ما نسبته 35% من الأراضي الصالحة للزارعة في قطاع غزة. وقد تتعرض المزارعات اللواتي يتواجدن أو يقتربن من هذه المناطق مقيدة الوصول لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند السياج الفاصل أو خلال التوغلات. يذكر أن امرأة واحدة قتلت وأصيبت ثلاث أخريات خلال عملهن في حقولهن منذ العام 2015. كما أفادت 58 مزارعة أنهن تعرضن لخسائر مادية نتيجة لعمليات التجريف الإسرائيلية المنظمة للأراضي الزراعية وأعمال الرش الجوي بالمواد الكيماوية.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أفادت المزارعات اللواتي شملهن المسح عن ضعفهن بسبب النوع الاجتماعي، حيث أفاد 62.5% تعرضهن للعنف المنزلي (والذي ازداد مع الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا)، كما حرمت 35% منهن من حقوقهن في الميراث. وأشارت النساء إلى أن الزواج المبكر وصلته بالفقر والثقافة المجتمعية السائدة باعتبارهما عقبة كبيرة أما الوصول للحريات المالية والشخصية. 

 

كما تؤثر أزمة الكهرباء في غزة على عمل المزارعات اللواتي أصبحن غير قادرات على ري المزروعات أو حفظ المحاصيل دون كهرباء. وخلال فرض قوات الاحتلال قيوداً إضافية في شهر أغسطس 2020 منعت دخول الوقود الذي يغذي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، أفادت النساء حصولهن على بضع ساعات فقط من الكهرباء خلال اليوم.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أعاقت تدابير السلامة التي فرضتها السلطات المحلية في قطاع غزة بسبب انتشار فايروس كورونا (كوفيد_19)، جهودهن في زراعة أراضيهن وحصادها وبيع المحاصيل في السوق. حيث أغلقت جميع الأسواق ولم تتمكن النساء من مغادرة منازلهن، لشراء الأسمدة والبذور أو الوصول للطبيب البيطري لمعالجة الماشية خلال الإغلاق.

 

وأشارت أم محمد البالغة من العمر 55 عاما والتي تعمل كمزارعة أن عائلتها لم تتحصل على أي دخل مادي خلال الإغلاق، حيث اضطرت الى تبادل المنتجات المتوفرة مع جيرانها للقدرة على العيش. وأفادت أم محمد أن عائلتها كانت ميسورة الحال قبل أن تجرف قوات الاحتلال أراضيهم في عام 2000. كما فقدت اثنين من أولادها في السنوات اللاحقة خلال هجمات الإسرائيلية، وأولادها الباقون ليس لديهم عمل مستقر بالرغم من أن جميعهم خريجين. وأضافت أم محمد "أتمنى أن يستطيع أولادي تأمين عمل مستقر ليتمكنوا من العيش بكرامة".

 

مركز الميزان في اليوم العالمي للنساء الريفيات إذ يطالب باحترام حقوق المزارعات في غزة، والعمل على دعمهن وإسنادهن، فإنه يؤكد على مضيه قدماً، في مناهضة الانتهاكات ضد النساء الريفيات في غزة والمطالبة بحقوقهن، انطلاقاً من أهدافه ومبادئه وتماشيا مع أهداف المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي.

 


[1]  يقدر مركز الميزان أن هناك حوالي 6,425 امرأة في غزة يعملن كمزارعات، إما بشكل مؤقت أو دائم، بأجر أو بدون أجر.

 

 

يتحمل مركز الميزان وحده مسئولية محتوى هذا التقرير والذي لا يعكس بالضرورة وجهة نظر الاتحاد الأوروبي