4 أكتوبر 2018
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد انتهاكاتها بحق المشاركين في المسيرات السلمية على امتداد السياج الفاصل في قطاع غزة، ولاسيما استخدام القوة المفرطة والمميتة في تعاملها معهم، بالرغم من أن هذه الفعاليات لم تشكل أي تهديد على حياة أو سلامة أفراد قواتها. وفي هذا السياق فقد قتلت تلك القوات رجلاً مسناً وهو بالقرب من منزله الذي يبعد حوالي كيلو مترين عن السياج الفاصل، فيما استهدفت طفلاً في مقدمة رأسه بقنبلة غاز ما أدى لاستشهاده.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن قوات الاحتلال قتلت مواطنين اثنين أحدهما طفل والآخر رجل مسن، خلال يومين، فيما أوقعت (76) إصابة منذ الجمعة الماضية، بينهم (18) طفلاً، ومن بين المصابين (22) أصيبوا بالرصاص الحي، منهم طفلين، ومسعف.
وبحسب تحقيقات مركز الميزان فقد أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة بالقرب من حاجز بيت حانون (ايرز)، عند حوالي الساعة 15:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 03/10/2018، الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة شمال قطاع غزة. وتسبب استخدام القوة المميتة في قتل الطفل أحمد سمير حرب أبو حبل (15 عاماً)، من سكان بيت لاهيا شمال القطاع، جرّاء إصابته بقنبلة غاز مباشرة في الرأس، حيث وصل إلى المستشفى الإندونيسي عند حوالي الساعة 18:05 مساءً. هذا وأعلنت المصادر الطبية فيها عن استشهاده بعد حوالي (20) دقيقة. كما استمرت عمليات إطلاق النار حتى حوالي الساعة 20:00 من مساء اليوم نفسه.
كما واصلت قوات الاحتلال مساء الأربعاء نفسه استهداف المسعفين، حيث أصيب المسعف في جمعية الهلال الأحمر هاني محمود حسين وادي (33 عاماً) بقنبلة غاز في البطن.
وفي سياق منفصل أطلقت قوات الاحتلال الرصاص عند حوالي الساعة 17:10 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 02/10/2018، من الأبراج العسكرية المنتشرة على امتداد السياج الفاصل شرق مخيم المغازي في المحافظة الوسطى، ما تسبب في إصابة المسن إبراهيم أحمد نصار العروقي (74 عاماً)، بينما كان يقف في الشارع بالقرب من منزله في مخيم المغازي، حيث وصل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثة هامدة، جرّاء اصابته بعيار ناري في الظهر، وبعد معاينة الجثة من قبل الطبيب الشرعي في مستشفى الشفاء في غزة، تبين بأنه أصيب بعيار ناري ثقيل نفذ من الظهر واستقر في الصدر.
وبحسب مصادر المعلومات في مركز الميزان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/3/2018، وحتى إصدار هذا البيان، (205) شهداء من بينهم (10) شهداء محتجزة جثامينهم لدى سلطات الاحتلال بما فيها جثتي طفلين، ومن بينهم (152) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، بينهم (31) طفلاً وسيدة واحدة، و(3) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين اثنين. كما أصيب (10310)، من بينهم (1867) طفلاً، و(424) سيدة، و(116) مسعفاً، و(115) صحافي، ومن بينهم (5836) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (941) طفلاً، و(114) سيدة.
مركز الميزان يجدد استنكاره الشديد لاستمرار استهداف المشاركين في المسيرات السلمية لاسيما الأطفال، وتكرار استهداف أفراد الطواقم الطبية والصحافيين بالرغم من وضوح شاراتهم المميزة، فإنه يكرر إدانته واستنكاره لسلوك قوات الاحتلال، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وعليه، يجدد مركز الميزان مطالبته المتكررة بضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، والعمل على إنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.
انتهى