قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة رفح، وتدمر ثلاثة عشر منزلاً، وتصيب نحو تسعة عشر فلسطينياً بجراح

23 أكتوبر 2002

في سياق عدوانها المتواصل ضد السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي مدينة رفح من محورين، الأول بلوك (O) جنوب مخيم رفح، والثاني حي السلام مستهدفةً منزل عائلة الشهيد محمد محمود القصير، ما أدى إلى ترويع السكان المدنيين وتدمير ممتلكاتهم.
فعند حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس الثلاثاء الموافق 22/10/2002، شرعت الجرافات الإسرائيلية تحت حراسة قوة عسكرية قوامها أربع دبابات، في هدم عدد من المنازل السكنية، الواقعة في بلوك (O)، القريبة من بوابة صلاح الدين، وخرج السكان مذعورين ووقفوا أمام الجرافات مطالبين بإمهالهم وقتاً كافياً لإخلاء منازلهم.
وعندها تحرك باحث المركز إلى المنطقة وأعلم محامي المركز أن سائق الجرافة أخبر السكان بنيتهم هدم منازلهم عبر مكبرات الصوت، وقام المحامي بمراسلة المستشار القضائي لقوات الاحتلال، والنيابة العسكرية الإسرائيلية، مطالباً بوقف عملية الهدم، خاصةً وأن القوات الإسرائيلية لم تخطر أصحاب المنازل بنيتها هدمها، وفقاً لقرارات سابقة استصدرها مركز الميزان من المحكمة العليا الإسرائيلية.
وقد أخطر المستشار القضائي للجيش الإسرائيلي محامي المركز بان عملية الهدم سوف تتوقف، وأنها لن تتم دون إخطار أصحاب المنازل قبل تنفيذ الهدم.
  وعند حوالي الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء نفسه، توغلت حوالي ستة عشر دبابة في منطقة حي السلام، القريبة من الشريط الحدودي الفاصل بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورابطت في المنطقة القريبة من منزل عائلة القصير، وعند تمام الساعة الحادية عشر ليلاً داهموا المنزل حيث زرعوا عبوات ناسفة، وقاموا بنسفه عند تمام الثانية عشر والربع من بعد منتصف الليل قاموا بنسف المنزل على أثاثه.
ويتكون المنزل من طبقتين وتسكنه ثلاث عائلات، يبلغ عد أفرادها 21 فرداً.
علماً بأن الشهيد محمد محمود جبر القصير، أحد أفراد العائلة، استشهد بتاريخ 18/2/2002، إثر إطلاقه النار على قافلة لجنود الاحتلال ومستوطنيه على طريق (كسوفيم)، وسط قطاع غزة.
  يذكر أن تسعة عشر شخصاً أصيبوا بجراح نتيجة سقوط جدران منازلهم وتطاير الزجاج والحجارة، وأعاقت قوات الاحتلال إسعافهم لمدة ساعة تقريباً.
كما تعرضت ثمانية منازل للتدمير الجزئي جراء نسف منزل القصير تعود ملكيتها لكل من، زهير محمد علي بركات، الذي تضررت سيارته الخاصة أيضاً، محمد محمد علي بركات، فايز نور الدين موسى أبو السعود، عطا محمد حسن أبو عياش، نادر عبد نصار الأخرس، إسماعيل رمضان إسماعيل الكرد، فتحي سليمان العبد السدودي، وفايز ديب علي بركات.
كما هدمت تلك القوات منزلين في منطقة قريبة من المكان تعود ملكيتهما لكل من، صالح حسن صالح الشاعر، ومحمد عبد الحميد عبد الرازق السباخي.
وأحرقت تلك القوات شقتين في بناية مكونة من ثلاث طبقات، بعد أن استولت عليهما ومكثت فيهما لمدة ساعة من الزمن بين الحادية عشر والثانية عشر، وتعود ملكية الشقتين إلى محمود محمود إبراهيم بهلول، وأخيه خالد محمود إبراهيم بهلول.
وحسب إفادة فايز ديب بركات، فقد حاول الحديث مع أفراد القوة طالباً منهم السماح له وللجيران بمغادرة المنطقة حرصاً على سلامتهم، إلا أن الجنود أمروه بالبقاء في بيته، فكان أن أصيب أثني عشر فرداً من عائلته بجراح، ما يؤكد هدف تلك القوات بإيقاع أكبر عدد ممكن من السكان المدنيين.
  جدير بالذكر أن قوات الاحتلال قامت بحملة تخريب واسعة في منطقة حي السلام، حيث خرّبت عدداً من الطرقات محدثة حفراً وأكوام من التراب، كما دمرت شبكتي الكهرباء والهاتف في المنطقة.
  مركز الميزان ينظر بخطورة بالغة، لمواصلة قوات الاحتلال عدوانها وجرائمها، خاصة الاقتحام المتكرر للمدن الفلسطينية وما يرافقه من تدمير شامل لكثير من المرافق، واستهدافها للمنازل السكنية، والحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية ويؤكد المركز أن هذه السياسة تأتي في إطار العقوبات الجماعية التي تفرضها تلك القوات، والهادفة إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما يحذر المركز من مخاطر إقدام جنود الاحتلال على هدم المنازل وتدمير الممتلكات، الذي يشكل مخالفة للقانون الدولي الإنساني، حتى في حال إخطار السكان المدنيين بنية هدم منازلهم.
عليه فإن المركز إذ يدين عمليات تدمير وهدم المنازل السكنية والمنشآت المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فإنه يطالب المجتمع الدولي، لاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف، بالتدخل الفوري والعاجل، لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي المستمرة لاتفاقية جنيف الرابعة، وضمان احترام تطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  انتهـى