بيانات صحفية

الميزان يحذّر من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة

العجز في الطاقة الكهربائية يرتفع إلى (76%) في ظل استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لشبكات الكهرباء

    شارك :

16 مايو 2021 |المرجع 40/2021

تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهوراً غير مسبوق، جراء العدوان الذي تشنّه قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم الاثنين الموافق 10/5/2021م، والذي استهدفت فيه تلك القوات المدنيين والأعيان المدنية والممتلكات الخاصة والعامة، ونتيجةً لذلك تضررت شبكات توصيل التيار الكهربائي إلى منازل المواطنين والمؤسسات الصحية والخدمية والعامة، في الوقت الذي مازالت تواصل فيه فرض عقاب جماعي لأكثر من مليوني انسان في القطاع.

 

وتشير المعلومات التي جمعها باحثو المركز، أنّ كمية الطاقة الكهربائية المتوفرة في قطاع غزة هي (96) ميجا وات، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى (400) ميجا وات من الطاقة لتلبية احتياجات السكان على مدار الساعة، ليرتفع بذلك العجز في الطاقة الكهربائية إلى ما نسبته (76%) في القطاع. وتسبب العدوان في تشوّش جدول توزيع التيار الكهربائي على منازل المواطنين في محافظات غزة، وأصبح (3-4) ساعات وصل مقابل (20) ساعة قطع، بينما لم تتمكن طواقم شركة توزيع الكهرباء من إعادة توصيل التيار لبعض الأحياء والمناطق منذ أيام، لصعوبة وصولهم وإصلاح الشبكات ما تسبب في الانقطاع الدائم للتيار عن مناطق سكنية واسعة. هذا وتعطلت (6) خطوط رئيسية للكهرباء نتيجة للعدوان المتواصل على قطاع غزة، تغذي القطاع من داخل الخط الأخضر، هي خطوط: (بغداد، القبة، الشعف- وتغذي محافظة غزة. خط F7 - ويغذي المحافظة الوسطى. خط F11 - ويغذي محافظة خانيونس. خط F9 - ويغذي محافظة رفح)، ويصل إجمالي قدرتهن إلى حوالي (75) ميجاوات. بالإضافة إلى خط (J10) الناقل للكهرباء داخلياً من محطة توليد كهرباء غزة إلى محافظتي غزة والشمال، وقدرته (10) ميجاوات. ولم يسمح حتى اللحظة للطواقم الفنية الفلسطينية والاسرائيلية بإصلاحها بسبب إعلان قوات الاحتلال المناطق المحاذية للسياج الفاصل مناطق عسكرية مغلقة.

 

وتفيد المعلومات المتوفرة من شركة توزيع الكهرباء أنّ العدوان المتواصل على قطاع غزة ألحق أضراراً كبيرة في شبكات الكهرباء، حيث تضرر (12) محول كهربائي، و(81) مكونات شبكة ضغط عالي، و(281) مكونات شبكة ضغط منخفض. وكان إجمالي الخسائر (7,33 مليون دولار). ما أدى إلى عدم وصول التيار الكهربائي إلى نحو (902,600) مواطن، وانقطاع التيار عن مناطق واسعة بفعل الضرر الذي خلفه العدوان.

 

وفي سياق متصل، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم وهو المعبر الإسرائيلي الوحيد الذي تتدفق منه البضائع والسلع إلى سكان قطاع غزة، وجراء ذلك توقفت عملية ضخ السولار الصناعي إلى محطة التوليد ما اضطرها إلى خفض عدد المولدات وبالتالي خفض الطاقة الكهربائية المولّدة، والمعلومات المتوفرة تؤكد أن الوقود شارف على النفاد، والمحطة مهددة بالتوقف في الساعات القادمة ما لم يتم استئناف دخول الوقود إليها. كما تأثر عمل المولدات الكهربائية التجارية نتيجة إغلاق المعبر وعدم دخول الوقود اللازم لتشغيلها، ما أدى إلى تقلص ساعات عملها ووصول التيار الكهربائي لمشتركيها، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الاشتراك في هذه الخدمة المدفوعة ليس متاحاً لجميع المواطنين بسبب عدم القدرة على توفير نفقاتها وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في القطاع. ويحرم إغلاق معبر كرم أبو سالم وعدم تدفق الوقود بالشكل الطبيعي، سكان القطاع من الاستفادة من الطاقة الكهربائية، وينذر بتدهور كبير في كافة مناحي الحياة لاسيما الصحية في ظل تفشي فايروس كورونا، وتعطّل عمل المستشفيات والعيادات ومحطات معالجة المياه.

 

ويلقي انقطاع التيار بظلاله على أوجه حياة المدنيين كافة، حيث يحرم سكان القطاع من التزود بمياه الاستخدام المنزلي، ويتأثر عمل المستشفيات وأصبح مهدداً بالتوقف في ظل النقص الحاد في إمداد الطاقة الكهربائية وشح الوقود ما سيحرم المستشفيات من استخدام مولدات الطاقة البديلة، هذا بالإضافة لحرمان المرضى وكبار السن، ممن يقطنون أبنية متعددة الطبقات، من مغادرة شققهم لأي سبب طارئ. كما ينذر استمرا انقطاع التيار ونقص الوقود بتوقف معالجة المياه العادمة، ويشل الحركة التجارية ويحرم السكان من كميات الغذاء المتواضعة المتوفرة في محلات البقالة (سوبر ماركت) ومخازنها حيث تفسد المواد الغذائية في ظل عدم تشغيل الثلاجات. وينذر بتدهور كبير في كافة مناحي الحياة لاسيما الصحية في ظل تفشي فايروس كورونا، وتعطّل عمل المستشفيات والعيادات ومحطات معالجة المياه.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين والبنية التحتية والمرافق الحيوية والتي لا غنى عنها لحياة السكان في قطاع غزة، ومنع دخول الوقود (السولار الصناعي) لتشغيل محطة توليد الكهرباء، في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني الذي يحظر على دولة الاحتلال معاقبة المدنيين، خاصّة وأن الطاقة الكهربائية تُسهم في حماية الحقوق الأساسية للمواطنين لاسيما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهد تدهوراً متسارعاً جراء الحصار المشدد المفروض على القطاع.

 

ويناشد المركز، المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بالتدخل العاجل وإلزام قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف العدوان على قطاع غزة، ومنع استهداف المدنيين وممتلكاتهم الخاصة والعامة، ووقف العقوبات الجماعية، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح معبر كرم أبو سالم واستئناف توريد السولار الصناعي إلى محطة التوليد في قطاع غزة. كذلك السماح للطواقم الفنية بإعادة وإصلاح شبكات الكهرباء، وعدم استهداف مرافق البنية التحتية وضمان سلامة العاملين في المجالات الخدماتية كالكهرباء والمياه.

انتهى