إفادات

الفقر المدقع يستشري ويهدد حياة الفقراء وسط ضعف الاستجابة من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية

    شارك :

17 سبتمبر 2020

(م.ح)، (40 عاماً)، متزوج ويعمل نجاراً، ويسعى لتوفير لقمة العيش له ولأسرته، لا يجد ما يسد رمقهم في ظل توقفه عن العمل جراء انتشار الجائحة، ويقول:

أسكن في شارع المخابرات الكائن شمال غرب مدينة غزة، وأعيش في أسرة مكونة من 6 أفراد، وأعمل في حرفة النجارة وتنجيد الكنب. تعرضت منجرتي لحريق بسبب ماس كهربائي في عام 2005، ما تسبب في فقداني لمصدر دخلي الوحيد، وتراكمت علي الديون إلى أن وصلت حوالي "47000$" جلها للتجار موردي الخشب، وباقي أقساط ماكينات النجارة التي كنت قد اشتريتها.

 وبعد فترة وجيزة، بدأ الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وبدأ الوضع الاقتصادي يزداد سوءاً، وبسبب هذه الظروف لم أعد قادراً على إعادة فتح المنجرة مرة أخرى كما كنت أخطط. بدأت في العمل كأجير في منجرة أحد الأصدقاء، كي أستطيع تلبية احتياجات أسرتي الأساسية، وبعد مضي فترة من الزمن ازداد الحصار الإسرائيلي شدة على قطاع غزة ومنع دخول البضائع للقطاع وعلى رأسها الأخشاب. أغلقت أغلب المناجر في القطاع، توجهت عندها للعمل مع أشقائي الخمس في مطعم للمأكولات الشعبية، ولم يكن دخل المطعم يكفينا على الإطلاق، عندها قررت فتح منجرة صغيرة في منزل العائلة، حيث كانت لا تزال لدي بعض عدة النجارة، وبالفعل بدأت في العمل في منجرتي الصغيرة، وكنت بالكاد أستطيع تلبية احتياجات أسرتي. كنت لا أرفض عملاً لأي من الزبائن حتى لو كان العائد من وراءه 5 شواقل فقط، سعياً لتوفير لقمة العيش لأسرتي. وبعد تفشي فايروس كورونا داخل القطاع وإعلان وزارة الداخلية حظر التجول بتاريخ 24/8/2020، وإغلاق المحال التجارية كافة، أصبحت أعيش وأسرتي وأشقائي وأسرهم ظروفاً بالغة القسوة. لم نعد قادرين على تلبية احتياجات أسرنا. أغلقت المحال التجارية وعلى رأسها المطاعم الشعبية، ولا يوجد أي مصدر دخل لنا، لقد كنا أنا وإخوتي نعيش كل يوم بيومه، ففي اليوم الذي لا نعمل فيه، نتوجه للاستدانة حتى نستطيع توفير احتياجات المنزل. نحن الأشقاء الخمسة الآن لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا، ولا نعرف ممن نستدين، كنت أستدين من اخوتي في السابق، والآن هم يبحثون عن يد العون في ظل هذه الأزمة. اعتمدنا في غذائنا على ما كان متوفر لدى اخوتي من بقوليات كانت مخزنة لعمل المطعم الشعبي، وباقي الاحتياجات نقوم باستدانتها من صاحب البقالة القريب من منزل العائلة. وقبل يومين توقف صاحب البقالة عن بيعنا جراء تراكم الديون علينا. بصراحة لا أعرف ماذا أفعل، وأنا أيضاً مشفق على اخوتي وعلى ما وصل إليه حالهم فقد كانوا عوناً لي. لا أريد التحدث عن كثير من تفاصيل حياتي اليومية، لأني بكل صراحة وأنا أتحدث قلبي يعتصر ألماً على ما وصلنا إليه من معاناة، وفي الوقت نفسه لم يطرق بابنا ولم يتصل بنا أحد. أدعو جميع الجهات المسئولة إلى النظر بعين الرحمة إلينا وإلى أصحاب الدخل اليومي، وتلبية أدني احتياجاتهم الأساسية لمساعدتهم في البقاء على قيد الحياة.