بيانات صحفية

مركز الميزان يستنكر استمرار الحصار المفروض على غزة واستغلال سلطات الاحتلال تحكمها في معابر القطاع للإيقاع بالفلسطينيين واعتقالهم

    شارك :

14 ديسمبر 2015 |المرجع 57/2015

 

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استغلال حاجة الفلسطينيين للسفر في ظل الحصار والإغلاق المشدد المفروض على قطاع غزة، وفي ظل استمرار إغلاق معبر رفح البري المتواصل، حيث تحول معبر بيت حانون (إيرز) إلى معبر وحيد للوصول إلى قطاع غزة والخروج منه، وتستغل تلك القوات سيطرتها وتحكمها المطلقين في المعابر والحدود للإيقاع بالفلسطينيين واعتقالهم أو إخضاعهم للابتزاز والمساومة حيث تساوم البعض على التخابر لصالحها مقابل السماح لهم بالمرور أو تحرمهم من حقهم في التنقل والحركة. 

وفي آخر انتهاك على هذا الصعيد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل معبر بيت حانون (ايرز)، عند حوالي الساعة 12:30 مساء يوم الأحد  الموافق 13/12/2015 الموظف / محمد رفعت محمد أبو جميزة البالغ من العمر (28) عاماً من سكان مدينة دير البلح، والذي يعمل فني أشعة في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

جدير بالذكر أن أبو جميزة حاصل على بكالوريوس فني أشعة ويعمل منذ ثلاث سنوات في مستشفى القدس. ووفقاً للمعلومات المتوفرة فقد توجه طاقم من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مكون من (13) شخصاً، يضم ممرضين وأطباء وفنيي أشعة يعملون في مستشفى القدس ومن بينهم أبو جميزة من قطاع غزة إلى الضفة الغربية لحضور دورات تدريبية في تخصصات مختلفة، وكان من المقرر أن يشارك أبو جميزة في دورة  تدريبية في مستشفى مار يوسف بالقدس. ووفقاً لذوي المعتقل فقد اتصلوا على نجلهم عند حوالي الساعة 12:30 من اليوم نفسه من أجل الاطمئنان عليه وفوجئوا بأن الهاتف المحمول الخاص به مغلق وفي ساعات المساء أبلغوا من زملائه في جمعية الهلال الأحمر أنه تم احتجازه عند معبر بيت حانون (ايرز) عند حوالي الساعة 12:30 – 2:00 ومن ثم تم اقتياده إلى جهة غير معلومة.

وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال فرضت مزيداً من القيود التي تحد من قدرة مرضى قطاع غزة على الوصول للمستشفيات خارج قطاع غزة، بعد أن فرضت شرطاً جديداً يقضي بأن لا يقل سن مرافق المريض عن (55 عاماً) في حال جرى التقدم بطلب الحصول على تصريح مرور خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، الأمر الذي سيحرم الآلاف من المرضى من الوصول إلى المستشفيات وفي الوقت نفسه يبدو الأمر وكأن المريض هو من يتحمل مسئولية حرمانه من السفر لأنه لم يوفر مرافقاً تنطبق عليه الشروط.

 

يذكر أن معبر بيت حانون يشكل المعبر الوحيد المتاح لسكان قطاع غزة وهو خاضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، فيما يستمر إغلاق معبر رفح البري، حيث لم يفتح طوال العام الجاري سوى (34) يوماً من بينها (8) أيام للحجاج في الذهاب والإياب، و(5) أيام لعودة عالقين. هذا ولا يتمكن سوى عدد محدود من أصحاب الحاجات الماسة كالمرضى والطلاب والأسر المشتتة من السفر في أوقات الفتح الجزئي للمعبر، فيما يحرم سكان القطاع من حقهم الأصيل في حرية الحركة والتنقل بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وجملة القيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل.

 

كما تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال العام الجاري 2015 (175) فلسطينياً من سكان قطاع غزة، من بينهم (33) طفلاً، ومن بينهم (43) جرى اعتقالهم أثناء محاولتهم السفر عبر معبر بيت حانون (إيرز).

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد استنكاره الشديد لاستمرار الحصار المفروض على قطاع، الذي تسبب في تقويض جملة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية بالنسبة للسكان، في ظل عجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاه إنهاء جريمة العقاب الجماعي التي تفرضها سلطات الاحتلال على سكان القطاع. كما يجدد مركز الميزان استنكاره الشديد لاستمرار الاعتقالات التعسفية واستمرار استخدام معبر بيت حانون (إيرز) كمصيدة للإيقاع بالفلسطينيين حيث يجري اعتقالهم بالرغم من إصدار تصاريح مرور لهم، وفي الوقت نفسه استمرار ابتزاز المرضى ومساومتهم، وفرض المزيد من القيود التي تحول دون قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات خارج قطاع غزة بما في ذلك المستشفيات الفلسطينية.

 

وعليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي والضغط على دولة الاحتلال وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وضمان حرية حركة وتنقل الأفراد والبضائع، وتنفيذ التزاماتها الدولية المتعلقة بالتحقيق وبالمحاسبة على انتهاكات القانون الدولي، خاصة المتعلقة بالاعتقال التعسفي والابتزاز بالعمل لصالح القوات المحتلة والتعذيب وسوء المعاملة.

انتهى