بيانات صحفية

مركز الميزان يدعو جهات الاختصاص الفلسطينية للتحقيق في أسباب انهيار حوض لتجميع المياه العادمة، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحصار الإسرائيلي

    Share :

28 مارس 2009 |Reference 33/2009

تسببت زيادة كميات مياه الصرف الصحي التي ضخّت لأحد الحوضين المنشأين حديثاً شمالي قرية أم النصر البدوية، في انهيار الساتر الترابي الجنوبي للحوض الشرقي منها، عند حوالي الساعة 3:30 من فجر الجمعة الموافق 27/3/2009، حيث اندفعت مياهه جهة الجنوب الغربي الأكثر انخفاضاً، وأحدثت بركة كبيرة من مياه الصرف الصحي في المنطقة المحاذية لمنازل سكان القرية الواقعة في الجهة الشمالية.
ومنع انخفاض منسوب الأراضي التي تفصل الحوضين الجديدين عن القرية تكرار كارثة القرية البدوية التي وقعت في التاريخ نفسه من العام 2007، حيث أحدث الفيضان بركة كبيرة إلى الشمال من القرية، ما يشكل تهديداً على صحة وسلامة سكان القرية.
  وقد انهار هذا الحوض على الرغم من شروع مصلحة مياه الساحل في أعمال الضخ التجريبي لمياه الأحواض المحيطة بقرية أم النصر إلى محطة المعالجة الجديدة شرق جباليا، نهاية نوفمبر من العام المنصرم 2008،  وذلك لقياس مدى نجاعتها بعد إنهاء المرحلة الأولى من المشروع.
كما سيتم العمل على إنهاء المرحلتين الثانية والثالثة منه خلال السنوات الثلاثة القادمة، واستمر ضخ المياه إليها في مستويات متوسطة، حيث وصلت معدلات الضخ إلى ثلاث ساعات يومياً.
مع العلم أن الجهات الفلسطينية المختصة بدأت العمل على نقل الأحواض إلى المنطقة الواقعة شرق جباليا، يوم الأحد الموافق 1/4/2007، بعد التنسيق مع قوات الاحتلال، حيث كان من المتوقع انجاز الحوض الأول من المشروع خلال شهرين من تاريخه.
ولكن المعوقات الإسرائيلية؛ ونقص المواد اللازمة نتيجة الحصار المضروب على قطاع غزة حالت دون إتمام المشروع في موعده، حيث تم إنجازه بعد تأخير كبير حيث امتدت الفترة التجريبية حتى اليوم.
   الجدير ذكره أن الحوض الذي تصدع يقام على أرض تبلغ مساحتها (5) دونمات، وهو أحد حوضين استحدثا شمال القرية، كعلاج للمشاكل التي ترتبت على كارثة القرية البدوية، التي وقعت بتاريخ 27/3/2007.
وكان العلاج السريع والمؤقت في حينه يقوم على ضخ كميات كبيرة من مياه الأحواض في الأراضي المفتوحة الواقعة قرب حدود الفصل شمال القرية البدوية، بشكل عشوائي، مما يخفف من خطر تكرار فيضان الأحواض على المنطقة من جديد، وقد بدأ العمل على ذلك يوم الاثنين الموافق 2/4/2007، وذلك بعد أن اتفقت الجهات الفلسطينية المعنية (مصلحة مياه الساحل- مجلس الخدمات المشترك- سلطة المياه) وبالتنسيق مع مؤسسات إنسانية دولية، مع قوات الاحتلال.
  ويجدر التذكير أن الكارثة التي حلّت بالقرية البدوية منذ عامين، كانت نتيجة لارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي والأمطار الموجودة في أحد الأحواض- المنشأة بتاريخ 13/9/2006- بشكل خطير، مما تسبب في تدفق المياه من خلال السواتر الترابية المحيطة عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 27/3/2007.
واكتسح فيضان المياه العارم كل ما تواجد في طريقه، تجاه منازل القرية البدوية، المقامة على أراضٍ ذات منسوب منخفض، ما تسبب في وقوع كارثة إنسانية حقيقية في القرية، حيث قتل جراء الفيضان سيدتين وثلاثة أطفال، وهم: المسنّة: ناصرة نصير سالم أبو معتق (الرميلات)، البالغة من العمر (75) عاماً، وفاطمة سليم أبو صفرة، البالغة من العمر (80) عاماً، والأطفال: محمد سالم أبو معتق، البالغ من العمر (سنة واحدة)، وجمال برّاك أبو صفرة، البالغ من العمر (ثلاث سنوات)، وسهير سلاّم أبو غرارة، البالغة من العمر (17) عاماً، كما أسفرت الكارثة عن إصابة (32) مواطناً نتيجة الكارثة, من بينهم (16) سيّدة، وثلاثة أطفال، جميعهم نجوا من الغرق.
كذلك تضرر نتيجة الكارثة 129 منزلاً بشكل بالغ، و(241) منزلاً بشكل جزئي طفيف، كما جرفت المياه كل ما واجهته في طريقها من مركبات وحيوانات وطيور وأراضٍ زراعية.
  مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن صدمته إزاء ما حدث ولا سيما وأنه سبق وأن حذر الجهات المختصة من مخاطر اللجوء إلى الحلول السريعة والعاجلة والتي عملت على تكريس المشكلة وتعميقها، خاصة وأن  إنشاء تلك الأحواض، الواقعة شمال أبراج الندى، كان على أراضي يرتفع منسوبها عن منسوب أراضي القرية، ولكن سلطة المياه ومجلس الخدمات المشترك بررا إنشائها بالحاجة الملحّة إليها وذلك لعدم مقدرة الأحواض المحيطة بالقرية البدوية على تحمل كمية مياه الصرف الصحي المتضاعفة، وقد وعدت هذه الجهات بأن تكون تلك الأحواض مؤقتة حتى شهر مارس 2007، وهو ما لم يحدث.
  عليه فإن مركز الميزان ومن منطلق إدراكه العميق بجذور المشكلة التي لعبت قوات الاحتلال الإسرائيلي دوراً فاعلاً في خلقها وتصعيدها، ومن منطلق تدخلاته الفاعلة في السابق سواء مع الجهات الفلسطينية المختصة أو مع الأهالي والمانحين، فإنه يطالب جهات الاختصاص الفلسطينية بالوقوف بجرأة أمام مسئولياتها وإجراء تحقيق جدي في الأسباب التي أدت إلى انهيار الحوض الأخير، ولاسيما وأن عمليات المراقبة الفاعلة كان من شأنها أن تحول دون انهيار الحوض عبر اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية.
  والمركز يشدد على ضرورة إنهاء هذه المأساة التي تتكرر فصولها منذ أكثر من عشر سنوات والتي تنتهك جملة حقوق الإنسان بالنسبة لسكان قرية أم النصر البدوية شمال شرق بيت لاهيا، التي يسكنها حوالي (5000) نسمة ونيّف.
  كما يدعو المركز المجتمع الدولي إلى التدخل ومنع العراقيل التي وضعتها ولم تزل قوات الاحتلال أمام سير العمل بخطى حثيثة في محطة المعالجة الشرقية التي انتهى العمل في مرحلتها الأولى منعاً لوقوع كارثة قد تزهق أرواح المئات من المدنيين.
  انتهى،